كثير من الجراريين أو غيرهم يشكون أو يتساءلون إن كانت بعض الألفاظ أوالعبارات المتداولة في اللسان الجراري عربية فصيحة أو أنها ملزمة فقط لمستعمليها، بل إن العديد منهم يستغرب أو يضحك متهكما عندما يسمع منك عبارات من قبيل " فلان نوتكوه من بلاصتو" أو "فلان نوتك واحد الحجرة برجله" مع أن لفظة " نوتك" بوضع ثلاث نقط على الكاف تنتمي للجذر اللغوي "نتق" بمعنى زعزع وهز وجذب ونفض. قال لي أحد الأصدقاء قبل أيام ساخرا: من أين أتيتم بهذا النوع من الألفاظ معشر الجراريين والجراريات؟ قلت مبتسما: أخي الكريم، ألم يسبق لك أن قرأت في سورة الأعراف قول الله عز وجل " وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" قال: بلى قلت: ألم يرد في التفاسير أن معنى نتقنا الجبل هو اقتلعنا الجبل فرفعناه فوق بني إسرائيل؟ قال: بلى ولما رأيت سروره واندهاشه بهذا الكشف أضفت له شاهدين: الأول قول الشاعر: قَدْ جَرَّبوا أَخلاقَنا الجَلائِلا … ونَتَقُوا أَحلامنا الأَثاقلا والثاني قول شاعر آخر: وعاثَ فيهنَّ مِنْ ذِي ليَّةٍ نُتِقَتْ … أَو نازِفٌ مِنْ عُرُوقِ الجَوْفِ نَغَّارُ ألم أقل لكم إننا فصحاء لكننا لا ندري؟ جمعتكم مباركة ودامت لنا ولكم الأفراح والمسرات.