للموسم الخامس على التوالي وفريق اتحاد طنجة لكرة القدم يلعب بالقسم الوطني الثاني، وهي مكانة بطبيعة الحال لا تليق بنادي يمثل مدينة من حجم عروس الشمال، تحتل الرتبة الثانية على الصعيد الوطني على المستويين السكاني والاقتصادي. وفي الوقت الذي ينتظر فيه عشاق فارس البوغاز الذين يقدرون بالآلاف بفارغ الصبر اليوم الذي يعود فيه فريقهم لمقارعة الأقوياء بقسم الأضواء ،جاءت انطلاقة الموسم الحالي مخيبة للأمال ،فقد تلقى 3 هزائم متتالية في مقابلات رسمية ، وبحصص لا تقبل الجدل ، اثنان منها في عقر داره وأمام الآلاف من محبيه ،حيث أقصي وكعادته كل موسم من مسابقة كأس العرش من طرف فريق حسنية أكادير بهدف دون رد على أرضية ملعب مرشان الجميلة ، وعلى نفس الملعب سقط أمام فريق الاتحاد البيضاوي بهدفين لصفر برسم الدورة الأولى من بطولة المجموعة الوطنية الثانية، وكانت الفضيحة هي عندما انهار بالقنيطرة أمام فريق الاتحاد الزموري للخميسات بثلاثية نظيفة ،جعلت الجمهور والمتتبعين بعروس المتوسط يفقدون أي أمل في معالجة المشاكل التي تطفو على السطح عند بداية كل موسم ،وكأن قدر الفريق هو حصد النكسات وتأكيد النكبات. يحدث كل هذا وأندية الهواة بطنجة تعج بالمواهب والنجوم وتحتاج فقط الى القليل من الاحتكاك لتصير في مستوى أرفع من الأسماء المنتذبة المكلفة من الناحية المادية. يصر المكتب المسير على تهميشهم والتعاقد مع لاعبين يعتبرون اتحاد طنجة بمثابة قنطرة للعبور نحو فريق أفضل ،لذالك لن يكون الحل على هذا المستوى سوى بناء فريق في هيكله العام من لاعبين محليين ،لو فتحت لهم فرصة جادة لأبهروا المغاربة،وتعزيز ذالك ببعض المجربين الذين يملكون المؤهلات الكافية ليكونوا بديلا عن المنتوج المحلي. وعوض نهج سياسة الترقيع التي عملت المكاتب المسيرة المتعاقبة على تطبيقها كل موسم،على اتحاد طنجة للخروج من الأزمة وضع مخطط يتوفر في تقديرنا على ما يلي. أولا : جعل الاعب المحلي هو محور هذا المخطط،إذ لا يعقل أن تأتي عيون تقنية من أبرز الفرق الوطنية لتتبع الاعب المحلي الذي يلعب بفرق الهواة بطنجة،في حين نجد الفريق الأول للمدينة يصرف الملايين من أجل جلب لاعبين متمرسين كل سنة،ولا يقدمون أي اضافة نوعية للفريق،أكثر من هذا فالاعب المحلي اليوم يؤثث واجهة أبرز الأندية الوطنية. ثانيا : ايجاد محتضنين جدد بامكانهم ضخ الملايين سنويا في صندوق الفريق،صحيح أن هناك مستشهرين وازنين لكن هذا غير كافي فطنجة مدينة كبيرة وصناعية ويوجد على مجالها الترابي المئات من الشركات والمقاولات المتوسطة والكبيرة ،ولا أعتقد أنها ستمانع ان تم فتحها في الموضوع . ثالثا : الاسراع بوضع اللمسات الأخيرة على مشروع تكوين اللاعبين الدي وعد به مجموعة من الرؤساء الذين تعاقبوا على رئاسة الفريق،على أن تعطى الأولوية لأبناء مدرسة الفريق،لنتغلب بذالك على سنة سيئة تم نهجها منذ مدة وهي سياسة الاعب الجاهز التي كانت طبعا على حساب اللاعب المحلي . رابعا : تحويل الفريق الى شركة تماشيا مع السياسة الجديدة للجامعة ،وما دام أن هناك مجموعة من الأندية الوطنية التي تسير في هذا الاتجاه ،ولم لا يكون نادينا من أوائل الأندية التي ستتوفر على مواصفات الاحتراف. هذه الخطوط العريضة وغيرها ان تم تنزيلها بمهنية عالية على أرض الواقع سيكون لفارس البوغاز شأن كبير وعظيم في المستقبل القريب،صحيح أن من بين هذه النقاط ما يحتاج الى وقت وصبر والى النفس الطويل أيضا ،فأقول بداية صحيحة واحدة خير من بدايات متعددة لكنها مغشوشة ومتعثرة. [email protected]