على بعد أمتار قليلة فقط من سد يوسف بن تاشفين ، تعيش مجموعة من الدووير بجماعة أربعاء رسموكة أزمة حقيقة تنذر بصيف بدون قطرة مياه تروي بها الساكنة عطشها . معاناة هذه الدواوير المتوجدة في قطب ( أيت سملالت و بوكورة ) و التي تعدادها حوالي تسعة مداشر ، لم تكن وليدة اللحظة ، فمشكلها مع نذرة المياه و انعدامها في بعض الأوقات عمر طويلا وأصبح مشكلا عويصا ينذر بأزمة خانقة في مصادر المياه. فبالرغم من تواجد جمعية تعنى بتزويد هذه الدواوير بالماء الصالح للشرب من خلال قنوات مستمدة من آبار بالمنطقة ، و بالرغم من قيام الجهات المنتخبة بمبادرات يصفها قاطنو هذه الدواوير ب"المحتشمة"، فإن أزمة المياه و التهميش في مختلف مناحي الحياة ظل مُخيما على حياة الساكنة، فهي تضطر في بعض الأحيان للاستعانة بصهاريج المياه التي لا تلبي حاجيات الساكنة من هذه المادة الحيوية . وفي هذا السياق، قال أحد الساكنة في اتصالها بموقع ” تيزبريس “، إن "فصل الصيف على الأبواب والإجراءات المتخذة من قبل الجهات المسؤولة لحل أزمة الماء بالمنطقة منعدمة"، متسائلا باستغراب: "ما معنى أن يتجدد مشكل الماء الصالح للشرب في كل فصل صيف دون معالجة الإشكال ؟"، مشيرا إلى أن مشكل الماء مطروح على طول السنة، لكن يتضاعف مع ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية في فصل الصيف وهبوط الفرشة المائية في الآبار التي تستغل لهذا الغرض ” . وأضاف ذات المتحدث أن “هذه الدواوير يمكن اعتبارها منسية من لدن جميع الجهات المسؤولة بالإقليم ، كما ارجع سبب تهميشها لحسابات قال عنها أنها سياسية ضيقة، جعلت شبح العطش يطارد ساكنة الدوار “، وقال أنه من ” العجب العجاب أن تجد في القرن 21 و في سنة 2019 مجموعة من الدواوير أقيم السد على أراضيها تعاني الويلات مع مشكل العطش !! ” ومن جهته، قال عبد السلام مرابط ، رئيس جمعية أمل أيت سملالت و ممثل ساكنة المنطقة بالمجلس الجماعي ، في تصريح لتيزبريس ، إنه "صراحة من المؤسف أن يوجد على تراب جماعة غنية من حيث الموارد المائية وبها سد مثل جماعة أربعاء رسموكة ، دواوير التي حرمت وما تزال من الماء الصالح للشرب، باعتباره أبسط حقوق العيش التي يجب أن تتوفر لدى أي تجمع سكاني، ومن المؤسف جدا أن تمر قناة للجر للمكتب الوطني للكهرباء و الماء الصالح للشرب المزودة لمنطقة ” أيت اميلك “بأشتوكة ، غير بعيدة عن هاته الدواوير بحوالي 800 متر دون أن تستفيد هي الأخرى من هذه القناة . و بالرغم ، يضيف عبد السلام ” أن المنطقة تتزود حاليا عن طريق شبكة تسيرها جمعية محلية إلا أن مياه الأبار تبقى غير كافية البثة لتلبية كافة حاجيات المنطقة من هذه المادة الحيوية . أضف إلى ذلك ، يقول رئيس جمعية أمل أيت سملالت ، أن مياه الآبار تتميز بعدم الجودة و ارتفاع نسبة الملوحة و ضعف الصبيب . وعن الإجراءات التي اتخدتها الجمعية و الجماعة لتخفيف من معاناة الساكنة ، قال ” عبد السلام مرابط ” أن الجماعة تقدمت بملتمسين إلى المدير الجهوي للمكتب الوطني للكهرباء و الماء الصالح للشرب – قطاع الماء – من أجل التدخل لتزويد و ربط هذه الدواوير بالماء انطلاقا من قناة الجر للمكتب التي مرت بمحاداة الدواوير المتضررة ، لكن من دون جدوى . وأكد ذات المتحدث أنه قام غير مامرة بمعية رئيس المجلس الجماعي بمبادرات و طرق أبواب المسؤولين للإيجاد حل لهذا المشكل ، وكانت آخرها زيارته للمدير الجهوي للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب في مكتبه حول طلب تزويد المنطقة مؤقتا بالماء انطلاقا من قناة الجر المارة قرب دوار أيت سملالت. وزاد رئيس الجمعية وممثل الساكنة بالجماعة: "نحن كمسؤولين منتخبين و فاعلين جمعويين لن نكل و لن نمل لطرق الأبواب و الدفاع عن مصالح الساكنة و على رأسها ربط المنطقة بالماء الصالح للشرب “. وطالب ” عبد السلام ” جميع المسؤولين و الفعاليات بإقليم تزنيت من أجل التدخّل لفك حصار الجفاف عن هذه الدواوير و توحيد الجهود وإيجاد حل جدري لهذا المشكل الذي عمر لسنوات .