بألم شديد تتبع كثير من المشاهدين رجلا بأواخر الأربعينات من عمره يعرض أبناءه سلعة والثمن محدد سلفا لا تراجع فيه ... حدد مسبقا السبب الذي يدفعه لمثل هذا الفعل،ومهما كانت أسبابه فهي خالية من الانسانية،،، أبناءه الخمسة جميعهم أكدوا كلاما واحدا نريد أن نظل معا ،مهما كانت الظروف... كلماتهم البسيطة ، التي تنم عن روح البراءة وعن الطبيعة الكامنة بالذات الانسانية المُحبة لاخوتها الراغبة في استمرار الحياة وسط جو عائلي يسوده الود مهما كانت الحياة بسيطة و قاهرة ... لا أحد ينكر على الآخر العيش بسلام ،فكيف سيكون إحساس هؤلاء الصغار وهم يُعرضون أمام ملايين المشاهدين للبيع ؟ ما تأثيرهذه المشاهد عليهم و على نموهم؟ ما نتيجة ما يفعله بأبناءه وقد عاد بهم الى زمن الرقيق.؟ أين سيذهب من ربه، وهو مسؤول راع لابناه؟ لله دره من أب يملك قلبا من حجر، ومشاعر من جحيم ، يحاول أن يبرز لكل الناس أنه طرق جميع الأبواب و لم يعد أمامه إلا أن يبيعهم، لاسبيل غير ذلك ،وهو يؤكد في وقاحة أنه لن يتنازل عن الثمن المحدد سلفا لأنه لايبيع _ كيلو بندورة _ وعند الثمن فقط أدرك أن من يبيعهم يملكون قلبا و مشاعر و يُتقنون الكلام و يستطيعون المشي، و مُيّزوا بالعقل،إذن نحن لسنا أمام طماطم ،بل بشر من لحم ودم عقل و فكر... أب واع لكل ما يفعله وعارف كيف يتصرف ،وما هي حدود التنازل في نظره كانسان سُلب الاحساس و الكرامة و الأبوة.. قفزت إلى ذهني مقولة سمعتها ،تقول_هناك نساء خُلقْْن لا ليَكُنَّ أمهات_ لا فرق إذن ، لسنا جميعا مؤهلين لحمل هذه الرسالة السامية التي جُبل عليها الأغلب ، هنا استثناءات مُخزية تُورث العار، الخزي و الذل.. أخيرا جاء الرد بعد جدل و أسئلة مباشرة طُرحت على الأب، هل تبيع أبناءك لو وجدت من يتبرع لك، دموع التماسيح تسقط و الملايين تشاهد و هو يهزرأسه بالإيجاب.... وارباه ، رحمتك مما نَرى و نُتابع ... تُقتطع من ذواتنا خوفاً تَقشعرُّ له الأبدان ،و يهتز له كل صاحب مشاعر لازالت تؤدي وظائفها الطبيعية... القطة عند الخطر تحمل أبناءها بين أسنانها ولا تُؤذيهم، تُدافع عنهم بكل قُوَّتها التي منحتها الطبيعة ،و النماذج كثيرة... فكيف بك يا إنسان ، هل لك من مبرر بعد كل هذا !!!! مكالمة أخيرة حسمت موضوعا أبكى كل الحضور،أربك المذيع و أشعل مشاعر ملايين المتابعين.... " أنا على استعداد لتبني جميع الأبناء، لأن والدهم لا يستحق هذه النعمة ".