فتح مسؤولو الرجاء البيضاوي أبواب مركب الوازيس في وجه الجمهور الرجاوي بعد زوال يوم الخميس الماضي في محاولة لتذويب جليد الخلاف بين الطرفين، بعد أن عاش المركب الرياضي للرجاء منذ الهزيمة القاسية أمام الجيش الملكي غليانا واسعا وصل إلى حد الصراع المفتوح بين اللاعبين والمحبين الذين ظلوا يعبرون عن احتجاجهم على الوضعية المتردية لنتائج الفريق بمختلف الصيغ المتاحة بل إن الأمر ذهب إلى حد رفع لافتات تستهدف اللاعبين بالدرجة الأولى وتسيير الفريق بدرجة ثانية. اهتدى مجموعة من المحبين إلى أن شد الحبل بين الطرفين لن يزيد الأمور إلا استفحالا، سيما وأن العديد من اللاعبين أصبحوا يشعرون باختناق كبير وهم يتوجهون نحو الملعب، فقد قال أحد اللاعبين للمدرب إنه يشعر بالغبن كلما قصد وجهة الوازيس، أمام هذه الاعتبارات القاسية بادر بعض المحبين إلى تقديم مقترح من شأنه فك العزلة عن الفريق، ودعوة المكتب المسير إلى فتح الأبواب في وجه المحبين الذين كانوا يرابطون أمام الملعب لإسماع صرخة الغضب، استعمل بعض المحبين كل الوسائل من أجل جعل المسيرين يقتنعون بفكرة المصالحة، قبل أن يعطي الرئيس عبد الله غلام الضوء الأخضر لرئيس لجنة التنظيم مصطفى أبيض الذي أعطى تعليماته لرجال الحراسة الخاصة بفتح الأبواب في وجه الجمهور. بدل بعض المحبين الغيورين على الرجاء مجهودات كبيرة لإنهاء الحصار المضروب على تداريب الرجاء، حيث اتصلوا على امتداد صباح يوم الخميس بمجموعة من المحبين من أجل إشعارهم بانتهاء فترة الحصار، ودعوتهم إلى الحضور زوال اليوم ذاته إلى الملعب من أجل دعم اللاعبين والمؤطرين في محنة البحث عن النتائج. أغلب المتفرجين الذين حضروا افتتاح الملعب ورحبوا باللاعبين على إيقاع أناشيد حماسية، جاءوا من أحياء درب السلطان معقل الرجاويين، وحي سيدي عثمان وسباتة ومناطق مختلفة من أحياء المدينة، مع غياب ملموس ل«بريسلي» المدرجات الذي اعتاد تنشيط الملعب، رغم ذلك ردد المتفرجون أهازيج من الريبرطوار القديم للرجاء حيث التغني بالألقاب القارية والإنجازات العالمية، مع الاستعانة بطبل رافق كورال المتفرجين الذين تسلموا قبيل الحصة التدريبية ورودا من اللاعبين والمؤطرين عربون مصالحة وطي لصفحة الماضي القريب، بل إن أحد المحبين لم يتردد بدوره في اقتناء باقة ورد وزعت بالتقسيط على اللاعبين في مشهد لا يتكرر إلا عند حيازة الألقاب، ذكر الرجاويين بالاحتفالات التي كان يعرفها هذا الملعب في زمن الفتوحات الكبرى على حد تعبير أحد المحبين. يقول نور الدين بيشيشي رئيس جمعية البيت الأخضر أحد منفذي الفكرة في تصريح ل«المساء» إن الصراع الخفي بين الجمهور واللاعبين لا جدي، لهذا كان من الضروري أن نفكر في صيغة جديدة لإنهاء المشكل، حيث أن العناصر الرجاوية لن تعطي كل ما في جعبتها إلا بالمصالحة مع المشجعين وليس بالخلافات اليومية واللافتات المغرضة التي يقف وراءها من أسماهم بأعداء الرجاء الذين يفرحون على حد تعبيره لعثرات الفريق، بينما حاول مسؤولون رجاويون الإطاحة بمخطط المنخرطين من خلال لعب ورقة الجمهور الذي يشكل قاعدة النادي الحقيقية.