أقر النمساوي، جوزيف فريتزل، المتهم باحتجاز أبنته في قبو لعدة عقود وإغتصابها وإنجاب سبعة أطفال منها، بتهم سفاح القربى، والاحتجاز، وتهمة واحدة بالاغتصاب، في مستهل محاكمته الاثنين في قضية عرفت باسم "قبو الرعب،" ..التي أثارت إستياءاً عاماً في مختلف أنحاء العالم. ونفى فريتزل، 73 عاماً، تهمتي القتل والعبودية، من بين التهم التي وجهها الإدعاء له ومنها: العبودية والاغتصاب وسلب الحريات، والاختطاف والاحتجاز، بحسب مسؤول الإدعاء. ومن المتوقع أن تستمر جلسات محكمة ما وصفت ب"أسوأ جريمة ضد الإنسانية" في أوروبا، لمدة خمسة أيام. وقال محامي المتهم، رودلف ماير، الأحد إن فريتزل يتوقع قضاء بقية عمره في السجن. ولفت المدعي العام غيرهارد سيدلاسك، إلى أن فريتزل، يواجه تهمة قتل أحد أبنائه السبعة الذين أنجبهم من ابنته، التي لم تغادر القبو لمدة 24 عاماً، توفي عقب ولادته مباشرة لنقص العناية الطبية. وكانت تقارير سابقة قد أشارت إلى أن فريتزل قام بحرق جثة أحد أطفاله الذين أنجبتهم ابنته (43 عاماً)، ودفن رفاته داخل "قبو الرعب"، حيث توفي بعد قليل من ولادته، إلا أن الإدعاء قال إن المتهم لم يقم بطلب المساعدة الطبية لإنقاذ الطفل ميكائيل فرتيزل. وأوضح سيدلاسك أن فيرتزل، وفي حال إدانته بتهم القتل، والاستعباد، وسفاح القربى، والاغتصاب والحرمان من الحرية، سيواجه عقوبة المؤبد، حيث تحظر النمسا عقوبة الإعدام. وقال فرانز بولز، ضابط أمن في بلدة "أمستيتن"، حيث حدثت الواقعة: "هذا الرجل عاش حياة مزدوجة لأربعة وعشرين عاماً، لدية زوجة وسبعة أطفال منها، ولديه عائلة أخرى من أبنته، التي أنجب منها سبعة أطفال آخرين. وكشفت التحقيقات في القضية، التي شغلت الرأي العام العالمي كثيراً، أن فريتزل بدأ في اغتصاب ابنته إليزابيث، بينما كانت في الحادية عشرة من عمرها، وفي العام التالي بدأ في بناء قبو تحت منزله، حيث احتجزها فيه وهي في عمر الثامنة عشرة، وقام باغتصابها وأنجب منها سبعة أبناء. وقد "تبنى" فريتزل، وزوجته روزماري، ثلاثة من الأولاد الذين أنجبهم من ابنته، بينما ظل ثلاثة آخرون محتجزين في القبو مع والدتهم، ولم يخرج أي منهم إلى النور منذ ولادتهم، إلى أن تم الكشف عن هذه "الجريمة" أواخر أبريل/ نيسان الماضي. وفي وقت سابق، أعلنت الشرطة النمساوية أن فريتزل، وهو مهندس ميكانيكي سابق، قام بتجهيز قبو منزله ليكون سجناً لابنته، مشيرة إلى أن القبو كان مزوداً بمواد عازلة للصوت، وباب معدني يتم فتحه وإغلاقه إلكترونياً عن طريق "كلمة سر" لا يعرفها سواه. وبعد اكتشاف جريمته، أقر فريتزل بأنه "ارتكب أعمالاً خاطئة"، وقال في ملاحظات مكتوبة كشف عنها محاميه، رودلف ماير: "أعرف أن ما قمت بارتكابه طوال ال24 عاماً الماضية، لم يكن صحيحاً، وإنني كنت مجنوناً لأقوم بارتكاب مثل هذه الأمور." وقال إنه كان يهتم كثيراً لأمر أسرته "السرية"، التي كانت تعيش داخل القبو، حيث كان يزودهم دائماً بالزهور والكتب والألعاب. وبذل المحققون جهوداً مضنية للبحث عن أدلة على تقارير أشارت إلى تورط فريتزل في قضية "تحرش جنسي" في ستينيات القرن الماضي، حيث تتخلص الشرطة من سجلات الجرائم المحفوظة لديها بعد فترة محددة، بحسب القوانين المعمول بها في النمسا. كما أشارت تقارير أخرى إلى أن سلطات التحقيق تبحث عن أدلة حول "مزاعم" تفيد بتورط فريتزل في جريمة قتل امرأة قبل أكثر من 20 عاماً، لم يتم كشف غموضها إلى الآن. وفي أواخر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، نقلت تقارير إعلامية محلية اعترافاً عن فريتزل بأنه قام باحتجاز والدته لعدة سنوات في غرفة "مظلمة" داخل المنزل حتى وفاتها، انتقاماً منها لسوء معاملتها له، حسبما نقلت التقارير عن طبيبته النفسية.