"المشكل لدينا هو في العديد من الممارسات اللا أخلاقية التي تشوب بعض المهرجانات ، فلا يمكن أن نقبل مثلا أن يحيي بعض الشواذ حفلات في المغرب " . عبد العزيز الرباح ، مسؤول شبيبة العدالة والتنمية قبل أيام أثارت مشاركة ، " البيغ " ضمن فقرات برنامج مهرجان " تواصل " بمقاطعة الصخور السوداء ، ضجة إعلامية كبرى ، كان من ورائها ، حزب " البيجيدي " ، الذي انشق حول نفسه ، بين مؤيد ومعارض ، لحضوره ، كوجه فني جديد ،ارتبط ريبرتواره الغنائي ب" كلام الشارع " و" الخاسر ". الضجة ، تصدرت الصفحات الأولى والداخلية لمعظم الجرائد الوطنية والمحلية ، ولم يهدأ وطيسها ، إلا بعد أن سحبت منها البساط ، مشاركة " إلتون جون " ، ضمن فقرات برنامج ، مهرجان " موازين " بالرباط ، والتي ، نالت بدورها ، حصة الأسد ، ضمن نقاشات وسجالات كتاب الرأي والافتتاحيات ، لمعظم الجرائد الصادرة منها بالفرنسية أو العربية . فالمعركة ذاتها ، كانت " البيجيدي " ، السباقة ، إلى إشعال فتيلها ، خاصة وأن المغني الأمريكي ، المدعو للمشاركة ضمن فعاليات المهرجان - كما تكتب عنه صحافة الحزب - معروف عنه ، شذوذه الجنسي ، ولا يجد ربه ، أن يكون مدعوا واحدا من الوجوه الفنية الأجنبية ، المحتفى بها ، ضمن المهرجان ، فيما اللجنة المنظمة ، متشبة به ، كوجه فني ، معروف ، له جمهور واسع ، ينتظر مشاركته . وبين معركة " البيغ " و " إلتون جون " ، يظل حزب " البيجيدي " يخوض في حروب " خاسرة " ، ويخرج منها " خاوي الوفاض ". وليس أدل ، على ذلك أن " الخاسر " ربح معركته في عقر دارهم ، وما حضور المئات من شباب حي "بلفدير" وأعضاء من الحزب ، إلا دليل على " البيديجي " قد خسر " حيث " توفق " البيغ " . و" إلتون جون " ، المغني الشاذ ، كما جاء في صفحاتهم الأولى ، سيحضر كما حضر غيره من الفنانين من العرب والأجانب ، وسيحصل على العديد من الأموال ، وستبقى كلامهم في الهواء وحبرا على ورق ، في أحسن الحالات . وسيقولون الكلام عينه ، الذي سمعناه في مناسبات عدة ، دون أن يدركوا أن القضايا التي تأخذ كل وقتهم لا تعني المواطن البسيط في شيء . فهو ، يحتاج إلى حلول لقضاياه اليومية ، وليس إلى " افتعال " معارك " خاوية ، لملء صفحات الجرائد ، التي لم يعد يطالعها أحد ، لولا " المقاهي " التي ساهمت وتساهم في " ترويجها " بعد أن أصابها البوار . حمى " المهرجانات " في المغرب ، سترتفع بارتفاع حرارة " الصيف " ، وسينتهي مهرجان " أوتار " بابن جرير ، ليبتدئ مهرجان " الموسيقى الروحية " بفاس ، لتنتقل " الحمى " إلى كل جهات المغرب ، وسيكرر الحزب نفسه ، الكلمات ذاتها ، " أوقفوا نزيف المهرجانات ؟ا" ، لكن لا حياة لمن تنادي . صحيح ، أن العاطلين من أبناء الشعب ، هم أحوج إلى الملايين التي تصرف على المطربات والمطربين ، وعلى كل الضيوف والمدعوين في عالم الفن والسينما . وأنهم ليسوا في حاجة ، إلى مزيد من الغناء ، فبين مهرجان ومهرجان ، تنظم مهرجانات في الغناء والسينما ، في الوقت الذي تغلق العديد من أبواب المصانع والشركات والمؤسسات . وأن الشباب العاطل ، أصابته التخمة من " استوديو دوزيم " و " وسهران معاك الليلة " و " لا لة لعروسة " وهلم جرا من سهرات العري والغناء بلا موهبة ، وهم ، في حاجة إلى كثير من العمل وقليلا من السينما والفن ، والنقابات والأحزاب والجرائد والجمعيات ، التي لا تتحدث إلا عن نفسها وعن مشاريعها " الورقية " فيما الواقع " ينضح " بالفراغ القاتل في شتى مجالات ومناحي الحياة . لكن ، ما يجهله أو يتجاهله ، المتحدثون باسمه ، أن المواطن البسيط ، ليس ضد الفن والغناء ..لكنه ضد أن يبقى بلا كرامة .. المواطن البسيط ، ليس ضد " كثرة " المهرجانات ..ولكنه ضد أن تقفل أبواب الشركات ، على قلتها .. المواطن البسيط ، ليس ضد الفرح ..ولكن "الشيء الذي زاد عن حده ، انقلب إلى ضده " ، كما يقولون . المواطن البسيط ، ليس عدميا أو ظلاميا .. بل ضد أحلام اليقظة والقفز على الواقع . فإلى متى ، سنظل نخوض باسم أبناء الشعب ، معارك "خاسرة " في قضايا " تافهة " ، وإلى متى سنظل نتكلم دون تقديم حلول واقعية وعملية ؟ا إلى متى ؟ا إلى متى ؟ا . [email protected]