رغم مرور ثلاث سنوات فقط على ظهورها بشكل رسمي بمدرجات الملاعب الوطنية، فقد استطاعت جماهير «حلالة بويز» القنيطرية النشأة، من إيجاد موطئ قدم لها بين باقي الإلترات المتواجدة على صعيد المغرب كله، وفرضت نفسها بقوة، بعدما ذاع صيتها خارج مدينة القنيطرة، بفعل انضباط عناصرها، وحسن تأطيرها، وطريقة تشجيعها الحضارية، أبهرت جميع المهتمين والفاعلين الرياضيين، بمن فيهم، لاعبو ومدربو وجماهير الفرق الخصوم، وجعلت أغلب المعلقين والواصفين وحملة الأقلام، من الصحافيين المغاربة، يقفون عندها كثيرا. وما تصنيف الجامعة لها كأحسن جمهور خلال الموسم الفارط، إلا دليل على أن جماهير «حلالة بويز» أبلت البلاء الحسن في المدرجات. المؤسسون لإلترا «حلالة بويز»، وعددهم 28 حاليا، يرفضون رفضا كليا أن ينسب هذا اللقب لأسماء وعناصر بعينها، ويلحون على أنها مكسب للمدينة، وللجمهور القنيطري أينما وجد، وقال بعضهم، في تصريح ل«المساء»، «إن الفكرة كانت جماعية، وتجسدت منذ أن كان النادي القنيطري يقبع في القسم الثاني، لكن ظهورها الرسمي، تم الإعلان عنه خلال صعود الفريق إلى الدوري الممتاز». «نحن فيديل لفريقنا حتى النخاع، سواء في السراء أو الضراء، نشجع طيلة دقائق اللقاء، مهما كانت النتيجة، ونرحل لمساندة فريقنا، مهما كانت المسافة، نكره الشغب، وملتزمون داخل الملعب وخارجه»، هذه هي صفات ومميزات «حلالة بويز»، كما يكشف عنها أحدهم. قبل مباراة فريقهم بأيام، تراهم كخلية نحل يشتغلون، خاصة، إذا كانت المساندة، تتطلب منهم الانتقال خارج القنيطرة، هم يتفقون حول أدق التفاصيل، ولا يتركون كل كبيرة أو صغيرة إلا وتحدثوا عنها، بما فيها موعد الرحلة، ومكان الالتقاء، ووقت الدخول إلى الملعب، ووسائل التعبير عن الفرحة والاحتجاج، على حد سواء. تعتمد جماهير «حلالة بويز» على التمويل الذاتي لتحركاتها، وفرضت على منخرطيها أداء مبلغ 100 درهم سنويا، هي ترفض الحصول على أي دعم «خارجي»، حفاظا على استقلاليتها، وكل عنصر منها ثبتت «خيانته» لهذا المبدأ، يطرد من الإلترا شر طردة، هناك غرامات تطبق على الأعضاء الثمانية والعشرين، المؤسسين لها، في حالة تخلف أحدهم عن مساندة فريقه، ولا يعذر أي أحد مهما كانت أسباب ومبررات الغياب. لاقت منتجات إلترا «حلالة بويز»، أو ما يعرف لديها ب«الماطوس»، رواجا واسعا في كل أنحاء المغرب، خاصة خلال صيف السنة الماضية، حيث استطاعت بيع الآلاف من البذل الرياضية و«السويتات» التي تحمل رمزها، و«الألبومات» التي تتحدث عنها، لكنها هذه السنة، وجدت صعوبة في ذلك، لأسباب تقنية، حيث كانت تعتزم في الفترة الشتوية السابقة، إنتاج «الكاشكولات» و«الكابيتشوات». لم يكن ظهور جمهور «حلالة بويز» بالأمر الهين، فقد تعرضت عناصره لشتى أنواع المضايقات سواء من قبل المكتب المسير للنادي القنيطري الذي لم ترقه «الميساجات» المكتوبة الموجهة إليه، أو من طرف مصالح الأمن، التي اعتقلت في مناسبات كثيرة أعدادا منهم، لكن ذلك سرعان ما تبدد، بعدما اكتشف المحققون الأمنيون، الذين انبهروا بقوة هذا التنظيم الجماهيري، أن الوافد الجديد على مدرجات الملعب البلدي بالقنيطرة، لا علاقة له بالسياسة، ولا بأي هيئة أو جمعية، وأن حضوره بالملعب ساهم بشكل كبير في محاربة شغب الميادين.