الاختلاف هو التباين في الرأي بين طرفين أو أكثر بسبب اختلاف الوسائل، و ينبع ذلك من تفاوت أفهام الناس، أو تباين مداركهم. كما أن أسباب الاختلاف تتجلى في: - النزعة الفردية للإنسان: شعوره بذات معنوية مستقلة و رغبته في التميز... - تفاوت أفهام الناس و مداركهم: باختلاف قدراتهم العقلية و اختلاف مواهبهم... -تفاوت أغراضهم: و مقاصدهم و مصالحهم... - تباين المواقف و المعتقدات: ينتج عن تضارب الآراء و تباين الأفكار..... لهذا صنف الإسلام الاختلاف إلى نوعين: أ - مقبول: إذا كان نابعا من تباين في الفهم بسبب الألفاظ أو دلالاتها أو الأدلة الشرعية و العقلية.... مثال: اختلاف الصحابة في فهم قوله صلى الله عليه و سلم:" لا يُصلِيَنّ أحدكم العَصر إلا في بني قريضة..."(البخاري). ب - مذموم: إذا كان نابعا من هوى أو جحود، و يؤدي إلى النزاعات و الفتن و إلى التزييف و التضليل. يقول الله تعالى: [QURAN]وَآتَيْنَاهُم بَيِّنَاتٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمْ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ[/QURAN] الجاثية 17 فكان موقف الإسلام من الاختلاف: - التسامح : يرقي من مستوى التعصب إلى مستوى التراضي و يعين على التطاوع بدل التنازع، للوصول إلى التكامل و الحوار البناء... لحديث الرسول صلى الله عليه و سلم :"رحم الله عبدا سَمحاَ..."(البخاري) - قبول الآخر: الاعتراف به و بحقه في الاختلاف، بحيث يعطَى حقه في إبداء الرأي، بعيدا عن التعالي و الاستهزاء أو الانتقاص من قدره أو فكره... قال تعالى: [QURAN]...فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً[/QURAN] الكهف 34 - الحياء: يمنع من الاغترار بالرأي و يدفع عن صاحبه الوقاحة و الشعور بالعظمة...قال الرسول صلى الله عليه وسلم:"الحياء من الإيمان" .و قال:"إذا لم تستح فاصنع ما شئت". - الإنصاف: القدرة على الاعتراف بالخطأ و الشجاعة على تصويب الغير إذا تبين صوابه...قال عمار بن ياسر رضي الله عنه:" ثلاث من جمعهنّ فقد جمع الإيمان: الإنصاف من نفسك، وبذل السلام للعالم، و الإنفاق من الإقتار". (البخاري) إذن كيف ندبر الاختلاف؟ - ضبط النفس: مخاطبة الناس بأدب و رفق و بحلم و علم... يقول تعالى: [QURAN]الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ[/QURAN] آل عمران 134 - العلم بموضوع الاختلاف: فلا يجادل في موضوع يجهله ، و لا في موضوع خلافي يجهل مكوناته إلا على سبيل الاستفسار... يقول تعالى: [QURAN]وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ[/QURAN] الحج8 - التفاوض: لاكتشاف نقط التلاقي و عوامل الاختلاف، بشكل يحفظ للأطراف كرامتهم و يحفظ الود بينهم... - التحكيم: اختيار عالم أمين و حكيم لرفع الاختلاف،عند العجز عن التوافق و التفاهم... يقول تعالى:[QURAN]وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً[/QURAN] النساء35. [email protected]