وقال اوباما في الكونغرس في اول خطاب له عن حال الاتحاد انه "في الوقت الذي نتعهد فيه القتال ضد القاعدة فاننا نترك العراق لشعبه بطريقة مسؤولة". واضاف "لكن لا تخطئوا: الحرب تشارف على الانتهاء وكل القوات ستعود الى البلاد"، مثيرا عاصفة من التصفيق في الكونغرس. واكد الرئيس الاميركي ان كل القوات القتالية الاميركية ستغادر العراق بحلول آب/اغسطس المقبل بعد اكثر من سبع سنوات على الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة في 2003 لهذا البلد واسقاط نظام الرئيس صدام حسين. وقال ان "كل القوات القتالية ستخرج من البلاد قبل نهاية آب/اغسطس"، مؤكدا بذلك المهلة التي سبق وان حددتها ادارته. واضاف "سندعم الحكومة العراقية التي ستجري انتخابات وسنواصل الشراكة مع الشعب العراقي لدعم السلام الاقليمي والازدهار". وكان اوباما قرر تعزيز القوات الاميركية في افغانستان بعد سحب الوحدات من العراق، للتصدي لحركة طالبان وضرب عناصر تنظيم القاعدة الذين يعتقد انهم ينتشرون على طول الحدود مع باكستان. وبشأن افغانستان، اكتفى اوباما بالتأكيد انه "واثق من تحقيق نجاح" في هذا البلد. وينتشر 107 آلاف جندي اميركي حاليا في العراق ونحو سبعين الفا في افغانستان، حيث يفترض ان يصل ثلاثون الف جندي اميركي آخر في الاشهر المقبلة. وكانت القوات القتالية الاميركية انسحبت من المدن والقرى والبلدات العراقية في حزيران/يونيو الماضي على ان تنسحب من هذا البلد بالكامل في آب/اغسطس. وسيتم سحب كل الجنود الاميركيين بنهاية 2011، بموجب معاهدة امنية موقعة بين واشنطن وبغداد. وقال اوباما امام اعضاء الكونغرس الذي التأم بمجلسيه "يجب ان يعرف كل رجالنا ونسائنا العسكريين في العراق وافغانستان وفي جميع انحاء العالم اننا نكن لهم كل الاحترام وممتنون لهم ونقدم لهم دعمنا الكامل". واضاف "وكما انه يجب تأمين كل الموارد اللازمة لهم في الحرب، فاننا جميعا نتحمل مسؤولية دعمهم عندما يعودون الى بلدهم". وقتل اكثر من 4370 جندي اميركي خلال سبع سنوات في العراق منذ ان امر الرئيس الاميركي جورج بوش بغزو هذا البلد بعيد اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001. من جهة اخرى، هدد اوباما ايران وكوريا الشمالية ب"مزيد من العزلة" في حال استمر قادة هذا البلد في "تجاهل واجباتهم" عبر السعي لحيازة السلاح النووي. وقال "حتى عندما نخوض حربين، نواجه ايضا خطرا اكبر على الشعب الاميركي هو تهديد الاسلحة النووية". واضاف ان دبلوماسيته ضد الاسلحة النووية "عززت وضعنا في التعامل مع هذه الامم التي تصر على انتهاك الاتفاقات الدولية في سعيها للحصول على هذه الاسلحة". وتابع "لذلك تواجه كوريا الشمالية الآن عزلة متزايدة وعقوبات اقوى - عقوبات ستعزز بشدة (...) ولهذا السبب الاسرة الدولية اكثر توحدا والجمهورية الاسلامية في ايران اكثر عزلة". واكد انه "على القادة الايرانيين الذين يواصلون تجاهل واجباتهم الا يتوهموا، فهم ايضا يواجهون عواقب متزايدة". وكان اوباما دعا في خطاب في براغ العام الماضي الولاياتالمتحدة، الدولة الوحيدة التي استخدمت اسلحة نووية في الحرب، الى تمهيد الطريق لانهاء اسلحة الدمار الشامل. وتحاول مجموعة الدول الست الكبرى (المانيا والصين والولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا) التفاوض مع طهران، التي لا تزال متهمة بالسعي الى تطوير قدرات نووية عسكرية تحت ستار برنامج مدني. ولم تتخذ المجموعة اي قرار في اجتماعها الاخير في 16 كانون الثاني/يناير في نيويورك. وتسعى الولاياتالمتحدة والدول الاوروبية الاعضاء في مجموعة الست الى فرض عقوبات جديدة على طهران، لكن الصين تبدي ترددا حيال ذلك وتدعو الى مواصلة الحوار. اما كوريا الشمالية، فتطالب باتفاق سلام مع الولاياتالمتحدة لاستئناف المفاوضات حول نزع اسلحتها النووية. ولم تثمر المساعي الدولية لاعادة بيونغ يانغ الى طاولة المفاوضات السداسية لنزع اسلحتها النووية، عن تقدم يذكر. وانسحبت بيونغ يانغ في نيسان/ابريل 2009 من هذه المحادثات قبل شهر من اجرائها تجربة نووية ثانية بعد تجربتها الاولى في 2006. وفرضت الاممالمتحدة في اعقاب ذلك عقوبات على هذه الدولة الشيوعية.