لكل شيء ثمن يجب دفعه .وثمن الحرية معلوم. فمن يريد التحدث والتعبير عن آرائه بجرأة وإستقلالية وأن يكشف الحقائق للرأي العام كما هي . فما عليه إلا أن يضع أسوأ الإحتمالات وأضخم العقبات في طريقه من سجن وإختطاف وتعذيب وإهانة وتشويه...إلى ما هنالك من أساليب إستبدادية سواء كان صحافي أو نقابي أو مناضل سياسي ...إلخ . لأن هناك معطى بديهي أن لا شيء في هذا البلد العزيز يعطى على شكل هبات ومنن ومكرميات...خاصة في مجال الحريات العامة (حرية الصحافة .الحرية السياسية ...) والمبدأ هنا هو أن الحقوق والحريات تنتزع ولا تعطى . وحديثنا هنا عن حرية الصحافة "المستقلة" التي تعيش أحلك وأسوء فتراتها وأصبحت اليوم على شفى حفرة من القبر .لأن هناك الكثير ممن يريد أن يعدم هذا النوع من الصحافة رغم حداثة سنها وقلة تجربتها حتى لا تصل إلى مرحلة النضج وتفرض وجودها بحكم الواقع والتجربة والقانون . لا شك أن هناك من يريد سخافة تفقد الوعي للقاريء ويصبح في حالة غيبوبة عن المجتمع والأوضاع الراهنة حتى يكون من الأسهل لأصحاب المشاريع المشبوهة جره وراء نعيقهم ووعودهم الكاذبة وشعاراتهم الخلابة . لا شك أن هناك من يريد حرية التغبير وليس التعبير حتى يتسنى له قبر وتغبير من يشاء وكيف يحلوا له هو وعلى مزاجه المتقلب ... لا شك أن هناك من يريد سخافة تكتب عن إنجازاته العظيمة التي حققها للمواطن والوطن من فقر وعجز وذل وإستعمار جديد عبر شركات أجنبية تحلب الدم الذي لم يتصلب في شرايين هذا المواطن البئيس وتنهب ثروة هذا البلد وتهربها لبلدها الأصلي . لا شك أن هناك من يريد سخافة تمدحه عن نفاق وتزور الحقائق وتكذب على نفسها وعن الرأي العام وتقلب الباطل حق والحق باطل وتقول عنه سياسي كبير (ما كبير غير الله )وإقتصادي ناجح ووزير محنك من (الحنكين= الخدين) ورجل عبقري واعر بزاف ... لا شك أن هناك من لايريد الصحافة بالمرة لأنها تجلب له المشاكل وتجعله دائما تحت المراقبة والمحاسبة الصحافية وليس القانونية لا شك أن هناك من يريد صحافة تنور الرأي العام وتفتح عينه وتفضح الفساد والظلم وكل السلوكيات المشينة والغير القانونية لبعض الرجال الذين يتصوروا أن هذا البلد تركه لهم المرحوم يقتسمونه كيف شاءوا ويحرموا ويمنعوا من أرادوا على أهوائهم الضالة بدون أن يقدموا فاتورة الحساب للشعب المغرر به وما منع يومية أخبار اليوم إلا دليل من مجموع الأدلة التي تقول لنا بأن هناك من يريد مغرب بدون صحافة بدون معارضة ...بدون ثروة ...بدون خدمة...يريدننا بدون وعلى الصحافيين أن يحموا أنفسهم بأنفسهم عبر التكتل في جبهة واحدة تناضل من أجل وضع- فرض قانون يحمي المقاولة الصحفية بالدرجة الأولى من القرارات الطائشة للعابثين بمصالح المواطن والوطن ويحمي الصحفي من السجن لمجرد أنه إرتكب خطأ غير مقصود ينبغي ألا نحاكم النوايا وأفعال لم ترتكب بعد لأن ليس هناك قاعدة قانونية تقول بمحاكمة النوايا وجرائم نتخيلها نحن نريد أن لا يتم إعدام أخبار اليوم نريد أن نقرأ أخبار اليوم ...اليوم أو بعد اليوم [email protected]