بعد ساعات قليلة فقط على مغادرتها إسرائيل، رفض الزعماء الفلسطينيون بغضب تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، التي أثنت فيها على إسرائيل، الأحد المنصرم، وشككوا علناً بقدرتها على إعادة إطلاق محادثات سلام.ووصفت كلينتون، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، موقف إسرائيل بشأن المستوطنات أنه "غير مسبوق". هذا الوصف دفع كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، إلى رفض تصريحاتها، أول أمس الأحد، في بيان شديد اللهجة. وقال عريقات "ما يقدمه الإسرائيليون ليس شيئاً "غير مسبوق".. ما من شأنه أن يكون غير مسبوق هو تجميد شامل للاستيطان الذي تقوم به إسرائيل.. ووقف السياسات الإسرائيلية في القدسالشرقيةالمحتلة، مثل هدم المنازل وعمليات إخلاء المساكن من سكانها الفلسطينيين والتوسع الاستيطاني السريع". ويتعلق الجدل حول أعمال البناء والإنشاء الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية التي تقطنها أغلبية من الفلسطينيين. وأضاف عريقات "دون تجميد الاستيطان وتفكيك المستوطنات في نهاية المطاف، لن تكون هناك دولة فلسطينية للتفاوض بشأنها كما لن يكون هناك حل قائم على مبدأ الدولتين للحديث عنه". وكانت كلينتون أثنت على إسرائيل "لتقيدها" بسياستها الاستيطانية، غير أن عريقات قال إن هذا الأمر ليس كافياً. وتساءل عريقات "إذا كانت أميركا لا تستطيع دفع إسرائيل لتجميد الاستيطان، فما الفرصة التي تبقى للفلسطينيين للتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل حول قضايا الوضع الدائم". وأضاف قائلاً إن موقف إسرائيل بشأن المستوطنات لم يكن "أكثر من مجرد فشل إسرائيلي في تنفيذ تجميد شامل للاستيطان كما هو مطلوب منها بموجب خارطة الطريق لعام 2003؛ فمنذ ذلك العام ازداد عدد المستوطنين في الضفة الغربية بحدود 73 ألف مستوطن، أو بنسبة 17 في المائة". من جانبه، قال نتنياهو إنه يأمل في استئناف محادثات السلام قريباً. وأضاف في بداية الاجتماع الأسبوعي للحكومة الإسرائيلية "إننا نأمل حقاً أن يعود الفلسطينيون إلى رشدهم والدخول في عملية السلام.. إن عملية السلام مهمة، كما أنها مصلحة إسرائيلية وفلسطينية". وتابع يقول " بينما نحن مستعدون لبدء المحادثات دون إبطاء، فإننا نتمنى أن نجد لدى الفلسطينيين موقفاً موازياً". وكانت كلينتون التقت رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في أبو ظبي قبل توجهها إلى إسرائيل لعقد اجتماعات مع المسؤولين الإسرائيليين، بمن في ذلك نتنياهو. وقالت كلينتون في مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو "أريد أن أرى الجانبين يبدآن (المفاوضات) في أقرب وقت ممكن.. فالأمر المهم.. هو أن ندخل في المفاوضات". وأضافت "لقد أوصلت الرسالة ذاتها عندما التقيت مع الرئيس عباس". وقال عريقات إنه يعتقد أن عباس كان جاداً في عدم الترشح لولاية جديدة عندما ينتخب الفلسطينيون زعيمهم المقبل. وقال في مقابلة مع كبيرة المراسلين الدوليين في CNN، كريستيان أمانبور "إنه يشعر أنه تعرض للخديعة من جانب العرب والإسرائيليين وبعض الفلسطينيين، وإلى حد ما من جانب الأميركيين". وقال عريقات إن عباس يريد بدء المفاوضات من حيث انتهت مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت، الذي استقال من منصبه في وقت مبكر هذا العام، وهو ما لا يريده الإسرائيليون؛ مضيفاً أن هذا يدل على أنه "ليس لدى نتنياهو مصلحة" في استمرار المفاوضات. ووصف عملية السلام بأنها "عالقة" بسبب ما قال إنه عدم رغبة نتنياهو باستئناف المفاوضات. وقال عريقات إن كلينتون أبلغت عباس أن المستوطنات غير مشروعة، مضيفة أن الولاياتالمتحدة لم تتمكن من إقناع حكومة نتنياهو على الالتزام بتجميدها. هذا وتوجهت كلينتون الأحد المنصرم، إلى المغرب، حيث تلتقي نظراءها العرب في محاولة لدفع عملية السلام بالشرق الأوسط. من جهة أخرى، أفرجت إسرائيل أمس الاثنين، عن ستة من نواب المجلس التشريعي الفلسطيني كانت تعتقلهم منذ أواسط العام 2006 بتهمة الانتماء إلى كتلة الإصلاح والتغيير البرلمانية التابعة لحركة حماس. وجاء ذلك بعدما أفرجت إسرائيل، مساء الأحد الماضي، عن نائب آخر في مدينة الخليل هو حاتم قفيشة, بحسب ما أفادت مصادر في حركة حماس. وكانت إسرائيل اعتقلت 46 نائبا من حماس, منهم رئيس المجلس التشريعي عزيز الدويك في أواسط العام 2006 بعدما أقدمت ثلاث مجموعات فلسطينية على أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط على مشارف قطاع غزة.