وتأتي هذه التعبئة الشاملة بعد أن توصلت المصالح المعنية بإنذارات من مديرية الأرصاد الجوية الوطنية، تفيد بأن تساقطات مطرية قوية، في سياق تقلبات جوية كبيرة، ستشهدها مختلف مناطق البلاد. واشار بيان لمديرية الأرصاد الجوية الوطنية إلى أن التقلبات الجوية ستهم، بالأساس، مناطق الشمال، والوسط، والشرق. وأوضح البيان أن رياحا قوية وأمطارا غزيرة، على شكل زخات قوية، ستسبق هذه التقلبات الجوية، فضلا عن سقوط ثلوج في مرتفعات الأطلسين الكبير والمتوسط. وفي مجال الإغاثة، انتقل وزير الداخلية، شكيب بنموسى، وقائد الدرك الملكي، الجنرال دكور دارمي حسني بن سليمان، والمفتش العام للوقاية المدنية، الجنرال دوبريغاد عبد الكريم اليعقوبي، إلى مدينة الناظور ونواحيها عقب الفيضانات التي شهدها الإقليم يومي الجمعة والأحد الماضيين. وقدم بنموسى تعازيه لأسر الضحايا، مؤكدا أن هذه الزيارة، "التي تأتي بتعليمات من الملك محمد السادس، تندرج في إطار متابعة تطور الوضع"، عقب التساقطات المطرية الاستثنائية، التي شهدتها مختلف أقاليم المملكة وخاصة الناظور. وتركز السلطات المحلية، خلال تقديمها لعمليات المساعدة بمختلف المناطق المتضررة من الفيضانات، على عمليات إغاثة وإنقاذ السكان المنكوبين، وإعادة فتح طرق المواصلات، وشبكات الكهرباء والماء الشروب، إضافة إلى فك العزلة عن المناطق المحاصرة بسبب الفيضانات. وتكونت بالناظور لجنة لإغاثة المنكوبين، تعمل على تقديم المساعدات للمتضررين، وجرد الخسائر، كما وضعت ضمن أولوياتها تقديم المساعدة للسكان الذين يجدون صعوبة في الحصول على وجبات غذائية وأماكن للمبيت، وتطالب اللجنة بتخفيض الضرائب عن التجار، الذين تعرضوا للضرر، نتيجة الأمطار الطوفانية التي اجتاحت عددا من المحلات التجارية. وبمدينة الحسيمة، شهدت منطقة إفثيسن، القريبة من إمزورن، انهيار العديد من المنازل المبنية بالطين، ونفوق العشرات من رؤوس الماشية، كما اضطرت عشرات العائلات إلى النزوح عن ديارها، التي غمرتها المياه بمستوى يفوق ارتفاعه المتر ونصف المتر، وأشار مصدر جمعوي إلى أن العديد من المواطنين جرى إجلاؤهم وإيواؤهم بالداخلية التابعة للثانوية الإعدادية محمد السادس.