بدأ المبعوث الامريكي الخاص بالسلام في الشرق الاوسط جورج ميتشل امس الخميس احدث جولاته المكوكية بين الاسرائيليين والفلسطينيين بعقد لقاء مع وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك. وتأتي زيارة جورج ميتشل كجزء من الجهود الامريكية المتعثرة لدفع الاطراف للعودة الى طاولة المفاوضات بعد انهيارها العام الماضي قبل الانتخابات الاسرائيلية في شباط (فبراير) الماضي التي شهدت عودة حزب الليكود المتشدد الى السلطة. وقال بيان مقتضب صادر عن مكتب باراك ان الاجتماع الذي دام ساعتين ركز على الخطوات الضرورية لتحريك عملية السلام. كما ناقش الجانبان الخطوات التي اتخذتها اسرائيل في مسعى لتسهيل استئناف محادثات السلام. وتتزامن جولة ميتشل في الوقت الذي ساد فيه خلاف جديد بين الجانبين بشأن ما اذا كان يجب السماح لاسرائيل بالاحتفاظ بوجود عسكري في شرق الضفة الغربية بطول الحدود مع الاردن بعد اقامة دولة فلسطينية. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو امام صحافيين اجانب مساء الاربعاء ان اسرائيل يجب ان تحتفظ بوجود عسكري على طول الحدود الاردنية في غور الاردن لمنع تهريب الاسلحة الى دولة فلسطينية مجاورة من المتصور اقامتها في المستقبل . ورفض مسؤولون فلسطينيون امس الخميس ذلك الطلب. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان شرط نتنياهو يثير الشكوك حول استعداد اسرائيل لاقامة السلام. وقال عريقات في بيان ارسل للصحافيين ان نتنياهو انه لا لتجميد الاستيطان ولا لتقسيم القدس ولا لحدود عام 1967 ولا لحقوق اللاجئين الفلسطينيين. ويريد حاليا الاحتفاظ بغور الاردن. ودعا عريقات المجتمع الدولي الى الضغط على اسرائيل لقبول تجميد شامل لبناء المستوطنات في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية. واشترط الفلسطينيون تجميد بناء المستوطنات لانعاش المفاوضات مع حكومة نتنياهو. ونفى عريقات تقارير ذكرت ان السلطة الفلسطينية طلبت من الولاياتالمتحدة التفاوض نيابة عنها بشأن حدود دولة فلسطينية. وقال لاذاعة 'صوت فلسطين' هذا الامر ليس صحيحا. واصدر نبيل ابو ردينة الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية بيانا رفض فيه اي وجود اسرائيلي داخل حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية. كما اختار نتنياهو شن الهجوم على اللاجئين السودانيين الذين، وفق اقواله، يقومون بعبور الحدود المصرية والدخول الى الدولة العبرية، متهما اياهم بانّهم يريدون تحويل اسرائيل الى دولة عالم ثالث، وزعم انّ الهجرة غير الشرعية لاسرائيل نابعة من نجاح الاقتصاد الاسرائيلي، حيث تحولت الدولة، على حد تعبيره، 'الى الدولة الوحيدة في العالم، التي يمكن لسكان دول العالم الثالث الدخول اليها مشيا على الاقدام، واستمرار قدوم اللاجئين يهدد امننا القومي ويهدد ايضا كوننا دولة يهودية وديمقراطية'. وكشف نتنياهو النقاب عن انّ الحكومة الاسرائيلية بصدد بناء جدار على الحدود المصرية الاسرائيلية لمنع تدفق اللاجئين، وزاد انّ الحكومة ستقوم بسن القوانين المتشددة في هذه القضية وستعمل على تطبيقها بشكل مكثف. علاوة على ذلك، اشاد نتنياهو بالجهود التي بذلها ويبذلها الرئيس المصري حسني مبارك وحكومته لوقف تهريب الاسلحة الى غزة، ولكنّه اكد على انّه يرى تهريبا للاسلحة بكميات كبيرة من سيناء الى المقاومة في قطاع غزة.