أعرب رجال أعمال إسبان عن قلقهم من حدوث ركود اقتصادي شامل بالمدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، في ظل تنامي المشاريع الإستثمارية والهيكلية التي تشهدها مناطق الشمال في السنوات لأخيرة.وكشفت تقارير صحافية عن توصل مراكز القرار في إسبانيا بدراسات إستشرافية أعدتها لجنة اقتصادية،جاء فيها أن المدينتين السليبتين سجلتا تراجعا ملحوظا على مستوى الرواج التجاري المرتبط أساسا بتهريب المواد الغذائية والملابس والأجهزة الإلكترونية والتجهيزات المنزلية. وأوردت الدراسة المذكورة انطباعات العديد من تجار المدينتين المحتلتين حول مستقبل المدينتين التجاري، حيث تطابقت انطباعات هؤلاء حول اعتبار الأوراش التنموية المفتوحة في مناطق شمال المغرب، لاسميا الميناء المتوسطي، تهديدا حقيقيا لاقتصاد المدينتين، بل هناك من اعتبر أن ميناء طنجة المتوسط سوف يشكل منافسا اقتصاديا قويا لنظيره في الجزيرة الخضراء وسبتة لأنه سيستوعب جزءا كبيرا من حركة الملاحة الدولية التي ظلت تحتكرها إسبانيا في منطقة مضيق جبل طارق لمدة قاربت العقدين. نفس القلق أبداه، السكان الإسبان بالمدينتين المحتلين، إزاء تصاعد وتيرة استكمال البنيات التحتية واستقطاب الاستثمارات الأجنبية، معتبرين ذلك بداية نهاية العهد الاقتصادي الزاهر لهذين الثغرين المستعمرين، والذي سيصل مداه مع انطلاق استغلال المركب المينائي طنجة المتوسط في أفق 2012. ويتوقع بعض المهتمين بالشأن الاقتصادي في مليلية وسبتة أن تخصص حكومة ثباطيرو ميزانية استثنائية للمدينتين خلال السنة المقبلة، تفعيلا لوعود انتخابية تعهد بها في الانتخابات الأخيرة، علما أن الحكومة الإسبانية عملت خلال الخمس سنوات الأخيرة على ضخ استثمارات ضخمة لفائدة سبتة ومليلية في إطار تكريس أسبنة المدينيتن. كما يجري التفكير،في سياق الاستعداد لما سيأتي، تحويل الثغرين المحتلين إلى منطقتين سياحيتين متطورتين لتعويض تجارة تهريب السلع نحو المغرب، التي تدر على المدينتين أزيد من ملياري درهم سنويا.