سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سعد الدين العثماني نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ل"التجديد":المقترح الأخير لجيمس بيكر حول الصحراء المغربية يتضمن بنودا تضر بالسيادة الوطنية على الأقاليم الجنوبية
اعتبر سعد الدين العثماني نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أن المقترح الجديد الذي تقدم به أخيرا جيمس بيكر المبعوث الأممي في ملف الصحراء المغربية إنما هو تطوير للمقترح الأول الذي ينص على تخويل الأقاليم الصحراوية حكما ذاتيا في إطار السيادة المغربية. وقال نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية في تصريح ل"لتجديد" إن المقترح الجديد لجيمس بيكر حول الصحراء المغربية، والذي لم نطلع على تفاصيله بعد، يعتبر تطويرا للمقترح الأول مع إضافة بعض التعديلات كالتنصيص مثلا على إجراء الاستفتاء خلال أربع سنوات بدل خمس سنوات كما كان منصوصا عليه في المقترح الأول. ووصف سعد الدين العثماني المقترح الجديد بأنه يتضمن بعض البنود التي تضر بالسياسة الوطنية في ملف الصحراء المغربية، من قبيل مثلا أنه ينص على منح الهيئة التنفيذية للحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية بعض الصلاحيات التي تتعلق بالمشاركة في السياسة الخارجية لهذه الأقاليم، مثل مسألة مشاركة أعضاء من هيئة الحكم الذاتي الوفود المغربية الرسمية للخارج عندما يتعلق الأمر بمناقشة قضايا سياسية أو اقتصادية تهم هذه الأقاليم، وهذا طبعا يضيف مما يضر بالسيادة الوطنية للمغرب، ولا يعطي اعتبارا لسياسته الخارجية في نهاية المطاف، فضلا عن تدابير مضرة أخرى منها وضعية الجيش المغربي في أقاليمنا الجنوبية والأمن المحلي وتدابير أخرى مرتبطة بالهيئة الناخبة للقيادة التنفيذية. وأكد سعد الدين أن المغرب سيظل بلدا مفتوحا على الاقتراحات محل قضية الصحراء المغربية، شريطة أن تكون السيادة الوطنية على الأقاليم الجنوبية مكفولة والوحدة الترابية للبلاد مصونة. وأضاف العثماني أنه أبلغ الوزير الأول إدريس جطو الأسبوع الماضي خلال اجتماع به تمسك حزب العدالة والتنمية بثوابت الوحدة الترابية والسيادة المغربية على أقاليم الصحراء، وأن هذه السيادة تشمل السياسة الخارجية والدفاع. ويتزامن لقاء الوزير الأول المغربي مع أحزاب الأغلبية وأحزاب المعارضة حول ملف الصحراء مع تصريح أدلى به أخيرا وزير الدفاع الجزائري السابق خالد نزار لمصادر إعلامية كشفت عنه وكالة المغرب العربي للأنباء، أكد فيه معارضته لقيام دولة صحراوية، ومعلنا في الوقت نفسه عن أن الجزائر ليست في حاجة إلى دولة جديدة على حدودها، وأن بناء الفضاء المغاربي سيساعد ولاشك في إيجاد حل لأزمة الصحراء مقدما اقتراحاته في الموضوع. ووصف سعد الدين العثماني هذه التصريحات التي لاشك سيكون وقعها على النظام الجزائري شديدا وسيكون لها ما بعدها بقوله "نتمنى أن تفهم الجزائر أن المصالح المشتركة والتحديات الآنية والمستقبلية تفرض تجاوز الموقف المناهض لوحدتنا الترابية لنسج علاقات اقتصادية وسياسية واجتماعية نتعاون فيها على مواجهة كل التحديات والمشاكل التي تعاني منها دول العالم الثالث عموما ودول العالم الإسلامي خاصة. وإن لم يكن النظام الجزائري قد استوعب هذا الأمر فيبدو أن ضربات الأيام التي يتلاقاها العالم الإسلامي ستفهمنا جميعا أنه لابد من المضي معا إلى الأمام". وكان الوزير الأول المغربي قد عقد لقاءات مع أحزاب الأغلبية (بداية الأسبوع الماضي) ومع أحزاب المعارضة (الجمعة الماضي) حيث اطلعهم على فحوى المقترح الأخير لجيمس بيكر حول الصحراء المغربية بعد الجولة المغاربية الأخيرة التي قام بها للمنطقة، وطلب منهم إبداء ملاحظاتهم وقراءاتهم للمستجدات الأخيرة التي يعرفها ملف الصحراء المغربية، خاصة في ظل استعداد مجلس الأمن لمناقشة تقرير جديد للأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان في الموضوع قبل متم الشهر الجاري اعتمادا على المشاورات التي يجريها حاليا مبعوثه الخاص جيمس بيكر. عبد الرحمان الخالدي