اصرت القيادة الفلسطينية الاربعاء على رفضها استئناف المفاوضات مع حكومة بنيامين نتنياهو قبل اعلانها وقف الاستيطان في الاراضي المحتلة بما فيها مدينة القدسالشرقية، واستئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها في عهد الحكومة الاسرائيلية السابقة برئاسة ايهود اولمرت. واكد رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات الاربعاء خلال لقاء مسؤولين امريكيين على ضرورة وقف النشاطات الاستيطانية الاسرائيلية تمهيدا للعودة للمفاوضات. والتقى عريقات الاربعاء مع عضو الكونغرس الامريكي عن ولاية فلوريدا الكي هيستينجز، يرافقه القنصل الامريكي العام دانيال روبنشتاين وعدد من المساعدين، حيث اطلعهم على آخر التطورات الحاصلة على الساحتين السياسية والميدانية، خاصة تلك المتعلقة باستمرار النشاطات الاستيطانية وفرض الحقائق على الارض وخاصة في مدينة القدسالشرقية وما حولها . واكد عريقات ان الممارسات الاسرائيلية والتصريحات التي تطلقها الحكومة الاسرائيلية حول رفضها التفاوض على القدس، تعني فعليا تدمير عملية السلام والقضاء على مبدأ تحقيق الدولتين. وشدد عريقات على ان وقف النشاطات الاستيطانية ووقف فرض الحقائق في القدس واستئناف المفاوضات عند النقطة التي توقفت عندها في كانون الأول (ديسمبر) 2008، ليست شروطا فلسطينية وانما التزامات ترتبت على اسرائيل من المرحلة الاولى من خارطة الطريق، وانها المدخل الاساسي لإعطاء فرصة لعملية السلام. على نفس الصعيد اجرى عريقات اتصالات مع نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر سلطانوف والمبعوث الاوروبي لعملية السلام مارك اوت، والتقى ايضا مع القنصل البريطاني العام ريتشارد مكبيس وقنصل فرنسا العام فريدريك ديساغنيوس كل على حدة، حيث طالبهم بوجوب الزام الحكومة الاسرائيلية بتنفيذ ما عليها من التزامات وخاصة وقف النشاطات الاستيطانية بما يشمل القدس واستئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها في كانون الاول (ديسمبر) 2008. من جهته اعلن الدكتور نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الاربعاء ان الموقف الفلسطيني واضح وثابت 'ينص على رفض الذهاب لمفاوضات جديدة مع اسرائيل دون وقف كامل للاستيطان، ودون مرجعية دولية واضحة'. واكد شعث للاذاعة الفلسطينية الرسمية على ضرورة ان يجري استئناف هذه المفاوضات من النقطة التي انتهت عندها في عهد الحكومة الاسرائيلية السابقة برئاسة ايهود اولمرت، مضيفا انه سوى ذلك 'لا عودة فلسطينية للمفاوضات مطلقا'. وتابع 'نؤكد ان الضغوط علينا لاستئناف المفاوضات لن تجدي شيئا لانه من الواضح ان المفاوضات في ظل الموقفين الامريكي والاسرائيلي الحاليين لا تفيد الا الحكومة الاسرائيلية وتوفر غطاء للاستيطان وتهويد القدس فقط'. وجاء لقاء عريقات مع القنصل الامريكي في القدس وتصريحات شعث الاربعاء عشية وصول الجنرال الامريكي جيمس جونز مستشار الامن القومي في البيت الابيض الى الاراضي الفلسطينية اليوم الخميس تتبعها زيارة لجورج ميتشل، المبعوث الامريكي الخاص لعملية السلام في الشرق الاوسط خلال الايام القادمة ضمن مساع امريكية جديدة لدفع عملية السلام. وذكرت مصادر متعددة ان ميتشل يحمل معه افكارا امريكية جديدة لاستئناف محادثات السلام الاسرائيلية الفلسطينية تتضمن 'رسالة' ضمانات امريكية حول الهدف من المفاوضات وهو السعي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة خلال عامين.