سقطت خالتي في فخ الأورام، فأصابها احدهم في دماغها و نظرا لقلة مواردنا المادية التجأنا الى مستشفى سانية الرمل و بعد مدة طويلة من ما يعانيه جميع المواطنون، الذين يصلون الى هذا المكان المملوء بملائكة الرحمة، من سب و هب و شتم و إهانة و سير و جي و جيب وجبد ... الخ. نظرا لخطورة حالتها و تفشي مرضها و كذلك تدخل إحدى الجمعيات الخيرية بالمدينة السليبة، حصلنا على سرير في المستشفى، فرتاح بالنا و بدأ الأمل يظهر أمام أعيننا و بدأنا نحلم بأن خالتنا ستعود لتجلس معنا حول "الطيفور" و تحكي لنا قصصها كالعادة. بعد ثلاث ايام و انا داخل الى الغرفة التي توجد فيها المريضة و جدتها تتألم و تشتكي و لا أحد يسمعها حتى من كان في الغرفة من مرضى و عائلاتهم و الأطفال الذين يهزون المكان بصراخهم و حركاتهم. صدمت لهذه الحالة و التجأت إلى البحث عن طبيبها المعالج لأشتكي له حالتها و لم أجده، و انتظرته حوالي ستة ساعات و لم يأتي. في اليوم الموالي كذلك لم أجد له أثر حتى همس في أذني أحد حاملي القميص الأبيض و قال اذا اردت ان تلتقي بصاحبك فعليك بالمصحة الخصوصية الفلانية، و لم أتردد و لو دقيقة واحدة حتى كنت داخل سيارة الأجرة متجها الى هذه المصحة و أنا اطرح على نفسي العديد من الأسئلة لشرح هذا الموقف. دخلت للمصحة الخصوصية، سألني شاب بلبس قميص ابيض أتريد خدمة يا سيدي فأجبت نعم اني ابحث عن الدكتور فلان فرد علي اطلع الطابق الثالث انه هناك في مكتبه، فتفاجأت من هذا الكلام وتساءلت اهذا الطبيب الذي ابحث عنه طبيب موظف مع الدولة و مكان عمله في المستشفى سانية الرمل أم طبيبا آخر يعمل في القطاع الخاص في مكتب هيأته له المصحة و المرضى ينتظرون دورهم للقاء الطبيب المعلوم و يؤدون 150 درهم لكل استشارة طبية، هذا الطبيب الذي يهرب من مكان عمله القانوني ليذهب إلى عمله القانوني ليذهب الى المصحة لجمع المال و القيام بعمل لا مشروع و هو ما يسمى بالمزاولة الغير الشرعية للطب و التي أصبحت ظاهرة خطيرة في بلادنا حيث تستنزف مال المواطنون الضعفاء الذين يتوجهون إلى المستشفى المدني و يحالون بطريقة إجرامية على المصحات الخصوصية، و سنعود إلى الكتابة في هذا الموضوع و نعد القراء الكرام بأننا سنقوم ببحث شامل وكامل حول هذا الموضوع عسى ان يستيقظوا المسؤولون من نومهم و تصحو ضمائر أصحاب القميص الأبيض و الذين نسمونهم ملائكة الرحمة.