دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) وزعماء الدول العربية الى لقائه واقترح على عباس لقاءه في مدينة بئر السبع في جنوب اسرائيل، حيث عقد الاجتماع الأسبوعي للحكومة الاسرائيلية أمس الأحد. وقال نتنياهو لدى افتتاحه اجتماع الحكومة 'انني أدعو قيادة الفلسطينيين والدول العربية الى الالتقاء معنا، وتعالوا لنتعاون وبامكاننا أن نحضر مستثمرين كثيرين، وأنا اقترح على رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن أن نلتقي في الوقت القريب في أي مكان في البلاد'. وتابع رئيس الوزراء الاسرائيلي قائلاً 'لأننا نحن هنا في بئر السبع فاني أدعو الرئيس عباس الى اللقاء هنا، ويقولون لي انه تصادف في هذه الأيام مرور 30 عاما على السلام مع مصر وأكثر بقليل من 30 عاما على لقاء الرئيس المصري السابق أنور السادات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق مناحيم بيغن هنا في أيار (مايو) من العام 1979، وهذا هو الوقت الصحيح لعقد لقاء'. وزاد رئيس الوزراء الاسرائيلي قائلاً في محاولة لتشجيع رئيس السلطة على الموافقة على لقائه 'اننا نبذل جهدا لتقديم تسهيلات للفلسطينيين لكن كل هذه الجهود بإمكانها الوصول الى نقطة معينة فقط'. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية الرسمية باللغة العبرية عن رئيس الوزراء نتنياهو قوله: 'أريد أن أقول كلمة الى جيراننا للسكان الفلسطينيين الذين يعيشون الى جانبنا الحق الأساسي بالعيش بسلام وازدهار، وخلال الأسابيع الأخيرة بذلنا جهودا كثيرة من أجل تسهيل حياتهم، وقد أزلنا حواجز عسكرية كثيرة في الضفة الغربية وقررنا توسيع ساعات عمل معبر اللنبي (بين الضفة والأردن) لعبور المزيد من البضائع وقررت دفع سلسلة من المشاريع مع الفلسطينيين للتقدم نحو السلام'، على حد تعبيره. وأضاف قائلاً 'ان كل هذه الجهود بإمكانها أن تصل الى نقطة معينة فقط لكن النتائج ستتضاعف عشرات المرات فقط في حال وجود تعاون من الجانب الآخر'. جدير بالذكر أنّ رئيس السلطة عباس يرفض عقد لقاء مع نتنياهو أو استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين واسرائيل طالما ترفض اسرائيل الاعلان عن تجميد الاستيطان اليهودي في الضفة الغربيةالمحتلة. في نفس السياق نقل موقع (والا) الاخباري الاسرائيلي على الشبكة العنكبوتية عن سفير السلطة الفلسطينية في مصر نبيل عمر قوله انه بتقديره، ستقوم السلطة الفلسطينية بدراسة اقتراح رئيس الوزراء الاسرائيلي وايجاد صيغة مناسبة لعقد اللقاء. وأضاف عمرو في حديثة للموقع الاسرائيلي: الى جانب ذلك من المهم أن نوضح أن السلطة الفلسطينية يجب أن تحصل من نتنياهو على تغطية أو تعهد ما تتعلق بحل الدولتين للشعبين ووقف البناء في المستوطنات. ودون تعهد واضح بهذا الشأن سيكون من الصعب على عباس عقد لقاء مع رئيس الوزراء الاسرائيلي. هذا طبعا رأيي الشخصي ولا أتحدث باسم أبو مازن. ومن جهته عقب ياسر عبد ربه امين سر اللجنة التفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية على دعوة نتنياهو بوصفها 'الاعيب' لم تعد تنطلي على المجتمع الدولي الذي يضغط باتجاه تنفيذ الزامات خطة خارطة الطريق الداعية لوقف الاستيطان في حين طالبت السلطة بمحاربة الارهاب في اشارة للمقاومة الفلسطينية. وشدد عبد ربه على انه لا بد من التحضير الجدي للقاء نتنياهو وعباس واول تلك التحضيرات لانجاح اللقاء هو اعلان الاول وقف الاستيطان والقبول باقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة. واضاف عبدربه قائلا 'ندعو نتنياهو للتحضير الجدي لاي لقاء حتى لا يكون للاستعراض الاعلامي'، مضيفا 'على نتنياهو الاعلان عن وقف الاستيطان بموجب خارطة الطريق وانهاء الحصار والقبول بحل الدولتين'. ومن جهته صرح عضو المكتب السياسي للاتحاد الديمقراطي الفلسطيني 'فدا' رائف دياب، أن دعوة نتنياهو للقاء عباس الآن هي جزء من حملة إسرائيلية إعلامية للالتفاف على الموقف الدولي والعربي المطالب بوقف كل الاعتداءات الإسرائيلية والنشاطات الاستيطانية. وقال: ان على القيادة الفلسطينية وقيادة منظمة التحرير رفض كل دعوات اللقاء مع نتنياهو إلا بعد وقف الاستيطان وتهويد القدس ورفع الحواجز والموافقة على البدء بمفاوضات للحل النهائي. وطالب دياب الدول العربية بتبني سياسة مواجهة مع النهج السياسي للحكومة الإسرائيلية، وضرورة مساندة الموقف الفلسطيني في التعامل مع حكومة نتنياهو. جدير بالذكر أنّ ما يُسمى وزير تطوير النقب والجليل سيلفان شالوم عرض خلال جلسة الحكومة الأحد، على الحكومة خطته لتطوير النقب (كلمة تطوير مرادفة من حيث الممارسة لكلمة تهويد)، فيما عرض وزير المواصلات يسرائيل كاتس خطة لتطوير المواصلات العامة وايصال الضواحي بمدينة بئر السبع. فيما استعرض وزير الأمن ايهود باراك خطة نقل القواعد العسكرية الى النقب المسماة هجرة الجيش الى النقب.