في إطار سنة اختطتها شبكة طنجة الاخبارية للتعرف عن قرب على مشاكل السكان المستعجلة و كيفية إيجاد الحلول الملائمة لها و إيصال صوتها إلى المسؤولين ، قامت يوم الأحد 14 نونبر الجاري بزيارة ميدانية إلى منطقة تعد واحدة من مناطق حزام الهشاشة المحيط بطنجة . يتعلق الأمر ببعض مداشر عين مشلاوة التي انضمت إلى الجماعة الحضرية لطنجة و إلى مقاطعة مغوغة سنة 2009. وهي التي يعاني سكانها من التهميش في أعلى درجاته ، سواء من حيث الطرق والمسالك أوالتجهيزات و الخدمات الأساسية من ماء شروب و كهرباء و نقل مدرسي و مرافق صحية و ثقافية. لا يجادل أحد في أهمية الماء الشروب كمادة حيوية في حياة السكان ، و لا يقل عنه أهمية الواد الحار و جمع النفايات بما لهما من أثر على صحة الانسان. لهذه الغاية زرنا حومتان ، وهما في الحقيقة مدشران بجماعة طنجة على طريق تطوان . كانت الزيارة رفقة رئيس المقاطعة السيد عبد العزيز بن عزوز- صحبة مستشارين في المقاطعة- ابتداء من الساعة 10 صباحا تمكنا خلالها من مشاركة ساكنة حومة الزيديين فرحة تمكنهم من الاستفادة من التزود بالماء الشروب، بعد أن تصرف رئيس المقاطعة للتغلب على مشكل إيجاد القطعة الأرضية التي أقيمت فوقها محركات الضخ وإقناعه لفريق العمل المكلف بالايصال الاجتماعي و المهندس المكلف بمراقبة جودة خدمات الماء الشروب بطنجة من أجل لحضور جميعا و القيام بكل ما يلزم حتى ينعم هؤلاء السكان بماء شروب داخل منازلهم ،قبل حلول عيد الأضحى بيومين ، و بالتالي التخلص من رحلة الشتاء و الصيف بحثا عن الماء. ونحن بعين المكان لم تتوقف طلبات الهاتف النقال- وكلها مستعجلة- لنغادر هذه الحومة التي تعاني أزقتها من الوحل بسبب حاجتها إلى التجهيز اللازم ، كما تنتشر على أطرافها أكوام من الأزبال و النفايات ، فضلا عن تخوف جزء من قاطنيها من هدم منازلهم التي قد تستعمل مساحاتها لتجهيز طريق على إثر شراء إحدى الشركات للعقارالذي توجد فوقه ، وهم يقولون أنهم عاشوا فيها لسنوات طويلة .
غادرنا حومة الزيدي لنتوجه إلى حومة العوينة التي وجدنا بعض سكانها في حالة من الغضب بسبب جريان الواد الحار بين أزقتهم و اجتياح بعض منازلهم . و السبب في ذلك هو اختناق شبكة الواد الحار الناتج عن تفريغ مياه شبكة أخرى أكبر منها سعة عوض توسيع الأولى ، الأمر الذي لم يتم إنجازه و الذي يتطلب ميزانية خاصة ضمن ميزانية 2011 . و بعد نقاشات و أخذ و رد و احتجاجات أحضر فريق العمل إلى عين المكان لإيقاف الجريان المكشوف لمياه الواد الحار على أمل إيجاد الحل الجدري في أقرب الآجال .
تتوالى طلبات الهاتف المستعجلة و من ضمنها واحدة تلح على وجود مواطنين ينتظرون في مقر المقاطعة من أجل حصولهم على وثائق إدارية..عقارب الساعة تشير إلى 12 والنصف زوالا، و بسبب طلب هاتفي طارئ -شخصي هذه المرة- نودع السيد رئيس المقاطعة الذي شكرناه على منحنا مثل هذه الفرصة.. و في نية شبكة طنجة الاخبارية العودة إلى زيارة الحومتين و الأحياء الشبيهة لها الواقعة ضمن حزام الهشاشة بعاصمة البوغاز.