بدأت خطة بتكلفة 400 بليون يورو لتزويد أوروبا بالطاقة الشمسية المتوافرة في منطقة الصحراء الكبرى تكتسب زخماً، بينما يرى منتقدون أخطاراً كثيرة في مشروع كبير يستخدم تكنولوجيا ناشئة في هذه المنطقة. وأشارت جريدة "دار الحياة" اللندنية إلى أن اسم المشروع سيكون "ديزيرتيك"، وهو اسم المبادرة، أكثر مشاريع الطاقة الشمسية طموحاً في العالم، وستجمع حقول من المرايا في الصحراء أشعة الشمس لغلي المياه اللازمة لتشغيل محركات ستزود بالكهرباء شبكة خالية من الكربون تربط بين أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ووفقاً لجهات مؤيدة لهذا المشروع، وهي مؤسسات مالية وصناعية غالبيتها في ألمانيا، سيجعل "ديزيرتيك" أوروبا في مقدمة المعركة ضد التغير المناخي وسيدعم النمو الاقتصادي في شمال أفريقيا والدول الأوروبية مع الالتزام بالقيود المفروضة على انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. ويحذّر آخرون من عيوب عديدة، بما في ذلك الأوضاع السياسية في دول المغرب العربي والعواصف الرملية في منطقة الصحراء الكبرى والخطر الذي يواجه سكان الصحراء إذا استُخدِمت مياههم الشحيحة في تنظيف المرايا الشمسية. وهم يقولون:" إن المشروع باعتماده على تكنولوجيا الطاقة الشمسية المركزة يتضمّن أكلافاً وأخطاراً أكبر من المشاريع الأصغر نطاقاً المعتمدة على الخلايا الكهربائية الضوئية التي تولّد حالياً غالبية احتياجات أوروبا من الطاقة الشمسية". ومن نقاط الجذب بالنسبة إلى مؤسسي مشروع "ديزيرتيك" أن الطاقة التي تتوافر في صحارى العالم في ست ساعات هي أكبر مما يستهلكه العالم خلال سنة بأكملها. وقال جورج جوف وهو باحث وخبير في شؤون المغرب العربي في جامعة كامبردج ليست له علاقة بالمشروع: " إن الصحراء الكبرى تتيح ميزات كبيرة مرغوبة، منها القرب من أوروبا وعدم وجود سكان تقريباً وضوء الشمس الأكثر حدة. سيكون إهدار هذه الفرصة جنوناً". وكان "نادي روما"، وهو مجموعة دولية من الخبراء تقترح حلولاً للمشاكل العالمية، وراء فكرة "ديزيرتيك" الذي أصبح مشروعاً صناعياً الشهر الماضي عندما استضافت شركة إعادة التأمين "ميونيخ ري" إطلاق هذا المشروع في مقرها في عاصمة ولاية بافاريا الألمانية.