يامل الرئيس الامريكي ، باراك اوباما ، ان تؤدي استراتيجيته الجديدة في افغانستان، الى النجاح نفسه الذي حققته الولاياتالمتحدة في العراق ، من حيث التعاون مع المتشددين , الا ان الرئيس نفسه حذر من ان هذه المهمة ستكون اصعب. وقال خبراء ان التحدي الاميركي الرئيسي لن يكون قتال «القاعدة» مباشرة ، كما حدث في العراق ، بل تعزيز الامن والتنمية - واثناء ذلك تقوية الحكومة الافغانية التي هي بحاجة شديدة للمصداقية. ولألافغانستان تاريخ في قتال الغزاة من البريطانيين الى السوفيات, كما ان حكومة كابول، المدعومة من الولاياتالمتحدة ، ليس لديها اي نفوذ في انحاء البلاد التي تشتهر بجغرافيتها الوعرة. وبدأ العنف في الانخفاض بالعراق ، عندما تحالف وجهاء القبائل السنية عام 2007 مع القوات الاميركية ضد متطرفي «القاعدة», في الوقت الذي تدفق مزيد من القوات الاميركية على العراق في عهد ادارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش. واشاد اوباما, الذي امر بارسال17 الف جندي اميركي الى افغانستان حتى قبل الكشف عن استراتيجيته الجديدة, بقائد الجيش ديفيد بترايوس، لانه «»مد يده الى الناس الذين كنا نعتبرهم اصوليين اسلاميين»». وصرح اوباما مؤخرا لصحيفة «نيويورك تايمز»، «»قد تكون هناك فرص مماثلة في افغانستان, والمناطق الباكستانية. الا ان الوضع في افغانستان اكثر تعقيدا»». وحذر سعيد جواد، سفير افغانستان الى الولاياتالمتحدة ، من ان «»افغانستان ليست العراق»» ، وحث فريق اوباما على السماح لسلطات كابول بتولي اجراء اية محادثات مع «طالبان». وقال ان «طالبان» و«القاعدةش لهم جذور اعمق في افغانستان. وكانت الولاياتالمتحدة قادت غزوا اطاح بحكومة «طالبان» الاسلامية المتشددة ، عام2001 ، بعد هجمات11 شتنبر، على الولاياتالمتحدة. وبعد ثلاثين عاما من الحروب، لم يعد في افغانستان الا عدد قليل من زعماء القبائل الذين يشبهون نظرءاهم في المحافظات السنية العراقية مثل الانبار. وبدلا من ذلك ، فان افغانستان مليئة «»بامراء الحرب ومهربي المخدرات»», حسب جواد. واضاف ان «»تسليحهم سيكون له عواقب خطيرة على استقرار افغانستان والمنطقة»». وقال خبراء انه على عكس العراق, فقد اكتسب المسلحون موضع قدم في افغانستان نتيجة لغياب القوات المتحدة الجنسية اكثر مما هو نتيجة لوجودها. وقال جون ديمبسي, الخبير في معهد الولاياتالمتحدة للسلام ، ومقره كابول، ان «طالبان» عرضت تطبيق العدالة السريعة لشعب ضاق ذرعا بحالة انعدام القانون. واكد ديمبسي «»لو كنت في ادارة اوباما لكان تركيزي ليس على اطلاق +صحوة الافغان+ كما حدث في محافظة الانبار، ولكن اقناع المجتمعات المحلية بان الدولة لديها ما تقدمه لهم»». وحذر الميجور جنرال ، ريك اولسون, قائد العمليات السابق لقوات التحالف في افغانستان, من ان ارسال مزيد من القوات ، لن يجلب الاستقرار الى شعب اكثر قروية وتباعدا جغرافيا من الشعب العراقي»». وكتب اولسون ، في مجلة «»كريستيان ساينس مونيتور»»، ان «»الظروف التي مكنت من تحقيق النجاح في العراق ، غير موجودة في افغانستان»». وقال اولسون ان الولاياتالمتحدة تحتاج الى اسلوب يطبق «»قرية بقرية وقبيلة وبقبيلة في افغانستان ، تضم كل شيء، من القروض الصغيرة الى العمليات العسكرية الدقيقة»». ونشر مركز التقدم الاميركي «»سنتر فور اميركان بروغرس»» الفكري ، الذي يضم عددا من المفكرين المقربين من حزب اوباما الديموقراطي, دراسة تدعو الى اتباع نهج جديد في الولاياتالمتحدة يربط بين مكافحة التمرد وعمليات التنمية. واكدت الدراسة ان على القوات الاميركية ان تدعم التنمية في المناطق التي تفرض عليها السيطرة، وتظهر نفوذ الحكومة المركزية. وقال باتريك كرونين، مدير معهد الدراسات القومية الاستراتيجية ، الذي شارك في اجراء الدراسة ، ان الولاياتالمتحدة تحتاج الى تدريب السلطات الافغانية بشكل مستمر ، ومنحها المسؤولية. ويقول بعض المحللين ان زعماء القبائل العراقية دعموا القوات الاميركية بعد ان اصبح واضحا انها لا تنوي البقاء في بلادهم. وقال كرونين «»البعض يقولون ان افغانستان هي مقبرة الامبراطوريات ، لكن ذلك لا يؤثر علي سلبا ، لان الولاياتالمتحدة يجب الا تطمح الى ان تكون امبراطورية»».