: " ارجعي غدا " "ولم أرجع غدا مادمت أنت متواجد و تستطيع إنهاء المعاملة ؟ " "لأنه وقت انتهاء الدوام" "لكنه لم ينته " "عليك أن تدركي أن التوقيع يحتاج لمصادقة من طرف رئيس المصلحة وهو مشغول الآن، إذن ارجعي غدا.." "وهل سألته لتقول انه مشغول؟! ،يا سيدي أحتاج للمعاملة اليوم ، وهذه آخر خطوة ..." "قلت آرجعي غدا " "بربك لم أعود غدا ما دمت متواجدا، لن أذهب إلا و المعاملة منتهية .." حوار جدلي غير مجد و الوقت يمض لتحين لحظة المغادرة ولي حاجة بالمعاملة فكيف أفعل و أنا ضد مقولة _ دْهَنْ السِّيرْ يْسِيرْ.._ ولأن الإدارة ليست موظفاً عابثاً يُعطل مصالح العامة ، التجأت لرئيس المصلحة الذي قيل أنه مشغول. طرقت الباب.. سمعت من ورائه صوتا يدعوني للدخول، وجدته يقرأ جريدة .. ما أثار انتباهي للمكتب الذي لا أثر عليه لمعاملات و لا للانشغال ..وجود لوحة كتب عليها **لو دامت لغيرك لما آلت إليك** ..شردت قليلا ، ليعود بي صوت السيد الى مكاني و زماني "هل من خدمة " "أجل هذه المعاملة تنتهي فقط بتوقيع السيد ومصادقتك على توقيعه !..و أحتاجها اليوم .لكنه لا يرد بغير جملة ..ارجعي غدا.." دون أن ينبس ببنت شفة تلقف المعاملة و ذهب بها، أنهاها ثم قدمها لي و هو يشكرني على تفهمي شكرته بدوري .. ولأني حصلت على المعاملة ووقت انصراف الإدارة يأزف بعد ثوان سألته عن سر اللوحة المتواجدة على المكتب ابتسم من جديد و قال "لأتذكر كلما حاولت أن أقول لأحدهم ارجع غدا، أن الغد قد يأتي ولا يجدني هنا."