الظلام موجود منذ الأزل، وشعاع النور سيبقى إلى الأبد، ما يثير عواطفي، بل ما يستفزني في أيامنا هذه هو أن الكل أضحى يلعن الظلام، بل أصبحنا نعايش خبراء في هدا المجال. لعنة الظلام أصبحت كقهوة الصباح، لا يمكن الاستغناء عنها و لو إلى حين، الكل يشير إلى الاعوجاج، الكل ينتقد الفساد و المفسدين، حتى أولائك المفسدين يلعنون الظلام، وهم بدورهم يلعنون من طرف اللاعنين، الجميع يجري المقارنات بالرغم من وجود الفارق. من ابسط و أسهل الممارسات لعن الظلام، لدى نجد الكل يمارس مثل هده الطقوس المبتذلة، الأستاذ، الطالب، التاجر، ماسح الأحذية و حتى المتسول كذالك ، الجميع يتفنن في الهواية الجديدة، أينما وليت وجهك فتم من يسب الزمان و المكان ويرتل العيوب ترتيلا، لكن العيب كل العيب فينا، وما لزماننا عيب سوانا. مهما يكن من أمر، فاللاعنون أو بالأحرى اللعانون يملئون الأزقة و الطرقات، تجدهم في الأماكن العامة و الخاصة، ومن لا يحدو حدوهم قليلون، هم المستهدفون و هم المعول عليهم. من لم يلعن الظلام فقد خطى خطوة أولى، يتوجب عليه أن يتبعها بأخرى، خطوة أولى حين انسلخ بجلده من جماعة القوالين و اللعانين، والخطوة الثانية حين يقرر أن يشعل شمعة عوض أن يلعن الظلام، أن تشعل شمعة يعني أن تحتفظ ببصيص الأمل، أن تشعل شمعة يعني أن تولد خيطا من النور يغنيك عن لعن الظلام بل و يكفيك لتبديده إلى الأبد. حين تشعل الشمعة، يمكنك أن ترسم الخطى، يمكنك أن تراوغ المسار، يمكنك أن تواصل قويا بكل ما تملك من آلام، بكل ما تحمل من أمال، و بكل الحب الذي يجعلك أقوى و أقوى. لقد اخترت أن أشعل شمعة عوض أن أبيت و أنا العن الظلام، [email protected]