يعد المهرجان الربيعي لثانوية محمد البقالي الإعدادية-إداوسملال، من أكبر المشاريع الثقافية التربوية التي اضطلعت بها المؤسسة منذ فتحت أبوابها إلى حدود اليوم. ويشكل الحدث، فرصة سنوية لتواصل مختلف الفاعلين التربويين، وكافة المتدخلين في الشأن التربوي بمنطقة إداوسملال، وتتويج مختلف الأنشطة الموازية المبرمجة طيلة الموسم الدراسي، وربط جسور الثقة بين النسيج المجتمعي، وإعدادية محمد البقالي، وتشجيع التمدرس والإبداع والتميز، ومحاربة الهدر المدرسي، وتحقيق الإشعاع التربوي والثقافي بما تقتضيه الأهداف المسطرة لأكبر التظاهرات الثقافية على المستوى التربوي بإقليم تيزنيت في الوقت الحالي. المهرجان الربيعي.. الدورة 14 بتيمة المواطنة: تنفيذا لبرنامجها السنوي، وسيرا على نهج التألق والإبداع، سطرت ثانوية محمد البقالي الإعدادية برنامج الدورة 14 من مهرجانها الربيعي التربوي والثقافي، الذي امتد من (19 إلى 27 أبريل 2019)، بشراكة مع الجمعية الإحسانية لإداوسملال، وبتنسيق مع جمعية آباء وأولياء التلاميذ، تحت شعار:”الأندية التربوية فضاء للإبداع وترسيخ قيم المواطنة”. وتميز البرنامج المسطر بالغنى والتنوع، ذلك أنه فتح المجال لمختلف الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية والتربوية والتكوينية التي تتماشى والأهداف المرسومة للمهرجان. كما برمجت مسابقات ثقافية وفنية، وألعاب رياضية، وورشات تكوينية في الصحة والتراث والإبداع. واستمرت معارض التراث والإنارة والإبداع والكتاب، طيلة فترة المهرجان. واستضافت المؤسسة الندوة الكبرى يوم الجمعة 26 أبريل بعنوان:”المدارس العتيقة بإداوسملال وإشعاعها التربوي والعلمي”، من تأطير باحثين ومختصين. كما شهد الحفل الختامي يوم السبت 27 أبريل، تتويجا للنجاح، واختتاما لمختلف الأنشطة والمسابقات، وتكريما الوجوه التي بصمت الحقل التربوي بالمنطقة، بحضور الفعاليات التربوية الإقليمية، وشركاء المؤسسة، وأعيان قبيلة إداوسملال، وكافة المهتمين بالشأن التربوي. ونظمت المؤسسة طيلة أيام المهرجان أياما مفتوحة لإطلاع كافة الشركاء على الإنجازات المحققة بالمؤسسة، والانتظارات المعلقة على قادم الأيام، وتمت برمجة آليات التدخل لمعالجة الصعوبات والعوائق التربوية ذات الصلة بالمعارف والمجال. وتميزت هذه الدورة باختيار شعار المواطنة، وربطه بالأندية التربوية التي اشتغلت عليه كتيمة أصيلة طيلة الموسم الدراسي (2018-2019). المهرجان الربيعي وتتويج الأنشطة الرياضية المدرسية بإعدادية محمد البقالي: يشكل المهرجان الربيعي لإعدادية محمد البقالي فرصة لتتويج مختلف الأنشطة الرياضية التي تنظم تحت إشراف الجمعية الرياضية لإعدادية محمد البقالي، وأستاذ مادة التربية البدنية والرياضة بها، بحيث يتم تنظيم أنشطة رياضية متنوعة، منها ما يتعلق بنهائيات الشطرنج، ودوريات كرة القدم المصغرة (فئات الذكور والإناث من مختلف المستويات)، وألعاب بلا حدود، والاحتفاء بالتلاميذ المتألقين بالبطولات الرياضية الإقليمية، وتنظيم مقابلات ودية مع مؤسسات تربوية مجاورة. كما تشكل هذه الأنشطة، فرصة للاطلاع على فضاءات المؤسسة الرياضية، وبحث آليات تطوير العرض الرياضي التربوي المدرسي بالمؤسسة، بتعاون مع مختلف الشركاء والمتدخلين.
إبراز التراث المحلي في لوحات إبداعية بنكهة محلية: نُظمت برسم فعاليات الدورة 14، معارض التراث المحلي، التي تضمنت أجنحة متعددة، منها ما ارتبط بالألبسة المحلية، ومنها ما احتضن عروضا ومأكولات تقليدية، وفولكلور محلي تمثل في رقصة “أحواش” المميزة. واستمرت هذه المعارض طيلة أيام المهرجان الربيعي، وشكلت فرصة لإبراز التراث المحلي بشتى تجلياته، والتعريف به، عبر إبداعات تلاميذية خالصة. كما يلتزم المتعلمون والطاقم الإداري والتربوي وزوار المؤسسة بالزي التقليدي في هذه الفترة، كدلالة على التميز والانفتاح على المحيط. المهرجان الربيعي فرصة للتكوين والإبداع: شكلت مناسبة المهرجان الربيعي في دورته الحالية فرصة للمتعلمين في الانخراط بورشات تكوينية، منها ما يتعلق بالصحة، من تأطير الأطر الطبية العاملة بالمركز الصحي المحلي-إداوسملال، ومنها ما يتعلق بالتوجيه المدرسي والبحث عن آفاق ما بعد المرحلة الإشهادية، مع مؤطرين في المجال، وتلاميذ يعرضون تجربتهم الخاصة. كما تم تنظيم ورشات تكوينية في كيفية التعامل مع الاختبارات والامتحانات. وكالعادة، تعد أنشطة المهرجان فرصة لإبراز مواهب المتعلمين في المسرح والرسم والخط والتنشيط والإلقاء والطبخ ومختلف المجالات الإبداعية الأخرى. الانفتاح على المؤسسات التربوية المجاورة: شكلت الدورة 14 من المهرجان الربيعي، فرصة لانفتاح المؤسسة على محيطها التربوي والتعليمي، ذلك أنها نظمت مسابقة ثقافية لممثلي هذه الروافد الابتدائية، بالإضافة إلى مؤسسات أخرى على مستوى مدينة تيزنيت. وتشكل المسابقة، إلى جانب ذلك، فرصة لإشراك المتعلمين القادمين للمؤسسة في الأنشطة الموازية واستئناسهم بالمحطة القادمة من مسارهم الدراسي. كما يتم إشراك الأطر التربوية للمؤسسات الروافد في التأطير والتعاون على تنزيل برنامج المسابقة. الندوة العلمية الكبرى بتيمة علمية محلية خالصة: دأبت ثانوية محمد البقالي في برنامج مهرجانها الربيعي، على تنظيم ندوة علمية ثقافية مساء الجمعة، يؤطرها في العادة أساتذة باحثون، ومختصون، تتمحور عادة حول مواضيع ذات بعد محلي، وتستهدف الرقي بالنقاش العلمي، وفتح أبواب البحث العلمي والمعرفي. وفي إطار الدورة 14، نظمت المؤسسة ندوة كبرى بعنوان: “المدارس العتيقة بإداوسملال وإشعاعها العلمي والتربوي”، من تأطير أساتذة باحثين، على رأسهم ابن محمد المختار السوسي رضى الله عبد الوافي، والدكتور أحمد أبو القاسم، والأساتذة سعيد بنكرا، وحسن أهضار، وعبد الله نجماوي، أحاطت بمختلف الجوانب المحددة للمحور العلمي المقرر. الحفل الختامي أيقونة الدورة: شكل الحفل الختامي للمهرجان الربيعي في دورته 14، فرصة كبرى لحضور شخصيات وازنة لها ارتباط بالشأن التعليمي والجمعوي في المنطقة، ويتعلق الأمر برئيس الجمعية الإحسانية لإداوسملال السيد “محمد جابر” والمدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية السيد “إبراهيم إضرضار”، وشخصيات مدنية وفاعلين محليين، وزوار يشدون الرحال إلى المؤسسة من مختلف مناطق الإقليم. كما مثلت المناسبة فرصة للاطلاع على العرض التربوي الذي تقدمه إعدادية محمد البقالي، وفتح الأبواب أمام آباء وأولياء التلاميذ، وعقد لقاءت تواصلية مع كافة المتدخلين، بهدف تحقيق نتائج متميزة كما وكيفا. كما يتم عرض الأنشطة الإبداعية بساحة المؤسسة، وتتويج المتفوقين دراسيا، والمبدعين في كافة المجالات محليا وإقليميا، بل ووطنيا، وتكريم الأطر الإدارية والتربوية، والاعتراف بجميل الداعمين والشركاء. ارتسامات على هامش الدورة: عبر السيد رئيس الجمعية الإحسانية لإداوسملال، عن سعادته الكبيرة على ما حققته إعدادية محمد البقالي من ريادة لقبيلة إداوسملال، داعيا إلى تضافر الجهود، لجعلها أنموذجا تربويا متميزا، معربا عن استعداده لدعم مختلف الجهود التي تنحو هذا الاتجاه. من جانبه، أكد السيد المدير الإقليمي للمديرية الإقليمية-تيزنيت، على افتخاره بالمستوى الذي ظهرت عليه هذه الدورة، والأنشطة التربوية المبرمجة، منوها بالشركاء الذين يبذلون قصارى جهودهم لحمل هم التربية والتعليم بالمنطقة. كما عبر السيد رئيس الثانوية الإعدادية محمد البقالي في كلمة له على أن المهرجان الربيعي في دورته الحالية بات واحدا من أضخم التظاهرات التربوية التي تنظم على المستوى الإقليمي، موجها الشكر لكافة شركاء المؤسسة وعلى رأسهم الجمعية الإحسانية لإداوسملال وجمعية آباء وأولياء التلاميذ. وركزت كلمة رئيس جمعية آباء وأولياء التلاميذ، السيد “أحمد أمزيل” على اعتزازه بمستوى هذه التظاهرة، وما تعنيه من تميز لتلاميذ المنطقة، ومصدر فخر لآباء وأولياء التلاميذ.