اصدرت بلدية الاحتلال الاسرائيلي في القدس الخميس المزيد من قرارات الهدم لمنازل الفلسطينيين في المدينة فيما اقتحم نحو عشرين ضابطاً من شرطة الاحتلال باحات المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، أحد بوابات المسجد الأقصى المبارك التي استولت سلطات الاحتلال على مفاتيحه منذ بداية الاحتلال في العام 1967م.وذكر شهود عيان بأن ضباط الاحتلال اجروا جولة تفقدية في مختلف باحات وساحات المسجد الأقصى المبارك في حين سادت ساحات الأقصى حالة من الغضب والسخط والاستياء من هذه الزيارة الاستفزازية، التي منع أفراد الشرطة داخل المسجد حُرّاس المسجد من الاقتراب منهم خلال جولتهم. ومن ناحيتها سلمت بلدية الاحتلال في مدينة القدسالمحتلة الخميس 36 عائلة فلسطينية في حي العباسية المقام على أراضي بلدة سلوان جنوب البلدة القديمة إخطارات هدم لمنازلهم. وأفادت مصادر فلسطينية بأن العائلات ال 36 تقيم في بنايتين بهذا الحي، وقد أمهلتهم بلدية الاحتلال مدة عشرة أيام لإخلاء منازلهم لتنفيذ عملية الهدم. وأوضحت المصادر أنه بهذه الإخطارات يرتفع عدد المساكن المهددة في أحياء القدس إلى 124 منزلا، في حين قدرت دائرة البحث والتوثيق في مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية عدد المساكن المهددة بالهدم منذ مطلع هذا العام في القدس وضواحيها بأكثر من مائتي منزل. وكانت سلطات الاحتلال سلمت اصحاب 55 شقة سكنية في مخيم شعفاط للاجئين شمالي القدس الثلاثاء أوامر بهدمها. وتأتي قرارات الهدم الجديدة عقب القرار الاسرائيلي بهدم 88 منزلا في حي البستان بسلوان جنوب المسجد الاقصى. وجّهت لجنة أهالي حي البستان في قرية سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك رسالة إلى وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون توضح بها المعاناة التي يعيشها أهالي سلوان وحي البستان إزاء أوامر هدم 88 موقع سكني في الحي. واحتوت الرسالة على شرح مفصل حول قضية حي البستان المستهدف من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلية ومخطط بلدية القدس في هدم وازالة 88 موقع سكني يشمل 115 منزل والذي يقطنه 1500 مواطن مقدسي من أطفال ونساء وشيوخ. وطالبت اللجنة كلينتون بإلزام إسرائيل بوقف العدوان الممنهج على قرية سلوان وبقية أنحاء القدس والذي سيؤدي إلى تهجير المقدسيين من أراضيهم وديارهم. كما أوضحت الرسالة أن أهالي سلوان وحي البستان لن يتخلوا عن بيوتهم وأراضيهم. هذا وكشفت وحدة البحث و التوثيق في مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية أن بلدية الاحتلال في القدسالمحتلة هدمت منذ مطلع العام الحالي 2009 وحتى الان قرابة 30 مسكنا في الأحياء والبلدات المحيطة بالمدينة المقدسة سواء داخل حدودها البلدية المصطنعة أو خارجها أي في حدود أراضي محافظة القدس. و أشار التقرير الذي اصدره مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية الخميس إلى أن جل عمليات الهدم تمت في الأحياء المحيطة بالبلدة القديمة، وعلى تخوم المستوطنات الجاري توسعتها قرب الأحياء والبلدات المحيطة بالمدينة المقدسة في حدودها الشرقية والشمالية الشرقية، حيث تجمعات العائلات البدوية في منطقتي الخان الأحمر و خماس، وشمال غرب المدينة قرب بيت حنينا القديمة وبير نبالا. ووفقا لمعطيات مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية فان نحو مائتي نسمة غالبيتهم من النساء والأطفال تضرروا بصورة مباشرة من هدم مساكنهم ما ترك تأثيرات سلبية اجتماعية ونفسية وسلوكية على هؤلاء الأفراد بسبب فقدانهم المأوي والسكن، وانتقالهم للعيش في الخيام وبيوت الصفيح. أما فيما يتعلق بإنذارات هدم المنازل فقد سجل شهرا كانون ثاني وشباط من العام الجديد أعلى نسبة وأكبر عدد من إخطارات هدم المنازل تسلم لمواطنين مقدسيين منذ سنوات طويلة، وفق ما يورده، في حين كان هدم وإزالة حي المغاربة وحارة الشرف بالبلدة القديمة عملية الهدم والتدمير الكبرى لمنازل وعقارات المقدسيين. ونقل التقرير عن محامي الدائرة القانونية في المركز قولهم أن جميع أحياء والتجمعات السكانية المقدسية بما في ذلك البلدة القديمة من القدس باتت مناطق أفضلية من الدرجة الأولي تستهدفها عمليات الهدم كما يتضح من سياسات البلدية المنفذة على الأرض ومن تصريحات رئيسها نير بركات الذي قال أنه سيكافح بلا هوادة البناء الفلسطيني غير المرخص في القدسالشرقية، وتطبيق وإنفاذ ما يسمى بقوانين البناء على المخالفين. ويخلص التقرير إلى القول بأن ما تنفذه بلدية الإحتلال في القدس ضد منازل المقدسيين واشتداد غلواء هذه السياسة يشير إلى مرحلة جديدة قد تفضي إلى هدم أكثر من 6 ألاف منزل تقول البلدية أنها غير مرخصة وهناك أوامر سابقة بهدمها، بينما يرتفع إجمالي عدد هذه المنازل بمجملها إلى نحو 20 ألفا. ومن جهته دعا الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية، إلى إيلاء مدينة القدسالمحتلة المزيد من الاهتمام والعمل على فضح كافة الممارسات الإسرائيلية التهويدية للمدنية، كون مدنية القدس هي مركز وقلب القضية الفلسطينية، مشيرا الى أن المدنية المقدسة تخضع لمخططات تهويدية واضحة ولحصار شامل منذ التسعينيات فى القرن الماضي وحتى اليوم، وبالتالي يجب ألا يغيب موضوع القدس والمحافظة عليها وعلى سكانها وأحيائها عن ذهن أي عربي وأي مسلم وكل إنسان يملك الضمير الحي في هذا العالم.