اليوم الثامن عدنا..أنا الآن من جديد في نفس المقهى. أحداث كثيرة لا يسعني الوقت لدكرها وقعت بين الفترتين. جاء أهل فاس: عم أبي، زوجته التي في نفس الوقت خالة أبي، عمتي فاطمة و أحمد ابن عمي دا الخمسة عشر ربيعا. في الحي حدث سعيد، ستتزوج فاطمة الأخت الكبرى لصديقي رضوان. الاحتفالات في أولها في 'الفَندَق'. في طريقي لشراء فاكهة التوت لأمي صادفت سناء زميلتي في الدراسة في الكلية. احدى اللواتي سلبن قلبي. أطلت النظر لكنها لم تراني، كانت شاردة. تدكرت تلك الأيام حين كنت مهووسا بها. عندما تكون الأحوال جيدة سأكلمها، لم أعد أخجل من مثيلاتها. الخجل مرض أصابني و قد شفيت منه. أما الحياء فانه شعبة من الايمان. التقيت عبد الرحيم 'البَعثَة'. حكى لي مشكلة جديدة، 'راس المحاين' بامتياز. زرت بعدها عائلة (و) في 'الفَندَق' لعمل صيانة في الحاسوب استغرق نصف ساعة. شربت المونادا، الشاي و أكلت الحلوى. استمعت لموسيقى حسني و خرجت ب20 درهما في جيبي. ما أحلى مثل هدا اليوم! لقد ابتدأ عندما غادرت المقهى. شعرت بنفسي شخصا آخر، سعيد بدون مخدرات. قوي الشخصية و رافع الرأس. ألم أًفرغ بعض ما بداخلي؟ ألم أبدأ بتفجير طاقاتي الباطنية؟ المقهى في أوج امتلاءها. فؤاد و عبد الغني و شخص آخر يقاسموني الطاولة. لا كلام و لا صمت، فقط خليط من كليهما. فؤاد لم يشتري حصته اليومية من الحشيش. اتفق مع عبد الغني على اقتسام قطعة. شخص غريب طلب مني سيجارة. لا يبدو معدوما. على كل فقد قصد الدار الكبيرة. نشرة الأخبار على القناة الثانية. حركة المرور مستمرة. ليلة كباقي الليالي اللواتي سبقتها ستنتهي باطفاء المصابيح. دهب فؤاد مع ميكانيكي لشراء الأحلام تاركا محفظته العجيبة. كومة أوراق، بقايا أقلام و قشور فواكه. كم أحب النظام وكم لا أطيق الفوضى! في التلفاز اشهار لعالم جديد، أول عالم ينادينا. المنافقون، يستبدلون القناع عند الأداء. ثمن الدقيقة مجاني، فقط الثانية الأولى التي تحتسب. ثانية بمدلول النسبية حيث يتوقف الزمن أو يختل في حركته. أحن الى عالم المدياع، عالم عاصرته دات وقت. على الأقل لا يشل تفكيري. الأدن تعمل و العين أو اليدين في عمل آخر. لا عبودية ولا استرقاق. تدكرت رشيد زميل أختي الكبرى في الدراسة و ابن الحي. كان يرايل اداعات يابانية و ربما كان يملك محطة اداعية خاصة. لا أعرف كيف حصل عليها، الدي همني هو فكرة المحطة: راديو (و) على الهواء مباشرة، هنا سلا تابريكت.. لا داعي للسباحة في بحر الخيال! فيلم مغربي يعرض لأول مرة. يوما ما سأخرج فيلما أنا الآخر، لا شيء أبعد من تازة العليا. أفضل الموسيقى التصويرية لكن لن أغفل باقي الأصناف: الكوميديا، الرعب، الحركة، الرومانسية و الدراما. الفن السابع هو الفن الجامع. موسيقى، رسم، سيناريو و وقائع. لقطة من الفيلم تجمع بين العرس و حادثة سير. رجال المطافئ كانوا في الموعد. لم يتأخروا في تلبية الدعوة. كم من مرة اتصلت -على سبيل التسلية- بالرقم الخاص بهم و بغيرهم من شرطة و درك، لا مجيب. لا أحد في خدمة الشعب، مصالح الديمومة في عطلة الى أن تشرق الشمس صباح الغد. يتبع ( تمت في المقهى) اليوم التاسع انتهيت من قراءة الصفيحة. لا شيء يستحق الدكر. فقط الصفحة الأولى و الأخيرتين ما يثير اهتمامي دائما. لعبة الشبكة الموجهة تأخد جل وقت القراءة. فكرة جيدة تلك الخاصة بملحق ساخر نهاية الأسبوع. على العموم فقد انتهيت. ليست الجريدة سبب مجيئي الى المقهى. جئت لأفرغ قلم الحبر. وقائع الأمس تستحق التدوين. يوم سبت من أبريل 2009. شهر مبارك على كل حال. استيقظت كعادتي حوالي منتصف النهار. تناولت فطورا جد خفيف و بسرعة ثم غادرت البيت بسرعة أكبر. هكدا أبدأ يومي عادة. لا أستطيع صبرا على تدخين السيجارة الأولى. هي سبب الادمان فبدونها لن تستفيق خلايا رأسي. ما أحلى تأثيرها على جسمي و ما أحلى تخديرها قصير المدة! لكن يلزمني تدخين سيجارة أخرى حتى أستفيق كليا. عدت الى البيت لأشعل الحاسوب. هو الآخر أدمنته. لائحة الادمان ممتلئة عن آخرها، انه أوَج الشباب. قضيت وقتي في تحميل ملفاتي الشخصية من صًوَر و موسيقى داخل حسابي في موقع خاص بدلك. هكدا لن أفقدا بسبب صغَر حجم القرص المرن. مند أسبوع و أنا أستعمل الأنترنت بحساب مسروق. لم يقم والدي بتأدية المستحقات. في الواحدة زارني ياسين صديقي و حلاقي الخاص. شخص يصعب فهمه على كل حال. لا يستقر في صالون حلاقة أكثر من أسبوع. يحب فقط التسكع و التنزه على الشاطئ. صامت لدرجة محبطة. رأس بدون أحلام أو مشاريع. ودعته على أمل أن تتحسن الظروف و تقل البطالة. بعد دقائق جاء مروان، صديق آخر بالمجاملة. سيدهب لاقتناء الخمر و يريدني أن أساهم في رأسمال السهرة. اعترضت بكوني مفلسا بالاضافة الى قطع علاقتي بالكحول. نجحت في دلك. رغم المئة درهم في جيبي فاني لن أسكر بها. سأسكر على حسابه. أليس ماكرا؟ فلنرى من الأمكر. غادر بعد اتفاق على أن نلتقي حوالي الخامسة في الخلاء الموعود. استبدلت ملابسي عصرا و تناولت غدائي بعجل لأتجه الى القاعة الرياضية في بطانة. لقد دعاني عبد اللطيف لحضور الملتقى الدولي لفنون الحرب. سيشارك هو و أخوه سعيد في استعراض رياضة 'الفوفينام'. عبد اللطيف حامل لحزامين أسودين في هده الرياضة و في واحدة أخرى. سعيد بدون أحزمة بعد، لم يحترف بعد. لم تمر على توبته الاجبارية من الادمان أكثر من 4 سنوات. اشتريت جريدة و علبة سجائر في طريقي. عند وصولي لقاعة 'البوعزاوي' وجدت استعراض الفوفينام قد بدأ. المدرجات نصف مملوءة. اتخدت ركنا قصيا. أنظر الى الجنبات، هناك الكثير من الجنس الناعم، لكني غير آبه الا بالنظر. وقعت عيني على الأخوين في الحلبة. أتابع الاستعراض. لم أتصور أن يكون عبد اللطيف بهدا المستوى. لم يجد أي حركة. أهو حامل للحزام الأسود؟ هده حتما نتيجة عدم الانتظام في التداريب و ربما نتيجة للضغط النفسي. سعيد بدا أكثر خبرة. لا ينظر الى حركات الآخرين. حتى ملامح وجهه صارمة. حقا أجاد دوره. عند الانتهاء لَوَحت لعبد اللطيف فرآني. غادر الفريق نحو المستودعات. الحلبة فارغة و المتفرجون في تكاثر. أخرجت الجريدة و بدأت في القراءة. جلس شخص بجانبي، تصاحبه عصابة من الأطفال الشياطين. طفل عن يميني و آخر عن يساري و شلة ورائي. لا يكفون عن الصلراخ و أنا منكب على الجريدة. نجحوا في انباث القوق برأسي. رغم دلك استمريت في القراءة. بين الفينة و الأخرى أجول بنظري في الحضور لاعنا ابليس و جنده. الحلبة لا زالت فارغة. نصف ساعة أو أكثر و أنا أنتظر الفرجة. لهدا أكره علم الاجتماع و إلاه 'ديركاييم'. لا أحد يُقَدس عقارب الساعة. هدا هو تفسير مصطلح التخلف الدي ميزنا به أنفسنا. تخلف الوعي و المنطق. غادرت خارج القاعة لتدخين سيجارة. لو كان عندي 'جَعْبوق' لما رحمته. شاهدت للحظات مباراة كرة القدم بالملعب المجاور. هي بطولة الهواة على ما يبدو. خليط من تضارب و تلاسن و تناوب على الكرة و الاندارات. على الأقل فالجنرال استقال بإقالته. ليس هو السبب يا ناس، ليس السبب في غياب الخلف. لقد احتلت المخدرات الرتبة الأولى في حياة هدا الجيل. يمكن تصحيح الأخطاء لو أُبيحت المنشطات. بدون هدف قفلت راجعا. لا أريد أن ألتقي مروان و مقاسمته الشراب. قررت الدهاب الى مقهى تيليوين. سأقوم بتصحيح الأخطاء في كتاباتي السابقة. هدا ما يشغلني الآن. جلست في مكان جنب الحائط، لا أحب وسط الحلقة. لقد مرت عدة أشهر على آخر جلسة لي هنا. مند افلاسي و أنا لا أرتاد إلا قاعة الألعاب المجاورة. جاءني عبد الله بقهوتي المعتادة. تسالمنا و تبادلنا المجاملات. نادلي المفضل بجدارة. استغرقت زهاء الساعتين حتى أكملت واجبي. المرحلة المقبلة هي معالجة النصوص أي كتابتها و تخزينها في الحاسوب. دقة تليها دقة، لا أحد سيحد البأس. علي الآن أن أغادر. في الحي اتجهت نحو 'الفَندَق'. الاستعدادات شبه تامة لعرس الليلة. أخت صديقي رضوان هي الأميرة الليلة. في منزل –أو كهف- (و) استرحت قليلا. نورالدين كعادته يبحث عن أي شيء يتعلق بالطيور و الحسون. هده هي مزايا الأنترنت، البحث عن أي شيء و لو الأوهام. حتما ستجد ضالتك. غادرت بعدها في اتجاه إحدى مقاهي الأنترنت. يجب أن أستعمل أداة رقن بأحرف عربية مطبوعة على أزرارها. لا أملك واحدة لكني غير قادر على تمضية ساعات بمبالغ لا أملكها. سأجد واحدة في مكتب أبي، لا شك في دلك. لكن لأبدأ الآن هده المرحلة. بعد ساعة استطعت إنهاء الورقة الأولى. لا أملك نفس المهارة في الرقن كمهارتي في الفرنسية. شيئا فشيئا سأُتقن دلك، ليس دلك ببعيد. خزنت الملف في بريدي الإلكتروني ثم قفلت راجعا الى الحي(*). إنها التاسعة مساءا، السهرة بدأت. أختي الكبرى و عائلتها في البيت، عمتي فاطمة كدلك. سلمت عليهما و على يوسف نسيبي. لاعبت إيناس ابنة أختي ثم اصطحبتها معي الى الخارج. تريد أن ترى العروسة. لكم أحبها و أحب مناداتها علي بحبيبي وليد. هي في الرابعة من عمرها و أخوها مهدي في شهره السادس. أدخلتها الخيمة المنصوبة لترقص و تصاحب مثيلاتها. بحثت عن عبد الرحيم حتى وجدته. سلمني جوانا استعدادا للسهرة. وجدت مروان حاضرا بين الجمهور. يرقص و هو سكران. لم أكن سعيدا لرؤيته. سيظنون أنني من دعاه. على كل فقد غمرني النشاط و بدأت أتمايل برأسي كأول ردة فعل. العرس بسيط و نشيط. فتخت الجوان في الخلاء غير بعيد. أبي لا يكف عن مهاتفتي لأُعيد إيناس. ما شأنكم بها؟ دعوها تنسى عالم البرجواجية البغيض و لو لمدة. استمر الإزعاج فعدت الى المنزل. الجميع محيط بالمائدة. تركتهم عائدا بدون ابنة أختي. يتعللون بأن الوقت متأخر و البنت يجب أن تنام. لا يهم، فلأعد و أتركهم في شأنهم. لم أعد أكبح جماح نفسي من أجل سواد عيون الآخرين. أصبحت أنعم بحرية أكبر. لن أجلس سجينا في البيت فقط لمؤانسة زوج أختي و غيره من الضيوف. فليأتي من يريد، أهلا و سهلا، لكن بدون تعديل البرامج و لا وجع في الدماغ. علاقتي لم تكن و لن تصبح أمتن مع أفراد العائلة خاصة علاقتي بيوسف. لن أنسى له موقفين إثنين. الأول لما كنت في منزلهم بمناسبة ولادة مهدي الصغير. جاء يوسف و دعا زوج ابنة عمتي لكأس قهوة متجاهلا إياي. الموقف الثاني هو وصفه لي بالنائم لما طلبت منه عمتي دات يوم أن يساعدني في إيجاد عمل. الوغد، يشغل منصب المدير المالي لشركة كُبرى براتب خيالي و لا يريد مد اليد للعون. لو أجاب كادبا أو دون قدحي لما أعرت اهتماما للموضوع. فلأنسى هده الضغائن و لألتحق بكوكبة المدعوين. أشعلت سيجارة الحشيش بالقرب من المكان. مروان يجادلني برأيه في سوء تفاهم حصل بيننا للتو. كيف أقنع هدا السكران بأنه سكران يُعربد. اكتمل الحدث بمجيء بنعاشر أحد قدماء الخمر بالمنطقة. كان بحوزته نصف قنينة خمر أحمر. كهل في الأربعين من عمره. يحمل دائما نظارات شمسية ليحجب عينا مفقودة. دخل الإثنان في مشادات كلامية. يريد مروان أن يشاركه الشراب. لا أحد يعرف الآخر، فقط أنا الخيط الرابط. الملاسنات تحتد. آخد الكلمة لأُهأ الأوضاع فإدا بي أتفوه بما يزيد من الغليان. أتركهم هربا من انطفاء جمرة التخدير برأسي. الموسيقى مستمرة في الهيجان و العروس في طريقها إلى الفخ. الناس هنا من الطبقة الشعبية القُحَة. الكل مبتهج و سعيد. تتوقف سيارة العروس و تبدأ مرحلة العمارية. ينطلق الموكب من وسط أرض ملعب الحي. استُبدلت الموسيقى بأخرى من آلات فرقة 'الدقايقية'. العروس الآن فوق الأكتاف. لم أتعرفها أول مرة بسبب كم مساحيق الزينة. أدكرها أجمل بكثير دون مكياج. عشرات الهواتف النقالة تَُسَجل الحدث. يبدو المشهد كوقفة لمناضلي حقوق الإنسان حاملين شموعا. أشارك في التصفيق و التلويح بيدي متجنبا الاقتراب من الكثافة البشرية. الجنس اللطيف موجود بكثرة، حتى بنات 'الفَندَق' الدميمات كن مثيرات بهيئاتهن. ستعلق بمخيلتي الليلة مشاهد كثيرة أستخدمها في أوقات وحدتي. صدفة جميلة أن يتزامن هدا الحدث مع المئة درهم التي أهدتني إياها عمتي. لولا المبلغ لما استطعت الحضور. ربما كنت سأقصد المقهى لأمضي الليلة بثمن رمزي. عدت إلى ركن المسطولين. موسى أخو بنعاشر انضم إلى الكوكبة. إنهما من ساكنة 'الفندق' القدامى، سنوات قبل امتلاكي للداكرة. المعركة انتهت، لقد صار الأعداء إخوة. إنه مفعول الشراب. الأعداء يصيرون إخوة و العكس صحيح. يدور الحديث عن تاريخ 'الفندق' و المنطقة. حي المزرعة كان مزرعة يأتي إليها الأجانب المستعمرين لشراء المغروسات، حفرة 'الكاريان' و المجرمون الدين تناوبوا على عرشها. هدا ما التفقطت أدني. اكتفيت بدلك متدكرا أن الليلة ليلة فرح. الحشيش في أوج تخديره. قصدت أنا و مروان الخيمة و وقفنا ببابها. العروسين في مكانهما المعتاد. الحضور غالبيته من النساء الملونات. حلبة الرقص تغص بالمؤخرات. بالقرب مني يقف معظم الرجال. الكل يتلصص مثلي لينعش الداكرة. و حدي أنا و رفيقي من يتمايل مع النغمات. مروان يرقص بدون حرج. أنا أُحرك رأسي و بعضا من جسمي. لا يهمني أن أفقد بعض الوقار. بوسعي أن أرقص وسط الراقصين لكن لم أجد الشجاعة الكافية ولا أحد شجعني على دلك. عبد الرحيم جالس يرقص برأسه إلى الأمام و إلى الوراء. عبد الرحيم الآخر يجلس دون تحرك، لم يستهلك ما يجعله في حركة. علمت فيما بعد أنه أرسل من يقتني له الجعة لكنه لم يعد. ابراهيم 'بابيكي' – بتثليت نقط الباء- خادم الحي يرقص غير آبه إلا بالموسيقى، يرقص بالفطرة دون الحاجة إلى مصادر الطاقة. مصطفى هو الآخر يشارك في الرقص بقامته الطويلة و شنبه المصري. تدكرت العَلقة التي أكلها في بحر الأسبوع من شاب يصغره بكثير. لا يهم فلا مكان الليلة لهده الأمور. غادرت الخيمة في اتجاه عائلة (و) من جديد. لا أحد منهم يشارك في العرس. علاقتهم بعائلة العروس متوثرة مند معركة رضوان و نورالدين مند شهر. وجدت هدا الأخير نائما. عبد اللطيف هو الآخر يستعد لدلك. سعيد قبالة الحاسوب في عالم آخر. يضع سماعات الأدن غير آبه بالضوضاء في الخارج. إدن لا أحد سيحضر على الرغم من دعوتهم. هم دائما هكدا، لا يحبون الاختلاط. عدت الى الحدث فإدا بموائد العشاء جاهزة. طبق دجاج و طبق لحم. 3 دجاجات لكل عشرة أشخاص. كدلك كمية اللحم. لا وجود للفاكهة. على كل فقد ملأت بطني. لم أهتم بشأن مروان فقد أشعرني رضوان بأنه غير مرغوب به. لكنني لم أستطع التخلص منه. فلأقم بدور الحارس و الرادع له. استمريت في الحفل ساعتين بعد منتصف الليل. أفكار و مشاهد كثيرة حدثت و لم تبقى بداكرتي. صاحبت مروان في طريقه إلى البيت ثم عدت إلى الحي. لم أشأ أن أرجع إلى الزحام.ظللت قرب باب العمارة أدخن و أفكر. الأوات تصلني من بعد 60 متر تقريبا. أريد بعض الاختلاء و الوحدة. وحدي في الحي أفكر و أفكر، ربما كنت شارد الدهن. مفعول الحشيش في زوال. أدخن السيجارة تلو الأخرى. أتمايل كالسكران طلبا للتسلية لا غير. يأتي خالد الأقرع حاملا لسكين. سكران هو الآخر. يرقص وحده في الشارع ملوحا بسلاحه. على الأقل ليس مصدر إزعاج، فليحمل سيفا لو شاء. دهب تاركني هكدا وحدي أدخن من جديد. تا الله ما أحلى الليلة خاصة هده الخلوة! هكدا امضيت الليلة في رقص و دندنة و اعتكاف فيما بعد. بعد ضجري قمت بجولة في الحي. لا أحد عدى حراس السيارات. حتى المستشفى الإقليمي ساكن. صعدت بعدها ألى المنزل من أجل النوم. أعرف أنني لن أنام بسبب الأنغام المنبعثة من العرس و بسبب احتسائي لأكثر من 3 كؤوس قهوى في المساء. وجدت باب سطح العمارة مفتوحا. حظ جميل بلا شك. إنه المكان المفضل عندي للاستمناء. لقد مر أكثر من يومين على آخر مرة استعملت فيها يدي اليسرى. إدن المخزون متوفر. يجب إهراقه. هكدا نكحت عشرات النساء في خيالي. عند القدف أكون في غاية اللدة. أحب أن أختم بصور ثقوب المؤخرات. أشتهيها أكثر من المداخل التقليدية. أشعلت سيجارة أخرى في انتظار تكرير العملية. ألم بي عياء شديد. نبض قلبي يشعرني بقرب الكارثة. لكني رغم دلك لا أتوب. يوما ما سيجدوني جثة هامدة مكشوفة الدكر، هدا أكيد. أصابني اكتئاب بسبب هاته الأفكار. حتى وضعيتي الصحية تساهم في تأزيم نفسيتي. ألج أخيرا إلى المنزل. الكل نيام. لا علاقة هؤلاء بما يحدث في الخارج. استبدلت ملابسي و جلست في فراشي. موسيقى الراي تصل إلى سمعي. الأوغاد أعضاء تلك الفرقة. حتى أويت إلى مضجعي!؟ أغنية 'لا تبكيش' و 'طال غيابك يا غزالي' صامتة في الأثير. أستمر في الاستماع و أنا أفكر في مونية. يا رب أرجو أن تلين لي و تقبل بي. لكم وددت الزواج منها و أنا أخال نفسي أمير العرس! بعد مدة بدامؤدن الحي في التهليل. الفجر قريب أدن. الناس مستمرون في الرقص. أفلا يتوقفون قليلا احتراما للمشاعر الدينية؟ على كل حال لم يعد تركيزي في عقلي، فلأنم. (*): فقدت الملف فيما بعد. حتى النسخة الأصلية حرقتها [email protected]