بمضي شهر ماي الماضي أكون قد أطفأت شمعتي الأولى مع القلم. لقد كانت تلك اليوميات التي كتبتها أولى عهدي بالكتابة، تلتها فيما بعد بعض الخواطر و الأشعار إلى ان استطعت خوض غمار كتابة المقالة الصحفي. هكذا كانت حصيلة عام من الكتابة إحدا و عشرين يومية تناولت فيها ما يخص حياة شاب مغربي –مجاز عاطل و مدمن- و رحلته الدائمة بين اليأس و الأمل في مجتمع لا يرحم و لا يبالي بأفراده، قرابة المئة خاطرة شعرية تطرقت فيها لمواضيع و طابوهات شتى (الملكية، الدين، الوجود، الجنس، المخدرات، إلخ..)، إضافة إلى بعض النصوص النثرية الصحفية. هناك ما وجد طريقه للنشر على الورق في مجلة نيشان، يومية المساء و أخبار اليوم، و هناك ما نُشر على الأنترنت في جريدة طنجة الإليكترونية. هذا زيادة على مدونتي الشخصية وصفحتي على موقع الفايسبوك. بعد هذا الحول الأول مع القلم، كان من نتائجه أن غنمت اشتراكا سنويا مجانا في مجلة نيشان العام الفارط، إضافة على عدة رسائل تنويه و تشجيع من مديرها، من طاقم جريدة طنجة و عدد من الأصدقاء و الكتاب كجمال بودومة و فدوى المساط. و على الرغم من أنني كنت أنتظر مقابلا ماديا يساعدني على الاستمرارية و الإنتاج، و اصطدامي بواقع الكتابة البائس في هذا البلد، فإنني بحق أجد نفسي مرتاح الخاطر لأمرين : أولا لأنني كتبت ما أومن به دون نفاق و لا محاولة تقرب من أي كان (بالمناسبة لهذا قطعت علاقتي بالمجلة و مديرها بمطالبته لي الكتابة لصالح علمانيته الدنيئة)، ثانيا لأنني استطعت أن أكسب ثقة عدد لا بأس به من الجمهور القارئ، و لعل الرسائل التي تصلني في انتظام و تزايد خير دليل على ذلك. إذن فقد استطعت أن أتوفق –بحمد الله- في آن واحد في أن أكتب ما أريد أن أكتبه و ما تريد أنت أن تقرأه، و هذا لعندي أعظم من أي مقابل مادي كان. على أي فخلف هذا العام الذي مارست فيه الكتابة تتوارى أعوام طوال قضيتها في القراءة و المطالعة باعتبارها الهواية الوحيدة التي أدمنت. فلولا هذا الكم الهائل من المعلومات و المعرفة لما أحسست قط بهاته الرغبة في القيء الفكري الذي يضطرك إلى محاولة التفريغ إذا ما أنت أردت أن تكمل الاستيعاب. قرأت و قرأت إلى أن أصبحت على يقين أنه حان الوقت كي أفرغ –أنا الآخر- ما بجوفي من أفكار و آراء و رسائل. بهذه المناسبة المتواضعة جدا وجدت ان أحتفل به معك –عزيزي القارئ- على طريقتي الخاصة: سأفتح لك مفكرتي الخاصة. إنها نوع من جدادة المطالعة حيث يقوم المرء بتدوين أهم ما جاء في كتاب قرأه. و قد حاولت أن أختار لك منها اليوم بعض الأقوال و الآراء التي آثرتها دون غيرها لما لها من وقع خاص على نفسي. لن أطيل عليك: لو لم تكن متأهبا للموت من أجلها، فلتحذف لفظة (الحرية) من قاموسك. - - لو اضطررت للتوسل إلى رجل آخر من أجل حريتك فأنت لن تنالها أبدا، الحرية شيء يجب أن تناله أنت بنفسك. مالكوم إكس - الشخص الحساس هو شخص يدوس على أقدام الناس جميعا لأن قدمه هو تؤلمه...أوسكار وايلد - إن نفاق رجل الدين للحاكم أمره مفضوح وبالتالي خطره محدود. لكن الخطر كل الخطر هو أن ينافق رجل الدين الجماهير بأن يقول لها ما تحب سماعه... القرضاوي - لم أشعر أنا و زوجتي بلذة مشتركة إلا عندما وقع القاضي أوراق الطلاق...وودي ألين - لا بد أن جرائد المدينة الفاضلة مملة جدا بالتأكيد...آثر كلارك - الجحيم هو الآخرون...سارتر - حينما تصل الحضارة إلى مستوى معين و تتحررمن كل التابوهات و الخرافات الحالية، فلسوف يسمح بالكانيباليزم بشكل قانوني...ريفيرا - مفكر مكسيكي - الأحلام عادم يخرج فضلات الروح و رغباتها المكبوتة لا أكثر.....فرويد - الجنتلمان هو مجرد ذئب صبور...مثل غربي - الإنسان مخير فيما يعلم ومسير فيما لا يعلم ...أبو حامد الغزالي - أفقر الناس من ليس عنده أمل..مثل ألماني - رأيت هناك مسلمين بلا إسلام ، و رأيت هنا إسلاما بلا مسلمين...محمد عبده - قوة الذاكرة تنجلي في التذكر كما تنجلي في النسيان - الفائدة الوحيدة للملل هي أنك تجد الوقت الكافي لكتابة مذكراتك. - الناس إما لصوص أو جهلة بالحساب، و كلاهما خطر على حافظتك...نجيب محفوظ - أروع شيء في العالم هو المال الذي لم تتعب في الحصول عليه...مارك توين - إن صحة أية نظرية علمية تأتي من قابليتها للنفي، و ما لا يمكن نفيه لا يمكن إثباته...كارل بوبر – فيلسوف بريطاني - التاريخ ليس ما حدث فعلا، بل ما نتذكره و كيف نحكيه...ماركيز - لا يمكن أن تكون حذرا أكثر من اللازم...مثل صيني - لو لم تنجح، تخلص من أية أدلة على أنك حاولت...نيتشه - عندما تبحث عن عقرب فكل شيء في الغرفة يتحرك كعقرب...إدجار ألان بو - من حق كل إنسان ان يكون غريبا سخيفا إذا اختلى بنفسه، و إلا فمتى نتخلى عن وقارنا و نُجن...مصطفى محمود - صَمِم شيئا يستطيع حتى المعتوهين استعماله، و لسوف لا يستعمله سوى المعتوهين. - كل النساء هستيريات..كل الرجال بلهاء. - يجب أن نتحلى بشجاعة الجهل و لا نفكر في مدى صعوبة ما نحن بصدده، ولا بعدد من فشلوا قبلنا. هذه هي الطريقة الوحيدة للنجاح...فيكتور هيجو - نحتاج أحيانا للشعور بإننا مهمون جدا، فهذا هو المبرر الوحيد لنا كي ننظر في المرايا و نرى انفسنا. - نحترف الدين لأننا لا نطيق أن تكون معاناتنا هباء بلا ثمن. العقل البشري لا يتحمل فكرة مروعة كهذه و إلا جن...سيد القمني - إذا كان الظمأ إلى الماء يدل على وجود الماء، فالظمأ إلى العدل يدل على وجود العدل...ابن رشد - ليس أبشع من رؤية الثعبان إلا قتله...مثل صيني - إن التاريخ يعيد نفسه لسبب واحد، هو أننا في كل مرة نتوقع أنه لن يعيد نفسه و أن الأحداث ستأخد مجرى جديدا...آينشتاين - إن الرجال الذين تستحود عليهم فكرة واحدة هم دائما مساكين يدعون للشفقة. - إننا أطفال خالدون، و كلما تقدم بنا العمر ازددنا طفولة و رفضنا فكرة الشيخوخة. - الحياة صندوق من الشيكولاته لا تعرف أبدا ما قد تظفر به...فورست جامب - ليست الأبوة عملا عظيما لهذا الحد، بوسعي أن أكون أبا لألف ابن لو أعطيتني ألف امرأة. - الكون ليس حقيقة غامضة مبهمة فحسب بل هو وهم و خداع وطيف زائل... سنكاراشا – راهب هندوسي - ما ملأ آدمي وعاءا شرا في بطنه... حديث شريف - أحب أن أجعل المشاهدين يتعذبون قدر الإمكان...هتشكوك - من الجميل أن يلقى المرء من حين لآخر من يشعر أمامه بأنه غبي. هذا يجعلك تتخلى عن الشعور المزعج بأنك أذكى إنسان عرفته...العقاد - السخرية أرقى أنواع الفكاهة...شارلي شابلن [email protected]