قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أمس الثلاثاء، إن تصريحات عدد من قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشأن الرغبة في تحقيق المصالحة الفلسطينية "هي محل ترحيب".جنود إسرائليون يبحثون في الشواطئ عن متفجرات (أ ف ب) واعتبر المتحدث في تصريحات صحفية أن تلك الرغبة "كانت مفقودة على مدار الفترة الماضية", مذكرا ب"اعتذار حركة حماس في 10 أكتوبر الماضي عن توقيع الورقة المصرية" إذ أشارت الحركة بعد ذلك إلى وجود اختلافات بين ما هو مطروح في الوثيقة وما جرى الاتفاق عليه. وفي هذا السياق شدد المتحدث باسم الخارجية المصرية على أن من شأن فتح المجال لتعديل الورقة المصرية، قبل التوقيع عليها "تعطيل المصالحة فعليا، إلى أجل غير مسمى". وقال "فتح الوثيقة لتعديلات من تنظيم ما يعني فتحها للجميع, وهذا أمر يعني العودة إلى الوراء". وأكد تمسك مصر ب " ضرورة التوقيع أولا على الوثيقة ثم أخذ كل الملاحظات من جميع الفصائل في الاعتبار بعد ذلك عند التنفيذ". وأكد المتحدث أن المصالحة الفلسطينية "حاجة ماسة لترميم المشروع الوطني الفلسطيني واستعادة الحقوق الفلسطينية وإقامة الدولة المستقلة وهي تتطلب إرادة من جميع التنظيمات الفلسطينية، وهي هدف مصري عملت مصر بجدية لتحقيقه ولن تتخلى عنه". من جهته، قال إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة إن حركة حماس تسعى إلى المصالحة الوطنية ولا تخشى من الانتخابات "لأننا جئنا لنتقدم ونتحمل المسؤولية لا لنتراجع عنها بكل الظروف". من جهة أخرى، قال مسؤولون بالجيش الإسرائيلي إنه جرى "توبيخ" ضابطين إسرائيليين على خلفية قصف مدفعي لمنطقة مكتظة خلال الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، لكن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اعتبرت ذلك مجرد خطوة استباقية للإفلات من المحكمة الجنائية الدولية. وقال المتحدث باسم الجيش باراك راز "سيوضع توجيه اللوم في ملفيهما، وسيظهر في كل مناسبة للترقية طوال خدمتهما". والضابطان هما قائد القوات الإسرائيلية في غزة إيلان إيزنبرغ، وقائد كتيبة مشاة هو غيلان مالكا الذي يقود حاليا العمليات العسكرية في الضفة الغربية وبرتبته نفسها العسكرية. وكانت إسرائيل أشارت -في ردها الموجه للأمم المتحدة على تقرير القاضي ريتشارد غولدستون- إلى إجراءات تأديبية ضد اثنين من كبار ضباطها لإطلاقهما قذائف على مجمع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) يوم 15 يناير 2009. وتعليقا على ذلك قالت حركة حماس إن الإعلان الإسرائيلي عن توبيخ الضابطين يمثل خطوة استباقية للإفلات من المحكمة الجنائية الدولية. وقال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم إن "ادعاء العدو الصهيوني معاقبة ضباط صهاينة على جرائمهم في الحرب على غزة، دليل واضح وإدانة واضحة واعتراف رسمي بارتكاب جرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني، وباستخدام الفوسفور الأبيض المحرم دوليا في قتل المدنيين وحرقهم". من جهة أخرى، ذكرت تقارير صحفية أن فتاة أجنبية ساعدت المجهولين الذين اغتالوا القيادي في "حماس"، محمود المبحوح، في إمارة دبي أواخر الشهر الماضي، في الوقت الذي اتهمت الحركة الموساد الإسرائيلي بالعبث بأمن الدول العربية والإسلامية. وزعم تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ونقله موقع الإذاعة الإسرائيلية، أن الفتاة الأجنبية خدعته حتى يفتح باب غرفته الذي اعتاد إغلاقه بإحكام خشية اقتحامه ممن يسعون لاغتياله. وكانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" اتهمت إسرائيل، باغتيال القيادي العسكري في "كتائب عز الدين القسام، في دبي، في الوقت الذي أعلنت شرطة الإمارة عن تعرفها على المشتبه بهم في الجريمة، مشيرة إلى أنهم يحملون جوازات سفر أوروبية. وأضافت الصحيفة الإسرائيلية، أن المبحوح كان يلتزم جانب الحيطة والحذر في تنقلاته بأنحاء العالم، وكان من عادته سدّ أبواب الغرف التي يقيم فيها بقطع الأثاث الثقيلة لمنع اقتحام المكان، إلا أن امرأة، وفي ما يبدو، أقنعت القيادي الحمساوي بارتكاب الخطأ الجسيم الذي أفضى إلى موته. وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن المبحوح كان يعرف تمام المعرفة ضرورة أن يكون شديد الحذر كونه مستهدفا من قبل أجهزة المخابرات الإسرائيلية التي تتهمه بالمسؤولية عن خطف ومقتل جنديين إسرائيليين عام 1988، إضافة إلى اعتباره قناة الاتصال في شراء الأسلحة من إيران، وجهات أخرى وتهريبها إلى قطاع غزة