من المرتقب أن يعرف المغرب ابتداء من ليلة غدالخميس وبعد غد الجمعة تساقطات مطرية مهمة ستهم جل مناطق البلاد حيث ستمتد الى سهل سوس الذي مازال لم يعرف تساقطات مثل تلك التي عرفتها باقي مناطق المغرب، وستستمر هذه التساقطات حسب ما أوضح السيد محمد بلعوشي من مصلحة الأرصاد الجوية الوطنية الى غاية يوم الأحد المقبل. وستكون هذه الأمطار التي ترجع الى اضطراب جوي سيهم المغرب، غزيرة وموزعة بشكل كبير على جل مناطق البلاد. إلا أنها تختلف عن التساقطات التي شهدها المغرب خلال الأيام القليلة الماضية والتي خلفت خسائر مادية وبشرية في عدد من مناطق المغرب خاصة مناطق الشمال والشمال الشرقي للبلاد. وأوضح السيد بلعوشي أن الكميات التي تساقطت على بعض مناطق المغرب خاصة طنجة والحسيمةوالناظوروتطوان كانت وافرة حسب ما سجلته العديد من المحطات بهذه المناطق حيث كانت في الناظور 220 ملم وفي الحسيمة 241 وفي تطوان 172. وقد بلغت الكمية التي سقطت خلال ساعة في هذه المناطق ما يعادل تساقطات شهر أكتوبر بكامله. وقد اثارت هذه الأمطار الغزيرة والعاصفية عدة تساؤلات حول أسبابها، وهل لذلك علاقة بالتغيرات المناخية التي تعرفها عدد من مناطق الأرض بسبب سخونة الأرض والانحباس الحراري؟ وقد أوضح الأستاذ البليشي أستاذ المناخ أن هذه الظاهرة التي عرفها المغرب خلال بداية هذا الخريف هي ظاهرة استثنائية ولاترجع الى التغيرات المناخية، المرتبطة بسخونة الأرض، ولكنها تعود الى خلل في الحركة الهوائية العامة والمتمركزة في المحيط الهادي قرب«البيرو»، وأوضح أن هذه الظاهرة تحدث ظواهر استثنائية مثل التساقطات التي عرفها المغرب أخيرا وقدتكون نتيجتها عكسية أي قد تكون جفافا مثلما حدث في سنوات الثمانين. وأضاف الأستاذ البليشي أن هذا الخلل الهوائي يؤثر على الفصل بكامله، وأن هذه الظاهرة تبدأ في التكون ابتداء من الربيع وتمتد الى نهاية السنة أي الى شهر دجنبر. وأضاف أن ما رافق هذه الأمطار من سيول وانجراف مرده أساسا إلى تركيز التساقطات في وقت وجيز حيث سقطت كميات كبيرة تسببت في جرف الأوحال وانجراف التربة وتسببت في خسائر في المسالك والبنيات التحتية مثل الطرق والقناطر. ولاحظ السيد بلعوشي أن الأمطار المرتقبة خلال هذا الأسبوع لن تكون تساقطاتها مثل التساقطات التي عرفها المغرب أخيرا.