فيما تعتزم حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو المصادقة في 25 الشهر الجاري على اطلاق اكثر من 150 مشروعا تهويديا في القدس بهدف طمس معالمها العربية والاسلامية واصل الفلسطينيون مناشداتهم للأمتين العربية والاسلامية لإنقاذ المدينة المقدسة من التهويد الاسرائيلي. وفي ذلك الاتجاه وجه الشيخ الدكتور تيسر التميمي قاضي قضاة فلسطين، رئيس الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الثلاثاء نداء إلى الأمتين العربية والإسلامية لإنقاذ القدس ومقدساتها من التهويد. وقال التميمي في بيان صحفي إن إعلان حكومة الاحتلال الإسرائيلي عن إطلاق أكثر من 150 مشروعا لتهويد المدينة بهدف إنشاء حدائق توراتية ومعاهد دينية وبؤر استيطانية ومتاحف ومواقع أثرية يهودية وحملة طرد أكثر من عشرين ألف مواطن مقدسي من بيت حنينا، واستيلاء المستوطنين على منازل المواطنين في حي الشيخ جراح وبلدة سلوان واقتحام شرطة الاحتلال للمؤسسات المقدسية وإغلاقها إضافة إلى الانهيارات المتتالية في شوارع المدينة وباحات المسجد الأقصى المبارك وظهور التشققات والتصدعات في أعمدته وأساساته، والمسيرات الاستفزازية لليهود المتطرفين في أحياء وقرى مدينة القدس، تتطلب من الأمة تحركا عاجلا في كافة المحافل الدولية والإقليمية وعلى جميع المستويات. وشدد التميمي على أن القدس ومقدساتها ليست ملكا للفلسطينيين وحدهم، بل هي ملك الأمة قاطبة وجزء لا يتجزأ من عقيدتها، وهي مدينة عربية إسلامية بكل مكوناتها، ويتحمل مسؤولية الحفاظ عليها ونصرتها كافة العرب والمسلمين الذين يجب عليهم مساندتها وتقديم الدعم الشامل لأهلها والتصدي لمؤامرات تهويدها وإفشال المخططات الرامية إلى ذلك. وطالب التميمي، القمة العربية القادمة في ليبيا، بالخروج بخطة عملية لإنقاذ المسجد الأقصى المبارك من الانهيار نتيجة الحفريات الاسرائيلية تحت اساساته وانقاذ المدينة المقدسة من التهويد. وأكد التميمي ان التشققات الخطيرة في المصلى المرواني بالمسجد الاقصى المبارك اضافة الى التشققات في الجدار الشمالي للمسجد الاقصى المبارك وبالتحديد في منطقة المتوضأ الواقعة في جوار باب حطة وتشققات وتصدعات لمنازل المواطنين في البلدة القديمة بالقدس بسبب الحفريات الاسرائيلية المتواصلة أسفله وفي محيطه، تكشف عن مدى خطورة هذه الحفريات حيث تكمن خطورتها بحجمها وعمقها وطولها الذي يمتد لأساسات المسجد الأقصى المبارك. واشار التميمي الى أن هناك نبوءة تعود لأحد حاخامات اسرائيل في القرن ال 18 المدعو باسم 'جاؤون فيلنا' حدد فيها الأخير موعد بداية بناء ما يسمى ب 'الهيكل الثالث' وهدم المسجد الاقصى المبارك في السادس عشر من آذار (مارس) من هذا العام، مبينا أن التقارير والمؤشرات على الارض تؤكد ان الجمعيات اليهودية والمنظمات الاستيطانية بالتنسيق مع حكومة نتنياهو المتطرفة قد شرعت بالفعل بالتحضير لهدم المسجد الاقصى المبارك. ومن جهته دان الشيخ محمد حسين- المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الممارسات القديمة الجديدة التي تقوم بها سلطات الاحتلال لتهويد المعالم العربية الإسلامية في فلسطين. وبين المفتي في بيان صحفي أن سلطات الاحتلال تقوم بطمس الآثار العربية الإسلامية ليس في القدس فحسب، بل في جميع الأراضي الفلسطينية، وذلك بالعمل على تهويدها وإظهارها على أنها آثار يهودية، وهي بذلك تعمل على تحريف وتزييف التاريخ. وأضاف أن سلطات الاحتلال زادت من الهجمة على الشعب الفلسطيني ومقدساته في الفترة الأخيرة، ومن شواهد ذلك اعتزام هذه السلطات إغلاق باب العمود أحد الأبواب الرئيسة للقدس، غير آبهة بتدمير الحياة الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين الذين يسكنون تلك المنطقة، ومن شواهد تلك الانتهاكات أيضا إقدامها على سرقة الحجارة الأثرية كما حدث في القصور الأموية الإسلامية، ناهيك عن الحفريات التي تبحث عن تاريخ وهمي ليس له وجود، مشيراً إلى الخطة الخمسية التي وضعتها سلطات الاحتلال بإيعاز ودعم من السلطة السياسية محملاً هذه السلطات عواقب هذه الانتهاكات. هذا وتعتزم الحكومة الإسرائيلية إطلاق خطة خماسية لتهويد معالم أثرية في فلسطين، وترميم أخرى، وإقامة مشاريع تراثية مرتبطة بالتاريخ والتراث اليهودي المزعوم، وهدف الحملة المعلن هو توثيق العلاقة بين مواطني إسرائيل والشعب اليهودي في الشتات، وبين تراثه التاريخي والصهيوني في إسرائيل. وحسب مصادر اسرائيلية تبلغ تكلفة الخطة 500 مليون دولار، وتشمل إقامة نصب تذكارية، ومتاحف صغيرة، ومسارات للمشاة، ومواقع أثرية وحدائق، ومراكز معلومات، وترميم مواقع قائمة. وكان نتنياهو قد تحدث للمرة الأولى عن خطته تلك في كلمته في مؤتمر 'هرتسليا للأمن والمناعة القومية' الذي عقد مطلع الشهر الجاري حيث أعلن في كلمته أنه سيطرح في الخامس والعشرين من الشهر الجاري الحالي، خطته على حكومته للمصادقة عليها.