ترجمة سعاد رودي – المساء يحتفل الشعب المغربي هذا الأسبوع لأحد أهم أعياده الوطنيو : عيد العرش كل المؤشرات تفيذ بأن نفس مظاهر الأفراح و الإبتهاج الشعبي تتتكر في كل المدن المغربية و كل ما يتبع ذلك من مصاريف فلكية تخص مظاهر الأبهة و مستلزمات البروتوكول المخزني . تمتد طقوس البيعة التي تنعقد 30 يوليوز من كل سنة ، غداة الإحتفال بعيد العرش إلى 1200 سنة ، بعد توليه العرش لم يغير محمد السادس من تقاليدها البروتوكولية بل أضفى عليها لمسته الخاصة بعد أن قرر نقل الإحتفال إلى مدن الشمال خاصة في مدينتي تطوان و طنجة ، هذه السنة ، وقد وقع الإختيار على مدينة فاس ، العاصمة الأولى للمغرب ، في غمرة احتفالها بمرور 1200 سنة على تأسيسها ، يتم تنطيم الحفل في فترة ما بعد الظهيرة ، و تنقل التلفزة أطواره مباشرة داخل القصر الملكي للمدينة التي تتحول خلال يوم واحد إلى عاصمة المملكة . و تجدد ما بفوق 10.000 شخصية البيعة كل سنة لعاهل البلاد ، و يحل بالقصر الوزراء و الوظفون السامون و العمال و الولاة و النواب و شيوخ القبائل يمثلون مناطقهم ينحنون أمام الملك باحترام و ترتيب مسبق و باتباع و بروتوكول لم يتغير منذ قرون ، كما يحضر المناسبة ممثل السلك الدبلوماسي للسفارات المتعددة في الرباط إلى جانبالشخصيات النافذة التي تمثل الجالة المغربية بالخارج ، بعد ساعات من الإنتظار ، يظهر الملك ممتطيا حصانا ذا سلالة نقية يتم أعداده للمناسبة ، و قرب محمد السادس يسير شقيقه مولاي رشيد و بعض أبناء شقيقاته ، و لحمايته من أشعة الشمس طيلة الحفل تغطي أعلى رأس العاهل مظلة ذات لون أحمر أو أخضر الذي يجسد رمز الدولة العلوية ، و على بعد أمتار خلفه ، نجد غالبا عربة فارغة ذات لون أحمر مذهب تعود إلى الملك محمد الخامس ، و على مثنها ضهر حفيده في أول ظهور رسمي له . تقدم كل منطقة بيعتها تبعا لترتيب محدد ، حيث يوجد الولاة و العمال على رأس وفود الناطق باعتبارهم ممثلي الملك في تلك الجالجهات ، يأتي بعد ذلك منتخبوا تلك المناطق ، و النواب و النستشارون الجماعيون ، و رؤساء المقاطعات و العمالات و رؤساء الغرف المهنية و مندوبو الوزارات ، إلى جانب مسيري المساجد و مختلف الأعيان ، الشرفاء ، العلماء ، التجار ، المهنيون ، و منذ سنوات قليلة الطلبة و المقاولون الشباب الذين أبانوا عن تفوقهم في مختلف المجالات ، يختلف عددهم حسب الأهمية الديموغرافية و السياسية و الإقتصادية للمنطقة تبلغ تمثيلية الدار البيضا ء مثلا حوالي 500 شخصية تخضر مراسيم البيعة في وقت لا تتعدى فيها تمثيلية المدن الأخرى 200 شخص و يلتقي كل هؤلاء في موعد صباحي في مكان يتم تحديده مسبقا ، عندما يتم تنظيم الحفل في الرباط مثلا فان الإختيار يقع على فندق هيلتون ، و قد تم تنظيم حفل السنة الماضية داخل ساحة فسيحة بتطوان تسع للسيارات الخاصة بالضيوف الحاضرين و تقوم بعدها مئات الحافلات بنقلهم إلى القصر الملكي الذي يظلون داخله حتى نهاية الأحتفالات ، يتناولون وجبة الغداء في عين المكان ، و ينتظرون بصبر ظهور الملك الذي ما إن يدخل حتى يصطف أمامه ستون صفا من الرجال ( يبقى عدد النساء قليلا ) بلباس مغربي تقليدي و يتقدمون خطوات لينحنوا بعدها أمامه خمس مرات تتقدم أولا عمالات الجنوب لتقديم البيعة ، تليها جهة سوس ماسة تانسيفت و الجهة الشرقة و الدارالبيضاءالرباط و هكذا بشكل جغرافي صاعد نحو الشمال ، و أخر من يقف أمام الملك هم أعيان منطقة طنجة و تطوان .