وصل الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، مساء أمس الاثنين إلى القاهرة، حيث سيلتقي نظيره المصري حسني مبارك صباح اليوم الثلاثاء, حسب ما قال السفير الفلسطيني في مصر بركات الفرا لوكالة فرانس برس.محمود عباس وسولانا بالقاهرة للحديث عن الورقة المصرية للمصالحة الوطنية وتأتي هذه الزيارة في وقت تشهد العلاقات بين مصر وحماس ازمة بعد اتهامات وجهتها القاهرة للحركة ب"التسويف والمماطلة" للتهرب من "مصالحة تاريخية" مع حركة فتح التي يتزعمها عباس. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي إن وثيقة المصالحة التي أعدتها القاهرة والتي وقعتها بالفعل حركة فتح مطروحة "للتوقيع وليس للتفاوض". وحذر من أن مصر لن "تنتظر إلى الأبد" موافقة حماس على هذه الوثيقة. وقالت صحيفة روزاليوسف الحكومية المصرية إن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل "قام بزيارة احيطت بالسرية إلى قطر بين 12 و14 اكتوبر الجاري مؤكدة أن الحركة " بدأت في تغيير موقفها بعد هذه الزيارة". وتابعت الصحيفة انه "يعتقد أن مشعل توجه من الدوحة إلى طهران ثم عاد إلى العاصمة القطرية مرة أخرى". وتفاعلت قضية "وثيقة المصالحة الفلسطينية"، وبلغت حد التوتر بين مصر وحركة حماس، التي قالت إن الوثيقة المقدمة لها ليست الأصلية، بل معدلة بما يتوافق مع حركة فتح، وفي الوقت ذاته أكدت مصر أنها ستواصل جهودها لتحقيق المصالحة. ففي القاهرة، أكد سليمان عواد، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، في تصريحات نقلتها صحف مصرية، أمس الاثنين، أن بلاده لن توقف جهودها من أجل إتمام المصالحة الفلسطينية برغم عمق الانقسامات بين الفصائل والمراوغات والمماطلات. وأضاف "أن مصر لم تفقد الأمل بالنسبة لمسألة المصالحة، وأنها مستمرة في جهودها أيضا مع كل الفصائل من أجل تنقية الأجواء بينها وتوفير المناخ المواتي للتوصل إلى مصالحة حقيقية تتجاوز مرحلة توقيع الورقة المقدمة للفصائل دون المزيد من التحفظات، وبما يؤدي إلى التنفيذ الأمين لما جاء بالورقة المصرية، وبما يمكن أن يحقق المصالحة المرجوة". وقال "إن الرئيس محمد حسني مبارك حرص خلال جولته لعدد من الدول الأوروبية الأخيرة على أن ينقل للدول الأوروبية صورة أمينة لتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، حتى لا تكون متلقية لصورة الأوضاع في المنطقة من الجانب الإسرائيلي وحده"، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا". وأكد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية أنه اتضح لمصر التي تبذل جهداً كبيراً انطلاقاً من حسها القومي، وتعمل بلا أجندات خارجية أن جهودها تدور في حلقة مفرغة نظرا للخلافات بين الفصائل الفلسطينية، وعمق الانقسامات بينها وبين السلطة الفلسطينية، بالإضافة إلي الضغوط التي تمارسها أطراف خارجية علي هذه الفصائل. من جانبها اعتبرت حركة حماس أن هناك من يعطل جهود القاهرة المتعلقة بالمصالحة ويتلاعب بها، في إشارة إلى السلطة الفلسطينية وحركة فتح، مشيرة إلى أن الورقة المصرية "معدلة" وأنها جاءت مستجيبة لشروط "فتح"، بينما تتجاهل ملاحظات الفصائل. وقال المركز الفلسطيني للإعلام، الذراع الإعلامي لحماس في بيان نشر على الإنترنت، "مرة أخرى دخلت جهود تحقيق المصالحة الفلسطينية دوامة المجهول بعد أن نجحت حركة فتح في نيل مرادها بإدخال تعديلات على الورقة المصرية للمصالحة، ومحاولة تسويقها على أنها نسخة نهائية غير قابلة للنقاش ولا التعديل." وأضاف البيان أن مختلف الفصائل الفلسطينية سجلت تحفظاتها على الورقة المصرية "التي جرى تعديلها لتوافق تحفظات حركة فتح" بعد التوافق عليها من أغلب الفصائل؛ بما فيها حركة حماس". وقال المتحدث الرسمي باسم حماس، سامي أبو زهري في تصريح خاصّ ل"المركز الفلسطيني للإعلام"؛ إن ملاحظات الحركة التي سيتم رفعها إلى القاهرة مرتبطةٌ بالورقة المصرية "المعدَّلة" التي تسلَّمتها الحركة أخيرا، لافتا إلى أن هذه الورقة تضمنت نقاطا لم يجر التباحث بشأنها في أي وقت سابق، كما أن هناك نقاطًا جرى الاتفاق عليها وجرى حذفها من هذه الورقة. وأضاف "أما الورقة التي عُرضت علينا سابقًا وأعلنَّا موافقتنا عليها فنحن ملتزمون بها، ولا يوجد أي تغيير في الموقف إزاء ذلك، وملاحظاتنا فقط هي على تعديلات لم يجرِ بحثها على مضمون الورقة التي جرى التوافق عليها مع المسؤولين المصريين." وقال أبو زهري إن حركة حماس لم تضع أية ملاحظات على الورقة المصرية التي عُرضت سابقًا، مشيراُ إلى أن فتح هي التي وضعت ملاحظات على تلك الورقة.