يعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما ، اليوم الجمعة ، خطته لتنفيذ وعده بانهاء الحرب في العراق ؛ ويبدو انه يميل الى سحب الجزء الاكبر من القوات خلال عام ونصف العام. واعلن البيت الابيض ، ان اوباما سيلقي (الجمعة ) خطابا في قاعدة كامب لوغون ، بكارولاينا الشمالية (جنوب شرق) لمشاة البحرية (المارينز). وافادت معلومات صحافية ، لم يتم نفيها رسميا ، ان اوباما يريد ان يعلن من اكبر قاعدة للمارينز، على الساحل الشرقي, كيف يعتزم سحب الجنود الاميركيين من العراق. لكن كل شىء يشير الى ان اوباما بات على وشك انهاء المراجعة التي امر بها للاستراتيجية المتبعة في العراق. وقال نائب الرئيس الاميركي ، جو بايدن ، لشبكة التلفزيون الاميركية «"ان بي سي»، «ننفذ احد التعهدات التي قطعناها خلال حملتنا». وقال مسؤول آخر، طالبا عدم كشف هويته، ان اوباما يميل الى سحب الجزء الاكبر من القوات خلال19 شهرا, بدءا من الآن وحتى نهاية صيف2010 . واضاف «اعتقد اننا نتوجه الى هذا الخيار». وباعلانه عن هذا الانسحاب, ينفذ اوباما ، احد المعارضين النادرين لغزو العراق منذ البداية, احد وعوده الانتخابية ولو بوتيرة ابطأ مما ورد في خطاباته. وكان اوباما اكد ، خلال حملته الانتخابية، ان الجزء الاكبر من القوات القتالية ، ستعاد الى البلاد خلال الاشهر ال16 التي تلي توليه منصبه رسميا. وسينهي بذلك حربا تدخل قريبا سنتها السابعة ، وادت الى انقسام عميق في الرأي العام. ومع الازمة الاقتصادية ، طغت العراق على اهتمامات الاميركيين . ومع انهم يعترفون بتحسن الوضع الامني في هذا البلد, كشف استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة «واشنطن بوست»، وشبكة «ايه بي سي»، ان61 % من الاميركيين يرون ان الحرب، التي كلفتهم مئات المليارات من الدولارات ، وحياة4200 جندي، لا تستحق هذا العناء. كما تشير استطلاعات الرأي الى ان الاميركيين يؤيدون اوباما في مسألة نشر الجنود في افغانستان، الجبهة الاولى في الحرب على التطرف, حسبما يؤكد الرئيس الاميركي الجديد. لكن اوباما سيعمل على الا يؤدي الانسحاب من العراق الى زعزعة بلد يقع في منطقة استراتيجية ونفطية ومجاور لايران. وتشكل مهلة ال19 شهرا في حال تأكيدها, حلا وسط بين مختلف الخيارات، التي عرضها المسؤولون العسكريون على اوباما، والتي تضمنت برامج انسحاب خلال مدد تتراوح بين16 و23 شهرا. وقد صرح الرئيس الاميركي بنفسه امام الكونغرس ، مساء الثلاثاء الماضي، انه سيعلن قراره قريبا. وقال «سنترك العراق لشعبه ، وسننهي هذه الحرب بطريقة مسؤولة». وبذلك سيخفف من الضغوط على القوات المسلحة التي بلغت الحد الاقصى من قدراتها ، بينما قرر ان يرسل الى افغانستان17 الف جندي اضافي. وقال اوباما ايضا ان انسحابا من العراق ، سيسمح له بتحقيق هدفه خفض العجز الميزاني بمقدار النصف، عند انتهاء ولايته الرئاسية في2013 . وينتشر في العراق حاليا اكثر من140 الف جندي اميركي. من ناحية أخرى صرح وزير الخارجية التركي، علي باباجان، في مؤتمر بإسطنبول , بأن بلاده على استعداد لمناقشة أي طلب من الولاياتالمتحدة لمساعدتها في سحب قواتها من العراق، وقال "سنكون سعداء لتوسيع دعمنا والمساعدة في هذه القضية". يشار إلى أن قاعدة إنجرليك الجوية التركية، جنوب البلاد، استخدمت لنقل القوات والمعدات الأميركية للعراق وأفغانستان، لهذا فإن القوات الأميركية يمكن أن تغادر العراق عبر معبر هابور الحدودي بين تركيا والعراق، ومنه تنتقل إلى قاعدة إنجرليك. ومن جهة ثانية، صرح المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية ، محمد العسكري، بأن الحكومة كانت تأمل أن يتم الانسحاب وفق الجدول الزمني الذي حددته الاتفاقية الأمنية مع واشنطن، لكنه أكد أنه إذا قرر أوباما سحب القوات الأميركية خلال 19 شهراً بالاتفاق مع الحكومة العراقية، فإن العراق سيسرع استعداداته ليكون جاهزاً بحلول ذلك الوقت. وأكد العسكري ضرورة أن تتفق الحكومتان الأميركية والعراقية على موعد الانسحاب، كي يتاح الوقت أمام العراق -حسب قوله- لتزويد قوات الأمن العراقية بالعتاد، معتبراً أن جاهزية العراق تتوقف على هذا الأمر. يشار إلى أن مساعي أوباما لسحب القوات الأميركية من العراق، تتماشى مع رغبته في توفير هذه القوات لإرسالها في المقابل إلى أفغانستان التي يخطط لنشر نحو 17 ألف جندي إضافي فيها، إلى جانب ال38 ألفاً الموجودين حالياً.