نرحب بالفنان الكوميدي يوسف الصروخ في هذا اللقاء الذي سنحاول من خلاله سبر أغواره ، ليكشف لنا عن الخطوط العريضة للرسالة الفنية التي يحاول تقديمها من خلال أعماله. س : سؤال تقليدي، كيف كانت البداية الفنية؟ ج : أشكركم أولا على إتاحة الفرصة لي للحديث عن فني الذي هو أهم شيء في ذاتي، أقول إذا كان علماء النفس والأطباء النفسيين يتحدثون عن مسرحة المرض النفسي أي التعبير بواسطة الجسد واللغة عن نوع المرض الذي يعانيه الإنسان فانا منذ أن وعيت بنفسي ومنذ مرحلة الطفولة وجدت نفسي أمسرح أفكاري وتوجهاتي ومخاوفي... فانا أفكر ثم أفكر في كيفية عرض أفكاري ،أفكر في الحركات، تعابير وجهي وصوتي كل هذا للفت الأنظار وإضحاك الآخرين كان ذلك ممتعا ولازال، أنا لا أطرح شيئا جديدا، فقد سبق لشكسبير أن قال بان "العالم مسرح كبير" فما فعلته سوى أنني عرضت أعمالي في هذا العالم. فالبداية الحقيقية كانت في حصة الدرس ومع أفراد عائلتي ثم كانت هناك تجارب جمعوية وبالجامعة سواء بالمغرب أو باسبانيا، كانت أعمالا ناجحة لكن ماكان ينقصها هو النضج ووضوح الرؤيا. س : أسست ناديا فنيا تحت مسمى نادي " expo 2012 "، لماذا اخترت هذا الاسم ؟ وماهو المضمون الذي تحاول تقديمه من خلال هذا النادي؟ ج : مافعلته هو أنني بحث عن اسم حداثي ومضحك،ف expo 2012 فيه آنية ومضحك لأنه اكبر نكتة عاشتها مدينة طنجة ، حيث شغلوا الناس بإمكانية احتضان مدينة طنجة لحدث كبير في غياب لأدنى مقومات احتضان هذا الحدث، وكذلك لمحاربة مرض النسيان الذي أصبنا به جميعا، فمثلا ها نحن نرى التعامل المجحف الذي لحق بالرياضة بمدينة طنجة أليست هذه هي نفس المدينة التي اختاروها لتنظيم حدث عالمي بحجم expo 2012، فانا أريد أن أقول للمسؤولين في هذه البلاد أننا لم ننسى expo 2012. أما بخصوص الشق الثاني من السؤال ،فأنا أقول أن هدف النادي هو الإسهام في الحركة الغير متحركة المسماة بالثقافية، بالإضافة إلى الإسهام بواسطة الكوميدية الهادفة التي أقدمها إلى علاج نفسي بالضحك وعلاج الآخرين كذلك .... س : قريبا ستقوم بعرض مسرحي، حدثنا قليلا عن هذه التجربة؟ ج : العرض سيكون في 15 ماي 2010 بسينما الريف بطنجة ، تحت عنوان "المواطن السالح" احكي فيه بطريقة كوميدية ساخرة رحلة مواطن لكي يصبح مواطنا صالحا ، لأعود في النهاية بخفي حنين، هذه الرحلة التي شملت إدارات بطنجة، وبالرباط، نقد ساخر للبيروقراطية المفرطة التي تعيق تقدم هذا البلد . أما قصة التسمية فانا أقول" السالح" لأنها في لغة الضاد الحامل للسلاح، فنحن لانحتاج إلى مواطن صالح أي ساذج "نية" بقدر ما نحتاج إلى مواجهة سياسيينا العديمي الحياء ، نحتاج إلى مواطن سالح أي مواطن مسلح بالعلم والذكاء وبالشجاعة، وبحب هذا الوطن المستعصي على الحب. س : ماذا بعد عرض 15 ماي ؟ ج : عرض 15 ماي هو عمل وضعت فيه الأساس للشخصية التي أود أن ترافقني في أعمال أخرى ،هو عمل ناضج ،عمل ملغوم ، ينبني على فلسفة وقناعات كونتها انطلاقا من عروضي السابقة ومن قراءاتي ومشاهداتي ومتابعتي لأعمال الآخرين، أنا لا اعتمد مثلا على قراءة جرائد أخبار السوق، فالواقع المزري الذي نعيشه لايحتاج إلى واسطة لكي نتأكد من بؤسه وبؤسنا، ما أود قوله هو أن عرض 15 ماي هو مجرد بداية ، ستتلوه عروض في قاعات أخرى ، ومع جمهور آخر. عبد الحق الخليع : شكرا لك على هذا اللقاء الممتع. يوسف الصروخ : شكرا لكم .