باشر الجيش الاسرائيلي اجراءات تأديبية بحق اثنين من ضباطه الكبار بشأن قضية قصف مبنى للامم المتحدة في غزة بقذائف فوسفورية اثناء الهجوم العسكري على القطاع الشتاء الماضي. وتستهدف الاجراءات التأديبية قائد الفرقة الاسرائيلية في غزة الجنرال ايال ايزنبرغ وقائد احدى كتائب المشاة الكولونيل ايلان مالكا لاتهامهما ب"تخطي صلاحياتهما بما شكل خطرا على حياة" مدنيين. ففي تقرير رسمي سلم الى الاممالمتحدة، قالت السلطات الاسرائيلية انها بدأت اجراءات تأديبية بحق جنرال وكولونيل من دون ان تحدد هويتيهما. وجاء هذا التقرير ردا على الاتهامات الخطيرة التي وجهتها الى اسرائيل لجنة التحقيق في حرب غزة برئاسة القاضي الجنوب افريقي ريتشارد غولدستون. وذكرت الاذاعة العامة ان قيادة الجيش الاسرائيلي اكتفت بتوجيه لوم الى الضابطين، واكد الجيش بدء هذه الاجراءات، لكنه احجم عن توضيح ما اذا كانت تمت معاقبة الضابطين، والقيت في اطار عملية "الرصاص المصبوب" في 15 كانون الثاني/يناير قنابل فوسفورية على مبنى تابع لوكالة الاممالمتحدة للاجئين الفلسطينيين (اونروا). واجمع المجتمع الدولي على ادانة هذا القصف الذي ادى الى اصابة ثلاثة موظفين في الوكالة، واثر هذا القصف وهجمات اخرى، دفعت اسرائيل 10,5 ملايين دولار تعويضا للامم المتحدة عن الخسائر التي تكبدتها خلال الهجوم على قطاع غزة، وتؤكد اسرائيل فتح تحقيق في 150 حادثا متفرقا بينها 36 حادثا هي موضع تحقيقات جنائية. واشادت الدولة العبرية في التقرير الصادر في 46 صفحة والذي اعلنت الحكومة نصه ، ب"استقلالية ونزاهة" النظام القضائي فيها واكدت ان جيشها التزم القانون الدولي خلال عملية غزة التي استمرت من 27 كانون الاول/ديسمبر 2008 الى 18 كانون الثاني/يناير 2009. من جهته قال فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس ان "ادعاء العدو الصهيوني بمعاقبة ضباطا صهاينة على جرائمهم في الحرب على غزة دليل واضح وادانة واضحة واعتراف رسمي بارتكاب جرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني، واستخدام الفسفور الأبيض المحرم دوليا في قتل المدنيين وحرقهم". واوضح برهوم "ان هذه المحاكمات بمثابة خطوة استباقية للافلات من محاكم الجنايات الدولية ولا سيما قرب رفع نتائج التحقيق في تقرير غولدستون الى مجلس الامن في طريقه الى محكمة الجنايات الدولية". واسفر الهجوم على غزة والذي شنته اسرائيل في محاولة لوقف اطلاق الصواريخ على اراضيها، عن مقتل 1400 فلسطيني و13 اسرائيليا، وتسيطر حركة المقاومة الاسلامية (حماس) على قطاع غزة منذ حزيران/يونيو 2007.