منذ أن وافقت موريتانيا على المقترح المغربي الذي ينص على منح كان الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا كحل حكيم ومعقول ،والجزائر لا يغمض لها جفن،و هي التي ضاقت عليها الدوائر، وبدأت تجد نفسها معزولة بعدما وعى العالم سر اللعبة، وباتت سياستها مكشوفة، ورفعت الغشاوة عن العيون. والذي زاد من ارتباكها هي الفرارات بالجملة، وبأعداد كبيرة تلك التي أصبح يقوم بها ساكنة تندوف، فهؤلاء العائدون زادوا من تأزيم الوضع الجزائري، بحيث كشف العائدون جملة من الممارسات السادية الدموية، وصنوف التعذيب والقتل الذي كان ضباط الجزائر وأتباعهم من بيادقة الجمهورية المزعومة ينزلونه على الصحراويين المحتجزين بحمادة تندوف. أعود للموضوع الأول المتعلق بموريطانيا، لقد كان ترحيب هذا البلد الشقيق بفكرة المغرب، كسوط من سياط النار الذي ألهب مؤخرة صناع القرار في الجزار، حيث سارعواعلى التو و في الخفاء لتأديب السلطة في مورتانانيا ،وهذا التأديب يتجسد في قلب النظام والإطاحة بالجنرال "محمد ولد عبد العزيز،وقد جاء هذا الخبر كما نشر في منبر جزائري مستقل بناء على مصادر موريتانية مُطلعة، إذ تحدثت المصادر عن خبر تورط جهات جزائرية رفيعة المستوى في التخطيط السري لقلب النظام الموريتاني الحالي الذي يترأسه الجنرال "محمد ولد عبد العزيز"، و يضيف المصدر نفسه أن الاجتماعات السرية التي جمعت بعض أقطاب المعارضة الموريتانية مع قادة الجهاز الإستخباراتي الجزائري، و تمت بقاعدة الأمن العسكري في "بن عكنون"، وهي مصلحة أمنية تُعرف باسم مديرية المخابرات الجزائرية، و كان الهدف الرئيسي من ذلك الاجتماع الموسع هو تحريض زعماء المعارضة الموريتانيين، عن طريق تمويلهم مادياً و شحنهم معنوياً ضد النظام الحالي. وهذه التحركات جاءت بناء على ميل الرئيس الموريتاني الحالي "محمد ولد عبد العزيز"، إلى المقترح الذي تقدمت به الدولة المغربية من أجل حكم ذاتي موسع للأقاليم الصحراوية. ويتابع المصدر وفق م جاء على لسان أحد القادة الجزائريين في إحدى الاجتماعات الروتينية، أنه لن يهدأ له بال حتى يرد الصاع صاعين للرئيس الموريتاني ، و أن الجهاز الإستخباراتي الجزائري سوف يعمل كل ما في وسعه كي يقلب النظام الموريتاني رأساً على عقب ،لأنه لا يخدم مصالحه. وعمل الاستخبارات الجزائرية بدأت تظهر جلية اليوم في استنفار الشارع الموريتاني و تحريكه ضد الرئيس الحالي في شكل مظاهرات شعبية، و ذلك بعد ظهور أقطاب المعارضة علناً في شخصي "مسعود ولد بلخير" و أحمد ولد دادا" في تجمعات خطابية بالشارع الموريتاني، و التي أكدا من خلالها نيتهما المبيتة بشكل صريح و مباشر الإطاحة بالرئيس الحالي الجنرال "محمد ولد عبد العزيز".