لا يختلف اثنان على أن المرأة نصف المجتمع وهي النصف الأكثر أهمية حيث أنها المركز الأصلي للتعليم في المجتمع ودورها في تنشئة الأجيال يفوق دور أي مدرسة أو جامعة، حيث أنها تضع في الطفل أساسيات التربية , وعلى الرغم من أن الدين الاسلامي الحنيف (وليس بدع بعض رجال الدين المنسوبين على الاسلام) أعطى المرأة المسلمة حقها وساوى بينها وبين الرجل بالكامل في الدنيا وفي الآخرة لا بل وأن بعض النصوص القرآنية والنبوية الشريفة كرمت المرأة على الرجل ومن لا يصدق فليراجع نصوص القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة. فكيف تحولت المرأة العربية المسلمة التي كانت في عهد الرسول تاجرة تمسك زمام الاقتصاد كسيدتنا خديجة ، جريئة تستطيع أن تخطب رجلا للزواج دون أن تشعر أن في ذلك انتقاص لها ولكرامتها ' وحافظة للحديث وناقلة له كسيدتنا عائشة وشاعرة ومقاتلة كالخنساء وعشرات الأمثلة غيرها إلى امرأة مهملة تعيش على هامش الحياة لا هم لها سوى الطبخ وأشغال البيت وهي أبعد ما تكون عن العالم والتطور الذي يعيشه العالم في كل جوانبه , وكيف نتوقع أن تربي الأم الجاهلة علماء؟ كيف تربي الأم المضطهدة أحرارا؟ كيف تربي الأم عديمة الشخصية أبناء ذوو شخصية وهيبة في المجتمع ؟ دعونا نستعرض أهم النقاط في واقع المرأة العربية وخصوصا المرأة الزمورية القروية وما قيل في حقها بالمنتدى الوطني الرابع للمرأة القروية بالمركب الثقافي أطلس بالخميسات تحت شعار ( تطوير الموروث والثقافة الأمازيغية رهين بتنمية اجتماعية وثقافية حقيقية ) و التي قيل عنها الكثير هذا اليوم على لسان السادة سلام عربوني باشا المدينة ' عبد السلام البويرماني رئيس المجلس البلدي ' فاطة أوريط رئيسة جمعية تين هينان لدعم المرأة : إن الدين الاسلامي بريء من أي محاولة لتسفيه المرأة المسلمة وحاشا لله ولرسوله أن يكونوا قد جاءوا بدين يحتقر المرأة ويهينها, وأن في القرآن الكريم آيات عديدة عن نساء لعبن أدوارا عظيمة غيرت مجرى حياة البشرية مثل زوجة الفرعون آسيا وسيدتنا مريم العذراء وسيدتنا خديجة وسيدتنا فاطمة الزهراء وسيدتنا عائشة وغيرهن من النساء اللواتي لعبن أدوارا دينية وسياسية حتى في المجتمع الاسلامي. فالمرأة في الحقيقة ، ليست نصف المجتمع فحسب، بل هي أيضا والدة ومربية للمجتمع بأسره في مدرسته الأولى على الأقل التي تطبعه إلى حد بعيد في بقية مراحل حياته, من هنا تأتي أهمية و ضرورة العناية بها، بل وإعطاءها الأولوية في ذلك على الرجل, وهي على هذا الأساس، عماد المجتمع ' فإذا ما وقعت العناية بها و ما يوافق قيمتها و أهميتها من الاعتبار الصحيح و العناية الفائقة، استقام المجتمع كله و صلح حاله ' أما من أهملها و حطّ من قيمتها و إنسانيتها وتجاهل وجودها كعضو فاعل في المجتمع، له قيمته فقد هدم المجتمع بكامله . وبناء على ما قيل في حق المرأة بادرت رئيسة جمعية فضاء تين هينان السيدة فاطمة أوريط من عرض كل المنتجات القديمة التي يعود تاريخها للخمسينيات والستينيات على أنظار الحاضرين والسلطات المحلية وعلى رئسها باشا المدينة , قدمت خلالها شروحا للوسائل البدائية التي كانت تستعملها المرأة القروية سواءا بالبيت أو خارجه , كما لم يفوتها تكريم بعض فعاليات المجتمع المدني .