لسنوات عديدة ، هجر الجمهور الرياضي المولع بكرة القدم، مدرجات الملعب البلدي، واليوم يتصالح الفريق مع جمهوره، وتعود أسباب هذه المصالحة للنتائج المحققة من طرف فريق شاب أبان عن إمكانات استطاعت شد انتباه المهتمين، لدرجة استقطاب البعض من اللاعبين المحليين، قصد الالتحاق بفرق من خارج مدينة استطاعت إنجاب أسماء لامعة تركت بصماتها وطنيا ودوليا . إن النادي الرياضي ألقصري الذي يجر من ورائه تاريخا يمتد لثلاثينيات القرن الماضي ،يكفيه اعتزازا هذه المسيرة المتواترة المتأرجحة بين التألق أحيانا ، والانكسار أحيانا أخرى، ليبقى تحدي الاستمرارية رهانا قائما في ظل شح الموارد، وضعف البنية الرياضية التحتية، وسلبيات الممارسة الهاوية، وكذا تسلل بعض العقليات التي تجد في التسيير الرياضي إرضاء لطموحاتها الشخصية، قبل أن تكون استجابة لفئة عريضة من ساكنة المدينة التواقة لفرجة رياضية راقية ، تنتشلها من رتابة الأيام ، وواقع يكاد يخلو من كل مظاهر الترفيه والترويح . من أجل اغتيال نقطة الفرح الفريدة التي تشكلها ممارسة كرة القدم بالمدينة، سارعت بعض الأيادي الآثمة لتنفيذ مخططاتها، كان آخرها " الضغط " على الإطار الوطني " محمد بناني " الذي فضل الرحيل عن أجواء القصر الكبير ، والحط بمدينة اخنيفرة ، بعيدا عن الانتقاد الذي لا يحترم طبيعة الممارسة، والرشق المعنوي( الكلام الساقط )، والمادي ( الحجارة ) من طرف جهات لا تقدر المسؤولية . لاكت الألسن الكثير من الكلام عن مقابلة النادي الرياضي ألقصري، والاتحاد الإسلامي ألوجدي المنتصر بقلب الملعب البلدي / دار الدخان القصر الكبير. تحركت الألسن من قبل أن يصفر حكم المباراة صفارة البداية متهمة ذمة الفريقين بالتلاعب في النتيجة، وبعد نقل السؤال ل " حسن ولد بوتكريش " اللاعب السابق لاتحاد اتواركة، والقرض الفلاحي، والرئيس الحالي للفريق القصري بعد جمع عام مرت على عقده حوالي السنة ... استنكر هذا الاتهام واصفا أصحابه بالسذاجة، وضعف التحليل كون البطولة الوطنية هواة – شطر الشمال -لا زالت في دورتها ( 18 ) بحيث لا زالت هناك مباريات عديدة ( 14) لكل فريق مما يعني ضبابية الرؤية ، وعدم الكشف جليا عن أسماء الفرق الطامحة في الصعود، ولن تكتمل الصورة إلا في الأنفاس الأخيرة من البطولة . - ثم أن مدرب الفريق ألوجدي لم يشرك اللاعب القادم لصفوفه من النادي القصري ضمانا للتحصين من كل طارئ، إذ لو كان في الأمر تلاعبا لما تم اللجوء إلى هذا الاحتراز الزائد . - ويضيف " حسن " قائلا " : الهزيمة بالميدان واردة حتى في قاموس الفرق الكبيرة، نظرا للتفاوت في الإعداد النفسي والبدني إذ كثيرا ما يقع البعض من اللاعبين تحت ضغوطات خارجية ، كالتي قام بها مساعد المدرب المقال والذي ما فتئ يروج للفارغ من الكلام ، لذلك قرر المكتب المسير السفر بالفريق لمدينة أصيلا توفيرا لظروف أحسن قبل هذه المقابلة التي أسالت الكثير من المداد . لقد عبر رئيس النادي الرياضي القصري عن ارتياحه للمرتبة التاسعة في سبورة الترتيب مع مقابلة ناقصة، مقارنة مع فرق أخرى بنفس المجموعة لها إمكانات بشرية ومالية تفوق بكثير واقع فريقه، والذي يتجشم تعب المسافات الطويلة التي تعود بالإرهاق على اللاعبين ، وارتفاع فاتورة التسيير على المكتب المسير و الذي يتوجه بالشكر والامتنان للمجلس الجماعي الذي يعتبر الكفيل الوحيد للفريق حاليا ، في انتظار الحصول على الدعم المعتاد من القنوات الطبيعية الأخرى من جامعة وغيرها . ومن أجل ملء الفراغ الذي تركه المدرب " محمد بناني " تعاقد الفريق مع الإطار الوطني "التنيوني" والذي سبق أن درب فرق : يعقوب المنصور ،اولمبيك وزان ، اليوسفية الرباطية، من اجل مواصلة مشوار البطولة . ويأمل " حسن ولد بوتكريش " أن يدوم التواصل بين فريقه والجمهور القصري الجدير بالاحترام والتقدير . ومع ذلك ............... لا يعني كل هذا أن كرة القدم بالمدينة بخير، فالمسيرة طويلة ، وطبيعة الهواية لا يمكن الاطمئنان إليها، فقد نقع في المطب عند أول انعطاف ، فمزيدا من الحذر .