فيما اكدت مصادر اسرائيلية وفلسطينية شروع سلطات الاحتلال الاسرائيلي باقامة 14 الف وحدة استيطانية جديدة على اراضي قرية الولجة جنوب مدينة القدس واصلت جرافات الاحتلال الاثنين مسلسل هدم منازل المواطنين في المدينة المقدسة بحجة البناء غير المرخص. وهدمت جرافات الاحتلال الاسرائيلي الاثنين منزلين في حي الثوري جنوب البلدة القديمة من القدس، فيما تضرر منزل ثالث خلال عملية الهدم التي تسببت في تشريد اكثر من 30 مواطنا يسكنون تلك المنازل. واكدت وحدة البحث والتوثيق في مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية 'ان المنزل الاول يعود للمواطنة المسنة سهام احمد الشويكي ابو حلب ويقطنه 14 نفرا وتبلغ مساحته الاجمالية 70 مترا مربعا'. وافاد البيان ان قوات كبيرة من الشرطة وطواقم الهدم التابعة لبلدية الاحتلال في القدس ارغمت افراد العائلة على الخروج من المنزل بالقوة، قبل ان تلقي باثاث المنزل في العراء. وفي وقت لاحق افاد شهود عيان بان جرافات وآليات بلدية الاحتلال في القدس هدمت مبنى سكنيا تابعا لعائلة القواسمي في حي الثوري سلوان. ويؤوي المبنى 20 مواطنا غالبيتهم من الاطفال، تم اخراجهم بالقوة من المنزل دون تمكينهم من اخذ احتياجاتهم الشخصية، وتم القاؤهم في الشارع في طقسٍ شديد البرودة. هذا وتضرر منزل ثالث يعود للمواطن ناصر الشويكي نتيجة عملية الهدم بالنظر الى تلاصق البيوت الثلاثة بعضها ببعض. وقالت وحدة البحث والتوثيق في مركز القدس ان هذه هي ثالث عملية هدم لمنازل مواطنين في القدسالمحتلة في غضون الساعات الاربع والعشرين الماضية، بعد ارغام البلدية الاسرائيلية المواطن موسى سليمان مشاهرة من حي الصلعة في جبل المكبر الاحد بهدم منزله بيديه والبالغة مساحته نحو 50 مترا مربعا، ويؤوي اسرة مكونة من 6 انفار. وعلى نفس الصعيد اشار تقرير صادر عن دائرة العلاقات الدولية في منظمة التحرير الى ان تشرين الاول (اكتوبر) الماضي شهد تصعيدا خطيرا في اعتداءات المتطرفين اليهود داخل القدس وفي المسجد الاقصى لفرض امر واقع جديد فيه، مدعومين ومحميين من قبل شرطة الاحتلال التي لاحقت جموع المصلين وطلبة المدارس المحتجين على تلك الاعمال واعتقلت العشرات منهم. واشار التقرير الى ان الاحتلال هدم 10 منازل فلسطينية في القدس خلال الشهر الماضي بذريعة البناء غير المرخص مشردا بذلك نحو 100 مواطن نصفهم من الاطفال . وخلال استعراضها للانتهاكات والممارسات العدوانية التي نفذها جيش الاحتلال والمستوطنون في الاراضي الفلسطينية المحتلة خلال تشرين الاول (اكتوبر) الماضي، اشارت دائرة العلاقات الدولية في منظمة التحرير الى تصاعد الاجراءات الاسرائيلية وحملات المداهمة والاعتقال في مدينة القدس وملاحقة طلبة الجامعات والمدارس، المحتجين على محاولات المتطرفين اليهود لدخول الاقصى وتدنيسه، واستخدم الاحتلال القوة في قمع المدافعين عن المسجد الاقصى في وجه التهويد الرسمي الممارس من قبل سلطات الاحتلال، فيما صعد من اجراءاته التعسفية على الحواجز العسكرية التي تحاصر المدينة بغية اعاقة دخول وخروج المقدسيين. واضاف تقرير دائرة العلاقات الدولية في منظمة التحرير ان المتطرفين اليهود قاموا بعديد المحاولات لاقتحام المسجد الاقصى المبارك بغية اجراء طقوس دينية تلمودية فيه، في محاولة منهم للسيطرة عليه وتقسيمه واقامة الهيكل المزعوم على انقاضه، الا ان تصدي المواطنين الفلسطينيين لهم احبط تلك المحاولات المدعومة من شرطة وجيش الاحتلال. وفيما تتواصل الاعتداءات الاسرائيلية على القدس بشرا وحجرا كشفت منظمة حقوقية عن بدء تنفيذ المخطط الاستيطاني الجديد لبناء 14 الف وحدة سكنية في منطقة الولجة جنوب مدينة القدسالمحتلة. وقالت مؤسسة 'بتسيلم' الاسرائيلية 'ان شخصيات وجهات متطرفة قريبة من جمعيات استيطانية في الشق الشرقي من مدينة القدس تقف وراء هذا المخطط'. واشارت المنظمة الى انه من المقرر بناء المستوطنة الجديدة والتي ستحمل اسم 'جفعات ياعيل' جنوب غرب القدسالمحتلة، فوق اراضي قرية الولجة داخل مساحة البناء بالقرية شرق مسار الجدار الفاصل. واوضحت المنظمة ان المخطط الاسرائيلي يتضمن بناء حوالي 14 الف شقة لصالح 45 الف مستوطن، وهو ما يعنى مصادرة المزيد من الاراضي الفلسطينية. وحذَّرت المؤسسة الحقوقية من ان اقامة تلك المستوطنة يعدّ انتهاكا للقانون الانساني الدولي، الذي يحظر على الدولة المحتلة نقل سكانها الى المنطقة المحتلة، واجراء تغييرات على ارض الواقع. وصرح رئيس 'الهيئة الاسلامية العليا في مدينة القدسالمحتلة' الشيخ عكرمة صبري ان سلطات الاحتلال تقوم بعملية تهويد مكثفة في جميع انحاء مدينة القدس هي الاخطر منذ احتلال المدينة، مشيرا الى ان عملية التهويد ليست عشوائية وانما هي جزءٌ من سياسة مبرمجة ومخطط لها، ومعلن عنها من قِبَل سلطات الاحتلال. واضاف صبري في تصريحات صحافية الاثنين: 'انه في مقابل عملية التهويد لا نجد مع الاسف ردودا عربية واسلامية لاحباط هذه المحاولات والمخططات التهويدية، ولم يضع العرب والمسلمون اي استراتيجية للحفاظ على مدينة القدس وتراثها وآثارها وحضارتها'، مؤكدا ان عدم وجود تحرك فعلي عربي واسلامي هو الذي يشجِّع سلطات الاحتلال على المضي قدما في تنفيذ مخططاته واجراءاته التهويدية للقدس. واضاف: 'نحن نحمِّل الانظمة العربية والاسلامية مسؤولية ما يحدث بحق هذه المدينة الاسيرة الحزينة المنسية، فنحن لم نشعر بان هناك دعما لمدينة القدس على ارض الواقع، ولم نشعر بان هناك خطوات عملية، وانما كان هناك مجرد بيانات شجب واستنكار وإدانة، وهذا كل ما سمعناه'.