توغلت قوة عسكرية إسرائيلية تضم أربع دبابات وجرافتين شرق رفح في قطاع غزة, صباح أمس الخميس, وقامت بتجريف أراضي المواطنين الفلسطينيين في المنطقة.الأضرار التي خلفتها الغارات الإسرائلية في رفح (أ ف ب) ونقل عن شهود عيان قولهم إن حوالي أربع دبابات وجرافتين توغلت بالقرب من معبر صوفا شرق رفح, مشيرين إلى أن الدبابات تقوم بتجريف أراضي المواطنين في هذه المنطقة. كما شنت طائرات إسرائيلية، فجر أمس الخميس، ثلاث غارات استهدفت أنفاق التهريب على الحدود بين قطاع غزة ومصر، ومبنى في مدينة غزة. وقال مصدر أمني فلسطيني وسكان محليون ليونايتد برس انترناشونال إن طائرات إسرائيلية من طراز (إف 16) أطلقت صاروخين على الأقل تجاه نفقين أسفل الحدود الفلسطينية المصرية جنوب رفح جنوب قطاع غزة، ما أدى إلى حدوث دمار في المكان. وذكر المصدر الأمني أن طواقم الإسعاف والدفاع المدني تقوم منذ ساعات الصباح بأعمال تمشيط وبحث خشية وجود ضحايا تحت الرمال. وأكد جيش الاحتلال الإسرائيلي أن طائرات من سلاح الجو أغارت فجر أمس الخميس، على نفقين لتهريب الوسائل القتالية في جنوب قطاع غزة وعلى مبنى استخدم لإنتاج الوسائل القتالية قرب مدينة غزة. وقال المتحدث باسم الجيش إنه لوحظت إصابة الأهداف بدقة مضيفا أن هذه الغارة جاءت ردا على إطلاق قذيفة صاروخية من القطاع باتجاه النقب الغربي مساء أمس لم توقع خسائر مادية أو بشرية. من جهة أخرى، اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي خمسة فلسطينيين خلال حملة دهم في محيط نابلس في الضفة الغربية فجر الخميس. وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن الاعتقالات استهدفت خمسة (مطلوبين) فلسطينيين جنوب شرق نابلس الليلة الماضية، مبينا أن المعتقلين أحيلوا على الجهات الأمنية المختصة للتحقيق. من جهة أخرى، قالت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأربعاء إنها لن تقبل أي تعديلات من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الورقة المصرية للمصالحة الوطنية. واتهمت فتح في بيان صحفي صدر عن المفوضية العامة للإعلام والثقافة للحركة، حماس بالسعي إلى نسف الحوار الفلسطيني الذي ترعاه مصر. وقالت في بيانها "تعمل حماس على إعادة الحوار إلى نقطة الصفر من خلال حديثها عن تعديلات وتحفظات على الاتفاق الذي بذلت الأطراف الفلسطينية والشقيقة مصر جهوداً استمرت لأكثر من عامين من أجل إنجازه". وحذرت الحركة من محاولات حماس "التي تهدف إلى نسف اتفاق المصالحة"، مضيفة أن حماس "تماطل وتتهرب من أي التزام وتتحدث عن تعديلات وتحفظات في اللحظة الأخيرة بهدف نسف كل ما تم إنجازه في الحوار". وكانت مصر أجلت موعد توقيع المصالحة الوطنية الذي حددته سابقا في الخامس والعشرين من الشهر الجاري إلى أجل غير مسمى في أعقاب إعلان حركة حماس رغبتها في تأجيل الموعد وأن لها تحفظات على الورقة المصرية للمصالحة. وقالت المصادر إن قادة فتح والسلطة يرغبون في أن يوتر تأخير حماس توقيعها على ورقة المصالحة المصرية القاهرة، ويدفعها لتطالب بإعلان موعد الانتخابات وحتى فشل جهودها في المصالحة الفلسطينية، مضيفة أنهم يعولون على الانتخابات لإخراج حماس من المشهد السياسي الفلسطيني. وذكرت مصادر موثوقة أن الرئيس المصري حسني مبارك نبه عباس لعدم التسرع في إعلان أو إصدار مرسوم الانتخابات بانتظار الرد النهائي من حركة حماس على الورقة المصرية للمصالحة الوطنية. وقالت إن مبارك أبدى امتعاضا من سحب تقرير غولدستون من قبل السلطة دون مشاورة مصر، وهو ما دفع حماس لإعلان طلب تأجيل جلسة التوقيع على اتفاق المصالحة. وذكرت المصادر أن توتر العلاقات بين حماس ومصر لم يصل حتى الآن للقطيعة الكاملة وأن الطرفين غير معنيين بقطع العلاقة أو توتيرها أكثر. وقال عباس لرؤساء تحرير الصحف المصرية في القاهرة إنه سيصدر مرسوما في 25 أكتوبر الحالي بتحديد موعد الانتخابات يوم 24 يناير المقبل. وذكر عباس أنه إذا جرى الاتفاق على المصالحة وإنهاء الانقسام "فإننا سنصدر مرسوما بإجراء الانتخابات في الثامن والعشرين من يونيو المقبل" حسب الاقتراح المصري بإرجاء موعد الانتخابات ستة أشهر. وأضاف "إذا لم يجر الاتفاق، فسنجري الانتخابات في الضفة الغربية وقطاع غزة وستكون الانتخابات برعاية عربية وإسلامية ودولية". وقال عباس إن القيادة المصرية تؤيد موقفه, وحمل حماس مسؤولية تعثر المصالحة واتهمها ب"وضع العراقيل واختلاق الذرائع لعدم التوقيع على اتفاق المصالحة". كما دعا عباس إلى موقف عربي من المصالحة, وطالب بإعلان "الطرف المعطل لها". وقال "مطلوب من الجامعة العربية أن تقول رأيها في هذا الموضوع بعد أن أعلنت مصر موقفها بشكل واضح، وبعد أن نفد صبرها".