وَكَانَ أنْ نتوَاجدَ بِنفس الزَّمان و المَكَان يُغلِّفُنا الحَنِينُ و تُفرِّقُنا دُروبُ الحَياة نَسْتجدي الوقت أن يَهدينا ساعة لقاء .. يطول الرَّجاء فتنفتح الأحاسِيس على نهاية لحظات اللَّهفة و الصَّبر ... نُلْقي بِظِلال مَشاعِرنا مُجتمِعةً على كتف أحْبَابِنا فتَتَدفَّق الدَّمعة مُعلِنةً حالة من الشَّوْق طال امتدَادُه و شَاع حَنِينه كيْ نعُود من جديد لحالة الضَّياعٍ والانتظار هذه المَرَّة باء آنتظارنا بالفشل و تكلَّلتِ التَّجربة بالاتصال كآخر مكالمة ...إحساس ما أخبره أن تلك الأرقام التِي يرِّن لها و يفرح مع أوَّل الكلمات التي تحملها الأَسْلاك بحَرارةِ مُستقبلها قد تكون الأخيرة ... أحياناً نُكذِّب الأحَاسِيسْ..فتَصْدُقنَا هِيَ و تجْعلنا نُعيدُ حِسابَاتِنا بِنَوْع مِن التَّدقِيق و التَّركِيز. صوْته الحَنُون و مَحبَّتُه التِي لاَ مثِيل لها حملَ كمَا كلَّ مرَّة كلِمَات عَذْبَة تتخلَّلُهاالمُفردة ذاتُها مع كلِّ جدِّيد قدِيم –أَخْتِي لحْبِيبَة- فيَتكسَّرُ الحَاجِزُ و يَطُولُ الحِوارُ و تَكْتِنِف الذكرى ألماً مَقِيتاً مِن حظِّيَ العَاثِرِ أَن أَحمل الخَبَرَ لِوَالِدَيَّ و أنْ أكُون أنَا وليسَ غيرها من يَختارها القَدر لِتكُون هُناك ...تَركَب البَحر و تَمتطِي أمْوَاجه لِيحمل لهَا هدِيرُه آهاتِ المَدينة و توجُّسَات خائِفة فكيفَ السَّبيل ..؟ اخْتلَطتْ علَى نَفْسِي المُتْعبَة الكَلِيلَة العَديد منَ الأفْكار و التهيُّؤَات و تدفَّقت مع دمْعي الكَثير الكَثير مِنَ الذِّكريات لا تقِفُ إِلَى إِحْداها إلاَّ وَ تكْبُر الآه داخِلكَ يطول السفر لِتمْتدَّ رُقْعَة ُالتَّفكير و تتشابك الأسئلة التِي لا إِجابة لها .. بَعْدَ حِين،، لابد من اللّقاء ،قدَرُنَا أيُّها الأخ الكَرِيمُ العَزِيزُ السَّعِيدُ إسماً .. أن نتواجه بيننا و أن نُسطّر لنهاية حكاية وأن يمتدَّ جسرُ التَّواصل الذي أبَى إلاّ أن ينقطع بعد بُرهة... اللقاء الأخير كي تعِيشه لابد وأن تحمل أعصاباً من قوَّة و قلباً من تقوى ... لابد و أن تَستشْعر أن ما كان لله يَعُود إليه و أن الحياة ليست إلا جِسْراً نقطعه إذ لابد من النهاية وغالباً لا نتوقعه ... أو نستصْعبُه و لا نترك لأذهاننا الفرصة للانغماس فيه.. لكنه حاضر بيننا قادم لا محالَ .. كلُّ من كان هُناك نصحني أن لا أفعل و أن أتفادى اللقاء إلى أن أتهَّيأ نفسيا ًربما، واقعياً يجوز ... أقوالهم جميعها، تلك التي تجاسرت على الظهور و الأخرىالتي قرأْتُها في العيون ،ضَربتُ بها عرض الحائِط و أصرَّيت. كان كالملاك الطَّاهر يلبسُ الأبيض و يَلْتحفه يشع منه نور و يُشرق وجهُه بالنَّقاء ..كالنَّائم بدا لي.. قرأتُ من بين السُّكون المُحِيط به أنًّ الدنيا مهما علا شأنها هي دارُ فناءٍ ،و أن الآخرةَ أبْقى فطُوبى لمن ساندته نفسه ليفهم الرّسالة قبل فوات الأوان.. طبعتُ قُبلةً على جَبِينِه، هُنا فقط تحجَّرت الدَّمْعةُ في عيني و أدْركتُ أنِّي ألمسُ السَّعيدَ أخِيراً لا أوَّلا.َ. رَحِمَكَ اللهُ ،غَفَرَ لَكَ وَ أَسْكَنَك فَََسِيحَ جَنَّاتِه http://www.nadiaelazami.com