حذرت اوساط فلسطينية رسمية من وقوع كارثة انسانية داخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين نتيجة افلاس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الاونروا) بسبب حجب اموال الدول المانحة عنها نتيجة ضغوط يمارسها اللوبي اليهودي وجماعات ضغط في الكونغرس الامريكي لوقف عمل الوكالة. وتعاني وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أزمة مالية خانقة يتوقع أن تستمر حتى منتصف العام المقبل. ويتوقع ألا تتمكن من سداد مرتبات نحو 30 ألف فلسطيني يعملون لديها في كانون الأول (ديسمبر) الجاري. واعلن عدنان ابو حسنة المستشار الاعلامي ل 'الاونروا' الاربعاء بأن 'هناك عجزا غير مسبوق في موزانة 'الاونروا' وميزانيتها وصلت الآن الى الصفر لاول مرة منذ انشائها قبل 60 عاما'. وحذر ابو حسنة من انه 'في حال استمرار هذا العجز وعدم زيادة المانحين تبرعاتهم الى الاونروا، فسوف يهدد بتقليص بعض البرامج التي تقدمها 'الاونروا' للاجئين في منطقة الشرق الاوسط وليس فقط في غزة والضفة الغربية'. وردا على افلاس 'الأونروا' حذر الدكتور زكريا الاغا رئيس دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية الاربعاء من وجود مؤامرة تحاك على وكالة الغوث لإنهاء عملها. واتهم الاغا اللوبي اليهودي وبعض الجماعات الضاغطة في الكونغرس الأمريكي بالسعي لانهاء وكالة الغوث ونقل صلاحياتها إلى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وللدول المضيفة، معرباً عن خشيته بان تكون الأزمة المالية التي تعاني منها الأونروا جزءاً من هذه المؤامرة. وحذرت دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية من وقوع كارثة إنسانية داخل المخيمات الفلسطينية في ظل استمرار الأزمة المالية التي تعاني منها 'الأونروا' نتيجة نقص المساعدات المالية المقدمة لها من الدول المانحة وتراجع العديد من الدول الممولة ل 'الأونروا' من الوفاء بالتزاماتها المالية لتغطية العجز المالي الذي تعاني منه 'الأونروا' بسبب الأزمة المالية العالمية. وأكد الأغا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون اللاجئين، أن عدم تجاوب المجتمع الدولي والدول المانحة لنداءات المفوض العام ل'الأونروا' لسد العجز المالي سيكون له تأثير سلبي على طبيعة الخدمات التي تقدمها 'الأونروا' للاجئين الفلسطينيين وبالتالي على حياة اللاجئين الفلسطينيين داخل المخيمات. وأضاف الأغا في بيان صحافي أن تفاقم الأزمة المالية بهذا الحد ووصول ميزانية 'الأونروا' إلى صفر في بداية العام الجديد يعتبر مؤشراً خطيراً على الوضع الذي تمر به 'الأونروا' كمؤسسة دولية ترعى 4.7 مليون لاجئ فلسطيني يعتمدون بشكل أساسي على الخدمات التي تقدمها، مشدداً على ان هذا الوضع الخطير ينذر بكارثة إنسانية داخل المخيمات الفلسطينية إذا لجأت 'الأونروا' إلى تقليص خدماتها التي تقدمها للاجئين أو أوقفت العمل ببعض برامجها. وأشار إلى ان دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية تتابع باهتمام كبير تفاقم الأزمة المالية ل 'الأونروا' جراء العجز المالي الذي تعاني منه، مشيرا إلى أن هذا الموضوع بات خطيراً وبات مصدر قلق وتخوف لدى اللاجئين الفلسطينيين داخل المخيمات التي ترتفع فيها نسبة الفقر والبطالة إلى أكثر من 75 'مع تصاعد الحديث حول توجه 'الأونروا' نجو تقليص الخدمات المقدمة للاجئين الفلسطينيين. ورفض د. الآغا لجوء 'الأونروا' إلى تقليص خدماتها أو تجميد العمل ببعض برامجها محملاً المجتمع الدولي مسؤولية الأزمة المالية التي تعاني منها 'الأونروا'، مطالباً إياه بالتدخل لمعالجتها. وقال ان معالجة الأزمة لا تأتي من خلال تقليص الأونروا للخدمات المقدمة للاجئين بل من خلال حث الدول المانحة والممولة على الوفاء بالتزاماتها المالية لدعم ميزانية 'الأونروا' وتلبية احتياجات اللاجئين، مؤكدا على ضرورة استمرار عمل الأونروا في تقديم خدماتها لحين حل قضية اللاجئين حلاً عادلاً وشاملاً طبقاً للقرار 194، وهذا الحل هو مسؤولية المجتمع الدولي بأسره الذي أهمل القضية الفلسطينية لما يزيد عن 60 عاماً دون حل طبقاً لقرارات الشرعية الدولية. وطالب د. الأغا الدول المانحة والممولة بالوفاء بتعهداتها والتزاماتها المالية وحثها على تقديم المزيد من الدعم ل'الأونروا' لتقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين في المخيمات والقيام بالمهام المناطة بها باعتبارها الجهة الدولية الوحيدة المعنية بإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بتفويض من هيئة الأممالمتحدة التي فوضتها بتلك الصلاحيات عبر قرارها 302 الصادر عنها عام 1949. وأكد الاغا أن دائرة شؤون اللاجئين ستجري اتصالات مع الدول العربية عبر جامعة الدول العربية لحثها على دعم ميزانية الأونروا ورفع قيمة مساهمتها المالية إلى 7.6' من قيمة موازنة 'الأونروا' بدلاً من 1' حسب قرارات الجامعة العربية بهذا الشأن، مشددا على ضرورة استمرار التنسيق مع 'الأونروا' والدول العربية المضيفة في شتى المجالات التي تخدم اللاجئين الفلسطينيين ومواجهة التحديات التي تواجه 'الأونروا' واللاجئين الفلسطينيين في ظل التطورات والمستجدات السياسية على الساحة الإقليمية وحملة العداء التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية ضد 'الأونروا' ومطالبتها بإنهاء دورها. وقال أبو حسنة ان نفقات مناطق العمليات الخمس التي تعمل فيها الوكالة وهي الضفة الغربية وقطاع غزة وسورية ولبنان والأردن تبلغ 600 مليون دولار سنويا، 'بالإضافة إلى المصروفات الطارئة كترميم مقار الوكالة ودفع مساعدات ل800 ألف شخص في غزة مما يُضعف من رصيد الميزانية'.