و المفرقعات النارية التي لا يخلو منها حي من الأحياء إضافة لتجمع النسوة ببيت إحدى الجارات لإقامة حفل تؤدى فيه الأغاني الدينية و تصدح الأجواء بالزغاريد التي تشتم من خلالها رائحة البهجة و تجدد الأمل الذي يسري في النفوس ويؤلف بين القلوب كل هذه المظاهر و أكثر انسحبت بهدوء بيد أن الكل متأثر لما تشهده غزة الجريحة التي تحتضر تحت نيران المحتل الصهيوني ... عوضا عن ذلك خرجت جموع الجماهير الغاضبة تحمل شعارات التنديد و تشجب العمل اللاانساني المقترف من قبل الكيان الغاصب ضد إخوتنا بغزة ، تلك المجازر التي يطالعنا بها إعلامنا المرئي والمسموع والمقروء ..باتت صوره تطاردنا لتدمي القلوب الثكلى أكثر فأكثر تزامنا مع هذا الوضع تراجعت التجارة الموسمية التي كانت ترافق هذه الأجواء فلا إقبال على اقتناء الفواكه الجافة ولا الدفوف ... فقط استغلال بسيط للفترة من طرف الأطفال الذين تستهويهم الألعاب... مع ذلك نلاحظ جنوح البنات إلى الألعاب القتالية على غير عادتهن والتي كان الذكور يحتكرونها لفترة زمنية طويلة ،و كن يحكين أنهن سيقدمن على منح ألعابهن لأطفال غزة محبة وعرفاناً لهم على صبرهم اللامتناهي هكذا هو الشارع العربي الذي يجسد مقولة الجسد الواحد إذا اشتكى عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى ... مع أن الموقف السياسي العربي هذه المرة وقف على الحياد متفرجا على الدماء التي تمطر في غزة.. فمن قال اتفق العرب على ألا يتفقوا؟