لم يجد الصحفيون المغاربة سوى اللجوء الى الملك لرفع ما يعتبرونه ظلما الحقه بهم القائمون على تدبير الشأن الصحفي طوال الشهور الماضية تمثل باحكام يصفونها بالقاسية تراوحت بين السجن النافذ واغلاق صحف مرورا بالسجن موقوف التنفيذ والغرامات المالية الباهظة. واذا كان لجوء الصحفيين الى الملك "لرفع" الظلم عنهم فإن هذا اللجوء تعبير عن فقدان الصحافة الثقة في المؤسسات الرسمية الاخرى القائمة من حكومة وبرلمان احزاب التي اكتفت بدور المتفرج على ما عانته الصحافة خلال هذه الشهور. ادريس شحتان مدير اسبوعية "المشعل" حامل في سجنه رقم رقم 50009 لم ينتظر حلول عيد الاضحى وما يتردد عن صدور عفو ملكي عن الصحفيين ليرسل استعطافا مفتوحا للملك لعفو عنه. ويمضي شحتان في السجن سنة نافذة منذ منتصف تشرين الاول/اكتوبر الماضي بعد ان ادانته محكمة ابتدائية بالرباط اصدرته بتهمة نشر خبر كاذب بسوء نية على خلفية تقارير نشرتها الاسبوعية نهاية اب/ اغسطس حول فيروس بروتا الذي قالت تقارير القصر الملكي ان العاهل المغربي اصيب به وفيما بعد ايدت محكمة الاستئناف الحكم الابتدائي. ويقول ادريس شحتان في استعطاف نشر الاربعاء، بموقع هسبريس :"بعد رفع آيات إخلاصي اسمحوا لي، نصركم الله وسدد خطاكم، أن ألوذ بالسدة العالية بالله، طالبا الحظوة بوارف عنايتكم والظفر بسابغ عطفكم، مودعا رهن نظركم الحصيف، مظلومية أراها بإذن الله مرفوعة وأنتم الملك العادل الذي لا يظلم نده أحد " . ويضيف شحتان "اسمحوا لي، عاهلنا المفدى، أن أشكو لجلالتكم معاناتي، فكيف يزج بإنسان بريء في غياهب السجن وبأحكام قاسية في قضية أسيء فهمها، فليس من شيمي وأخلاقي أن أسيء إلى جلالتكم، فجلالتكم يحظى مني بكل التقدير والاحترام وكذا التشريف، وهذا واجب أعتز به وقد اعترفت بذلك في محاضر الشرطة القضائية وأثناء الاستنطاقات التي خضعت لها أواخر شهر رمضان الأبرك الأخير ". ويخاطب الملك بالقول " إنني يا جلالة الملك وأنا أتطلع الى كريم عنايتكم وسامي التفاتتكم للمظلومين، أغتنم فرصة حلول عيد الأضحى المبارك، أدخله الله عليكم باليمن والسعادة وعلى باقي أفراد العائلة الملكية، لأطلب من جلالتكم إعطاء أوامركم المطاعة حتى يتم الإفراج عني، وأخبركم يا مولاي أن لدي طفلة لا تتجاوز بعد ربيعها الثاني وهناك أيضا أزيد من عشرين عائلة مصدر رزقها الوحيد هو هذا المنبر، الذي يقبع مديره الآن في السجن، فكلنا يا جلالة الملك معرضون للتشرد، ولا ننتظر سوى عطفكم ورضاكم، حيث أطلب منكم العفو والمعذرة." ومن المقرر ان تنظم هيئة تحرير أسبوعية "المشعل" بتنسيق مع هيئة الدفاع امس الاربعاء بمدينة الدارالبيضاء ندوة صحفية لتسليط الضوء على آخر التطورات المرتبطة بمنع الجريدة من الصدور، وعن الخطوات المقررة اتخاذها على ضوء هذه المستجدات. وقرر النائب العام بالمحكمة الابتدائية بالدارالبيضاء، مساء الجمعة 13 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري توقيف نشر أسبوعية "المشعل"، كون مدير نشرها السابق "إدريس شحتان" يقبع في السجن، وبالتالي فإنه لا يمكنه أن يكون قادرا قانونيا على تحمل مسؤولية ما تنشره الصحيفة. ووجه الصحفي حسن العلوي مدير مجلة ايكونومي وانتروبريز الصادرة بالدارالبيضاء نداء للملك لتدخل من اجل انقاذ مجلته بعد قرار المحكمة بالدارالبيضاء تنفيذ حكم صدر ضده بالغرامة 6 ملايين درهما (850 الف دولار) لصالح شركة تابعة للاملاك المخزنية وقررت المحكمة مصادرة ممتلكات الاسبوعية وبيعها بالمزاد العلني لتسديد جزءا من الغرامة. وكان الصحفي توفيق بوعشرين مدير يومية "اخبار اليوم" قد بعث برسالة اعتذار مفتوحة الى الامير مولاي اسماعيل ابن عم الملك عن كاريكاتير نشرته اليومية في ايلول/سبتمبر الماضي بمناسبة زفاف الامير اعتبرته السلطات مسيئا للعلم المغربي واعتبره الامير ان الرسم يسيء له. ولم يساعد اعتذار بوعشرين للامير الذي بعثه ونشره قبل بت المحكمة بالتهم الموجهة اليه والى خالد كدار رسام الكاريكاتير عى اصدار حكم مخفف اذ قررت المحكمة ادانتهما وقضت باريع سنوات سجنا موقوفة التنفيذ بحق كل منهما وغرامة 200 الف درهما مع تعويض للامير ب3 ملايين درهما. وتتحدت تقارير صحفية ان اتصالات مكثفة تجري بين نقابة الصحفيين المغاربة وفيدرالية ناشري الصحف من جهة و"المراجع العليا" من جهة اخرى لاستصدار عفو ملكي بمناسبة عيد الاضحى عن الصحافيين الذين تابعتهم السلطات وادانتهم المحاكم.