ما نبهت لوقوعه مصلحة الأرصاد الجهوية حول تعرض مناطق جهة طنجة تطوان لاضطرابات جوية محملة بالأمطار الغزيرة، قد حصل بالفعل وذلك ابتداء من ليلة يوم الأربعاء وإلى ما بعد ليلة الخميس، حيث هطلت الأمطار بقوة لم يسبق لها مثيل، والتي وصلت إلى حوالي 180 م في المتر المربع، وهو رقم قياسي خلال مدة (12 ساعة) مما كان سببا في إغراق طنجة كلها، بمياه الأمطار والأوحال التي جرفتها معها، وانقطاع التيار الكهربائي في عدد من المناطق والأحياء الآهلة. وتوقف حركة المرور، ومحاصرة مداخل ومخارج المدينة في اتجاهات تطوان، والرباط، والقصر الصغير، والمطار، وامتلاء الساحات العمومية والملتقيات الطرقية بمياه الأمطار، ومخلفات البناء، وتعطيل العمل في محطات المسافرين، والقطار، وسيارات الأجرة، وتسرب المياه لجل معامل المنطقة الصناعية بطريق تطوان، وفورة مجاري الأودية الحارة، ومسالك المياه المطرية، وغرق المحلات التجارية في جل أسواق طنجة والضاحية، وإصابة منازل بالحي الجديد بالتصدع وإفراغ سكانها، وعزل احياء بكاملها في بني مكادة، وحومة الشوك، ومسنانة، والبرانس، والدرادب، والمرس، وبنديبان، وحومة النصارى، والعوامة، ومغوغة الصغيرة والكبيرة.. وتصدع بعض القناطر وقنوات تصريف المياه.. وإذا كانت الخسائر المادية، سواء بالنسبة لسكان الأحياء التي غمرتها المياه والوحل، أو بالنسبة للمعامل وخاصة منها تلك الموجودة بالمنطقة الصناعة بطريق تطوان لم تحدد بعد فإن الخسائر البشرية محدودة - حسب علمنا - حيث تأكدنا من حالتي وفاة فقط، إحداهما في اقليم طنجة أصيلة، ويتعلق الأمر بالمواطن المسمى قيد حياته (عمر الشاطي) وهو فلاح من قلعة السراغنة، جرفته مياه نهر مغوغة بحومة (الشوك) أثناء محاولة اجتياز سيولة المطر رفقة بعض أفراد عائلته، والشخص الثاني مات متأثراً بفعل قوة سيولة الأمطار في منطقة (مشلاوة) والتابعة لعمالة الفحص أنجرة، في حين وصلتنا أخبار عن وفاة أحد عمال البناء الذي سقط ومات بمستشفى محمد الخامس، واختفاء شاب قيل بأنه كان راكباً صحبة شخص غرقت به سيارته بساحة الجامعة العربية (رياض تطوان)، سابقاً، وعن الحالتين الأخيرتين، فإن مصادر رسمية لم تمكنا من المعلومات المؤكدة أو النافية للحالتين.. وعلمنا أخيراً، بأن لجنة رفيعة المستوى من الرباط، قد حلت بطنجة، حيث قامت جواً بمعاينة الحالة العامة بطنجة وتطوان وضواحيهما، كما قامت بزيارة بعض المناطق المتضررة، ومنها حومة الشوك بطريق تطوان، والتي لحقت مساكنها وسكانها أضرار بليغة. وبمنطقة (حومة الشوك) تظاهر المئات من السكان المتضررين أمام اللجنة التي قدمت من الرباط للمعاينة والإشراف على تقييم حالات الخسائر والأضرار.. وللاشارة فإن محمد حصاد والي جهة طنجة تطوان قد عقد ندوة صحفية بمقر الولاية بحضور لجنة التتبع والتي سنعود لبعض تفاصيلها في عدد لاحق.