دعا المشاركون في الندوة الدولية حول موضوع "الوجود الإسلامي في الأندلس"، اليوم الجمعة بشفشاون، إلى إنشاء معهد يختص في الثقافة الأندلسية بشفشاون. وحث المشاركون، في توصيات صدرت في ختام هذه الندوة، التي نظمتها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) وجمعية الدعوة الإسلامية العالمية بطرابلس (ليبيا) وجمعية الدعوة الإسلامية بشفشاون، الجامعات والمعاهد العلمية الإسبانية إلى فتح أبوابها أمام الطلاب الباحثين في تاريخ الأندلس وتقديم الدعم اللازم لهم. كما وجهوا دعوة إلى الفاتيكان والكنيسة الإسبانية إلى فتح أرشيفها المتعلق بالموريسكيين أمام الباحثين، مشددين على ضرورة استكشاف مقاربات جديدة لتحقيق حوار بين الثقافات وللتعاون بين ضفتي المتوسط. وبعدما دعوا إلى التوظيف الأمثل لوسائل الإعلام في التعريف بتاريخ الأندلس والمورسيكيين، ناشدوا المؤسسات التربوية وجهات الاختصاص إلى إيلاء عناية خاصة بتدريس التاريخ الأندلسي بجميع جوانبه في المؤسسات التعليمية، وتوجيه المزيد من العناية بهذا التاريخ والتراث وحمايته من الضياع والإهمال وتسجيله في قائمة التراث الإنساني. وكان المشاركون في هذه الندوة الدولية قد ناقشوا، على مدى يومين، عدة مواضيع، منها على الخصوص، "الوجود الإسلامي في الأندلس منذ الفتح إلى تسليم غرناطة (711-1492)"، و"المخطوطات والوثائق العربية والأجنبية ذات الصلة بالتراث الأندلسي" و"الثقافة الأندلسية ومكانتها في الدراسات والبحوث الأكاديمية واهتمامات المجتمع المدني" و"التراث الأندلسي ورمزيته في تحالف الحضارات وحوار الثقافات". كما نظمت على هامش هذه الندوة، التي شارك فيها حوالي 40 أستاذا باحثا ومفكرا ينتمون إلى المغرب وإسبانيا وتونس ومصر والسعودية والكويت، بالإضافة إلى مسؤولين عن جامعات إسبانية خاصة بغرناطة وقاديس، بعض الفعاليات الثقافية والفنية منها معرض حول تاريخ الأندلس والموريسكيين، وتقديم كتاب للمؤرخ محمد ابن عزوز حكيم الذي صدر بالموازاة مع انطلاق الندوة بعنوان "أطلس مأساة الأندلس".