و قد عرفت التكنولوجيا طفرة نوعية أذهلت العالم، فيسرت استغلال الوقت في الصالح العام ، اختصرت المسافات و ألغت مجهودا عظيما كان يستهلك من أعصاب ووقت الأفراد، و نحن هنا لسنا بصدد تعداد نتائج التكنولوجيا التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من استعمالاتنا اليومية التي لا يُستغنى عنها أبدا ،، فعلى سبيل المثال لا الحصر،، الهاتف النقال و الانترنت ، اللذين جعلا العالم قرية صغيرة، توفر المعلومة برفة عين ، فبات الأغلبية حريصين على اقتناء آخر جديد الجوال بالأسواق، و أصبح( صبيب) الانترنت شغل العالم الشاغل،، فبات لزاما استحضارهما في أي وقت و زمان، خاصة الجوال الذي أضحى لصيقا بالفرد كظله ، بيد أن الظل يختفي مع غروب الشمس ، و مع الجوال يغيب احترام الآخرين فينا فحيثما رحلت و ارتحلت وجدت أناسا تكلم ذواتها، تلوح بأياديها تارة تبتسم و أخرى تصرخ ، كأنما المكان أصبح مستشفى مجانين على مستوى أوسع،، فمع الجوال لم يعد للمسجد حرمة، ولا للمرضى هدوء، وكان أن غيَّب وعي كثير من السائقين، فأضحى سبب العديد من حوادث السير المحزنة إذ الشارع أصبح يعج بما فيه من فوضى، تربك السير العام للحياة الهادئة التي بتنا نفتقدها،،، والمدارس حتى الإبتدائية منها التي يتلقى بها الطالب دروسه الأولى للانطلاق بالحياة وجد الجوال طريقه إلى خصوصية الأقسام، فكم طالعتنا الصحف و مواقع الشبكة العنكبوتية عن خروقات خطيرة كان التلاميذ أنفسهم و الأساتذة ضحيتها ،إذ وقفوا على صورهم تستغل بشكل مؤلم ، لا زالت تحكي عن مشاكلها المتعددة مع التلاميذ، فقد واجهتْ الكثير منها، إلا أن أصعبها أن تجد صورك محرفة يتناولها الجميع، ليكثر القيل و القال " كنت ألقي الدرس لأسمع صوت التقاط الصورة، حالة استنفار بالقسم، و الكل يُنكر، وجدت نفسي مضطرة لأن أوصل الشكوى لإدارة المؤسسة" مثل هذا التصرف أضحى يرعب الأستاذ داخل القسم، خاصة مع عملية تحريف الصور بواسطة لفوتوشوب و إلباس الشخصيات المحترمة حالة من الزيف ، تثير البلبلة و تخفي وراءها تراجعا مربكا للمنظومة التعليمية، و للأخلاقيات التي حكمت تحركاتنا و لزمن بعيد،، فمن المسئول عن هذا التراجع!!؟