قوات الاحتلال الاسرائيلي تعدم قائد 'سرايا القدس' في قباطية وهو في فراش النوم والجهاد الاسلامي تتوعد بالرد وتطالب بوقف التنسيق الامني بين السلطة واسرائيل ومحافظ جنين يؤكد بأن قوات الامن الفلسطينية محظور عليها التصدي لجيش الاحتلال.اكدت مصادر فلسطينية اليوم الجمعة بأن قوات خاصة اسرائيلية نجحت في التسلل الى محيط منزل علاء الدين عصام ابو الرب (23 عاما) قائد 'سرايا القدس' الجناح المسلح لحركة الجهاد الاسلامي في قباطية شمال الضفة الغربية فجر الخميس واعدامه وهو على فراش النوم. واكد محمد ابو الرب شقيق الشهيد ان قوات الاحتلال اعدمت شقيقه بدم بارد، مشيرا الى ان قوة كبيرة من الوحدات الخاصة الاسرائيلية اقتحمت منزل العائلة تمام الساعة الخامسة صباحا بعد ان فجرت ابواب المنزل واطلقت النار على الشهيد وهو على فراش النوم. واكد ابو الرب ان الوحدات الخاصة وقوات الاحتلال اطلقت زخات من الاعيرة النارية داخل البيت، ل اعدام شقيقه امام افراد الأسرة. وذكر ابو الرب ان جيش الاحتلال اطلق قذيفة انيرجا بداخل غرفة الشهيد، ما ادى الى احتراق اجزاء من المنزل بالكامل، واجبر سكان البيت على الخروج الى العراء، وصادروا بطاقات البعض الشخصية، مشيرا الى ان قوات الاحتلال منعت طواقم الدفاع المدني من اخماد النيران التي اشتعلت داخل المنزل. وذكر شهود عيان ان ابو الرب استشهد بعد ان اطلق الجنود الاسرائيليون النار عليه اثناء اقتحام منزله في بلدة قباطية جنوب مدينة جنين، ومن ثم احتجزوا جثمانه ومنعوا ذويه من اسعافه، وفي وقت لاحق عادوا وسلموا الجثمان الى اسعاف الهلال الاحمر الفلسطيني في جنين لينقل بعد ذلك الى مستشفى الدكتور خليل سليمان الحكومي حيث اكد الاطباء استشهاده متأثرا باصابته بثلاث رصاصات في الراس والصدر. وقال الشهود ان قوات الاحتلال اعتدت على عائلة الشهيد واجبرتها على مغادرة منزلها، والقت فيه مواد حارقة ادت الى احتراق اجزاء من المنزل. واشار شهود العيان الى ان عشرات الاليات العسكرية اقتحمت البلدة في الثالثة من فجر الخميس وسط اطلاق كثيف للأعيرة النارية والقنابل المضيئة مما أثار حالة من الرعب في البلدة، ومن ثم قام جنود الاحتلال بمحاصرة منزل والد ابو الرب قبل اقتحامه واعدام نجله وهو في فراش النوم. ومن جهته قال الجيش الاسرائيلي انه عثر في المنزل على رشاش من نوع كلاشنيكوف ومخازن للرصاص وعبوة جاهزة للاستخدام. من ناحيته قال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ان مقتل ابو الرب بنيران قوة عسكرية اسرائيلية احبط تنفيذ عملية 'ارهابية' في اسرائيل على حد قوله. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن باراك القول ان مقتل علاء الدين عصام ابو الرب ببلدة قباطية الواقعة جنوب مدينة جنين شمال الضفة الغربية 'والعثور على حزام ناسف في منزله قد منعا ارتكاب عملية ارهابية في اسرائيل عشية الانتخابات المقررة الاسبوع المقبل'. وتتهم اسرائيل ابو الرب بالتخطيط لعدة عمليات فدائية في الفترة الاخيرة تمكن الامن الاسرائيلي من احباطها، وكذلك العمل على اقامة بنية لتنظيمات عسكرية في الضفة الغربية. من جهتها توعدت 'سرايا القدس' الجناح المسلح لحركة الجهاد الاسلامي بالرد، وقالت 'ان جريمة اغتيال قائد سرايا القدس في قباطية علاء ابو الرب تضاف الى سجل الجرائم الصهيونية، وهي جريمة تستوجب الرد من قبل اجنحة المقاومة وفي مقدمتها سرايا القدس'. واضافت الحركة في بيان صحافي 'انه اذا كان لا بد من بحث مسألة التهدئة فلا بد من ان تشمل مجمل الوضع الفلسطيني لان معالجة الوضع في غزة وتحقيق تهدئة لا يمكن ان يتم بمعزل عن باقي مدن وقرى فلسطين المحتلة'. واوضحت الحركة ان هذه الجريمة الجديدة هي رسالة واضحة للعالم اجمع بأن المشكلة لم تكن مطلقا عند الشعب الفلسطيني ومقاومته، وانما المشكلة تنحصر في وجود الاحتلال واستمرار سياساته العدوانية والتوسعية بحق الشعب والارض الفلسطيني. كما اعتبرت حركة الجهاد الاسلامي هذه الجريمة ضربة واضحة للجهود الهادفة للتوصل الى تهدئة، الامر الذي يتطلب جهدا مضاعفا في سبيل تحديد ضمانات 'تلزم العدو الصهيوني بالتوقف عن ارتكاب اية اعتداءات او جرائم بحق شعبنا'. واشارت الحركة الى ان الجريمة نفذت في منطقة تخضع لاجهزة الامن التابعة للسلطة، وهو ما يطرح مجددا التساؤل عن دور هذه الاجهزة التي عملت على نزع سلاح المقاومة وملاحقة المقاومين. وقد كان ابو الرب واحدا من الذين تعرضوا لملاحقة ومطاردة من قبل اجهزة امن السلطة قبل اغتياله على ايدي جنود الاحتلال الاسرائيلي. واكدت الحركة على ضرورة وقف التنسيق الامني ما بين السلطة واسرائيل كمقدمة للشروع في اي حوار داخلي كون استمرار التنسيق الامني ينسف كل جهد للحوار، مضيفةً ان جهود ومساعي الحوار والمصالحة التي سعت لأجلها الجهاد الاسلامي طويلا تصطدم مع بقاء التنسيق الامني قائما مع العدو. وقال ابراهيم النجار القيادي في الجهاد الاسلامي 'ان الرد على اغتيال ابو الرب منوط بالقيادة العسكرية لسرايا القدس، فهي صاحبة الموقف وهي تدرك نوايا وسلوك العدو، ومن المفترض ان لا تمر هذه الجريمة بدون عقاب'. وشدد على ان عملية الاغتيال هذه ليست غريبة ولا جديدة، وهي جزء من سلوك العدو الاسرائيلي تجاه الشعب الفلسطيني بشكل عام وتجاه المقاومين منه بشكل خاص، ومضيفا 'العدو لا يريد تهدئة ولا سلاما هي فقط شعارات يرفعها ليكسب الوقت من اجل كسب مزيد من الارض وقتل مزيد من شعبنا الفلسطيني وتشريده، ونحن نفهم نفسية العدو ونفهم اهدافه ومن خلال فهمنا له نعد انفسنا من اجل مواجهته'. واشار مسؤول في 'سرايا القدس' بالضفة في تصريحات صحافية ان ابو الرب كان ملاحقا من قبل الاجهزة الامنية الفلسطينية وان اغتياله كان ثمرة من ثمار التنسيق الامني. وحمل الاجهزة الامنية الفلسطينية المسؤولية عن اغتياله، مشيرا الى ان هناك العشرات من المجاهدين في الضفة الذين تتم ملاحقتهم من قبل عناصر الامن في اطار التنسيق الامني الفلسطيني المرفوض من كافة القوى الفلسطينية . وقال ابو احمد الناطق باسم 'سرايا القدس' من جانبه ان من حق المقاومة الرد على اي عدوان وعملية اغتيال بحق كوادر المقاومة، لكن في الوقت والمكان المناسبين. واضاف ابو احمد ان العدو الاسرائيلي يحاول استغلال الاجواء التي تسبق اتفاق التهدئة ويدفع في اتجاه التصعيد، منوها الى ان الخطوات التي سيقدم عليها خلال الايام القادمة، ربما تكون اصعب. وتابع ابو احمد يقول 'هذا الاغتيال للاسف الشديد نتيجة التنسيق الامني بين الاجهزة الفلسطينية في الضفة والكيان الصهيوني'، مشيرا الى وجود تنسيق امني مكشوف وواضح يؤدي الى عمليات الاغتيال. ودعا الناطق باسم 'سرايا القدس' الى اعادة صياغة هذا الامر وان يتوقف التنسيق الامني بشكل كامل، مطالبا بوقفة وطنية ضد هذا التنسيق الذي يؤدي الى اغتيال قادة المقاومة كما حدث مع ابو الرب. ومن جهته اعلن قدورة موسى محافظ جنين انسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي من منطقة قباطية بعد استشهاد علاء ابو الرب. وبشأن عدم تصدي قوات الامن الفلسطينية لقوات الاحتلال اوضح موسى بأنه محظور على قوات الامن الفلسطينية التصدي لقوات الاحتلال وخاصة ما بين الساعة 12 ليلا وحتى السادسة صباحا. واشار موسى الى ان الاتفاق على اعادة انتشار قوات الامن الفلسطينية في مناطق الضفة الغربية ما بين حكومة تسيير الاعمال الفلسطينية واسرائيل يقضي بحرية الحركة لقوات الاحتلال في المناطق الفلسطينية ما بين الساعة 12 ليلا وحتى الساعة 6 صباحا.