أجمع ثلة من الأساتذة الجامعيين والباحثين من المغرب وإسبانيا، على أهمية دراسة التراث الأندلسي والثقافة الإسلامية بهدف إعطاء دفعة قوية للعلاقات بين إسبانيا والعالم الإسلامي عموما وإسبانيا والمغرب بصفة خاصة. وأبرز المشاركون، خلال ندوة فكرية مشتركة منظمة من قبل جمعية الدعوة الاسلامية يوم السبت المنصرم بتعاون وتنسيق مع عمالة إقليم شفشاون وجامعة عبد المالك السعدي واللجنة الإسلامية بإسبانيا، أن دراسة الثقافة والحضارة الأندلسية تعد أفضل نموذج للتعايش بين الأديان والأعراق والثقافات، وجسرا للتقارب بين إسبانيا والدول الإسلامية. وأكدوا أن إنشاء معهد للثقافة الأندلسية بشفشاون من شأنه أن يدعم هذا التوجه، ويصب في مسار دعم العلاقات الإسبانية الإسلامية التي يضطلع المغرب بدور محوري فيها؛ بحكم الروابط التاريخية المشتركة وأواصر الصداقة التي تجمع بين البلدين الجارين. واستحضر المشاركون لب ما يدعو إليه الدين الإسلامي من أخوة ومحبة وسلام وتسامح، مستشهدين بالمعاملة الحسنة التي لقيها اليهود من قبل الشعب المغربي؛ بعد أن تم طردهم من أوروبا عقب الحرب العالمية الثانية. وأوضحوا أن الإقبال المتزايد للمواطنين الإسبان على دراسة الدين الإسلامي في التخصص الفريد الموجود بجامعتين بمدريد في مجال تكوين خبراء في الدين الاسلامي والثقافة الإسلامية وفقا للمعايير الموحدة للاتحاد الأوروبي، يعد أبرز دليل على صفاء الدين الاسلامي من الشوائب التي يحاول البعض إلصاقها به.